قواعد لعبة الحرب ضد مصر تتغير من حين لآخر، ولكن يبقى سلاح نشر الإحباط والتشكيك فى قدرة الدولة المصرية هو المفضل للأعداء سواء المكشوف منهم أو من يرتدى ثوب الصديق، خابت سياراتهم المفخخة، وقنابلهم المزروعة بين الأشجار وهجماتهم الغادرة على كمائن الجيش والشرطة، وفشلت فيديوهاتهم الداعشية فى تسكين الرعب بنفوس أهل مصر، وطاشت فيديوهاتهم المفبركة عن الجيش ولم تحدث التأثير المطلوب، وضعفت فضائياتهم الممولة فى تركيا وقطر ولندن عن تحقيق أهدافها فى تشويه صورة مصر وإرباك الدولة وخطواتها، وضاع مسعاهم بين الدول والمنظمات المختلفة لحصار مصر وتهديدها.
خلت جعبة الإخوان ومن يمولهم ويدعمهم بالمال أو بالكلمة ولم يتبق فيها سوى أشد الأساليب خسة ونذالة، الكذب والشائعات والتخويف الهادف لنشر الإحباط فى نفوس المصريين، هم يكرهون هذا الوطن لدرجة تسول لهم تمنى أن يخلف كل حادث عشرات الضحايا كى يتاجروا بهم عبر الشاشات ومنصات السوشيال ميديا، ويضربوا أهل مصر فى روحهم، وروح المواطن تتغذى على الأمل الدائم فى غد أفضل.
هذه الحرب ترجمتها موجودة فى تقرير رسمى صادر عن مجلس الوزراء يكشف ما تعرضت له الدولة المصرية من موجات شائعات متلاحقة لا تهدأ هدفها الوحيد التشكيك فى قدرة الوطن والمواطن على العبور إلى المستقبل، وإفقاده الإحساس بالأمان والأمل فيما تحقق على أرض الواقع من إنجازات فى البنية التحتية والمشروعات الكبرى.
فى عام 2018، ووفقا للتقرير الرسمى، فقد عرضت كل قطاعات الدولة لحرب شائعات لم تتوقف، كان أكثرها استهدافا قطاع التعليم بنسبة 21.5%، يليه قطاع التموين بنسبة 17%، ثم قطاع الاقتصاد بنسبة 15.3%، وفى المرتبة الرابعة قطاع الصحة بنسبة 12.7%، ثم قطاع التضامن الاجتماعى بنسبة 6.2%، ثم قطاع السياحة والآثار بنسبة 5.9%، وقطاع الإصلاح الإدارى بنسبة 5.7%، ثم قطاع الإسكان بنسبة 5.4%، فيما احتل قطاع الوقود والطاقة المرتبة التاسعة بنسبة 4.8%، ثم قطاع النقل والمواصلات بنسبة 3.2%.
الأرقام والإحصائيات الواردة فى تقرير المركز الإعلامى لمجلس الوزراء تخبرك ببساطة أن كل قطاع حققت فيه الإدارة المصرية إنجازا ملموسا وواقعيا تعرض للاستهداف بالشائعات بهدف تدمير جدار الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، هم يطاردون المصريين بين الحين والآخر بأكاذيب وشائعات للتغطية على أى نجاح يذكر ونزع الأمل بخصوص أى خطوة تتقدمها مصر إلى الأمام.
حرب المعلومات المغلوطة والشائعات الناشرة المغذية للإحباط هى الأخطر لأن هدفها جموع المواطنين، بخلاف حرب الإرهاب التى نخوضها مطمئنين بوجود درع دفاع قوى ممثل فى الجيش المصرى وأجهزة الدولة الأمنية والمخابراتية، حرب الشائعات أكثر خطورة وقسوة، لأن المواطن المصرى يخوضها بدون غطاء جوى، دون إعلام صاحب وعى قادر على الشرح والتحليل ودون إدراك بأن المحتوى الإعلامى الجاد قادر على المنافسة وجدير بالاستثمار فيه بدلا من الاستسهال واللجوء إلى المحتوى الترفيهى سريع الربح، ولكنه خالٍ من إحداث تأثير لصالح الوطن والمواطن.
تحميل الدولة وحدها عبء حرب الوعى دون وجود دعم حقيقى من النخبة المثقفة والفنية والسياسية، ظلم كبير لمؤسسات تسارع الزمن والمؤامرات لصد ضربات الإرهاب والضربات الاقتصادية فى الداخل والخارج، وتنشغل بإعادة ترتيب أوضاع مصر فى منطقة مرتبكة وملتهبة، لذا حان الوقت أن يظهر دور النخبة المصرية بشتى فروعها فى تحمل مسؤوليتها بقوة والمساهمة فى رد العدوان الإخوانى الجديد لحماية المواطن المصرى من سهم قاتل ومؤامرة خطيرة تسعى لإحباطه وتخويفه، والشعب الخائف والمحبط ضعيف، وهم هناك فى غرف التخطيط والتآمر يدركون جيدا أن حالة التناغم والثقة بين مؤسسات الدولة والشعب اليقظ هى السر الرئيسى فى فشل عدوانهم ومخططاتهم ضد مصر خلال السنوات الماضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة