شهد البريد، مراحل عديدة من التطور، على مر السنوات، وخلال الحضارات المختلفة، ففى مصر تحديدا، شهد البريد والمراسلة أشكالا عديدة، وتاريخا كبيرا من التطور، الأمر الذى يجعل مؤسسة البريد الحالية، من أقدم المؤسسات فى الدولة المصرية.
بدأت فكرة البريد مع عصر الدولة الفرعونية، إذ يرجع تاريخ أول وثيقة جاء بها ذكر البريد إلى عهد الأسرة الثانية عشرة (حوالى سنة 2000 ق.م) وهى وصية من أب لولده تكشف أهمية صناعة الكتابة والمستقبل المجيد، الذى ينتظر الكاتب فى وظائف الحكومة. وقد قام الفراعنة بتنظيم نقل البريد خارجيا وداخليا وكانوا يستخدمون سعاة يسيرون على الأقدام يتبعون ضفتى النيل في رواحهم وغدوهم في داخل البلاد، ويسلكون إلى الخارج عبر الطرق التى تسلكها القوافل والجيوش.
أول طابع بريد مصرى
لكن الشكل الحالى للبريد بدأ فى عهد الخديوى إسماعيل، وبدأت مصر فى إصدار الطوابع البريدية، كثالث دولة فى العالم، إذ صدر أول طابع بريد مصرى عام 1866، وتحول طابع البريد لأداة هامة لتوثيق الأحداث الهامة والتاريخية منذ ذلك الوقت، إذ شعر الخديوى إسماعيل بأهمية البوسطة الأوربية وقام بشرائها من "موتسى" بعد وفاة شريكه "تيتو كينى" وكان ذلك فى 29 أكتوبر 1864 وقد عرضت الحكومة المصرية على "موتسى" وظيفة مدير عام البريد، وفى 2 يناير 1865 نقلت ملكية البوسطة الأوربية إلى الحكومة المصرية، ويعتبر هذا اليوم يوما تاريخيا للبريد المصرى وعيدا للبريد كل عام.
طابع البريد الأول
وفى مطلع يناير عام 1866، تم إصدار أول مجموعة مكونة من سبعة طوابع عادية لبوستة تمغاى تحمل نقوشا عثمانية وكانت فئاتها 10 و20 بارة و5 و2 و1 قرش وظهرت طوابع البريد الحكومية عام 1893 وكان يكتب داخلها كلمة أميرى التى تحولت عام 1907 إلى كلمة أميريب وظهرت طوابع البريد التذكارية أو طوابع المناسبات عام 1925 فى عهد الملك فؤاد.
وقد بدأ تمصير الطابع بعد أن طبع فى مصر عام 1867 بمطبعة أبناسونب الحجرية بمدينة الإسكندرية بعد أن كان يطبع فى مدينة جنوة الإيطالية ثم صدرت الطبعة الثالثة عام 1872 بالمطبعة الأميرية ببولاق، وبدأ توثيق تاريخ مصر عبر 5 آلاف عام عندما سجلها طابع البريد المصرى على ورقته الصغيرة منذ بداية ظهوره وخلال أكثر 150 عاما وتم تسجيل آلاف الأحداث منذ العصر الفرعونى.