احتفل الملك أحمد فؤاد الثانى، آخر ملوك مصر، أمس السبت مساء، بعقد قران كريمته الأميرة فوزية، على الفرنسى "سيلفيان هونودو"، فى منزله بمدينة جنيف السويسرية، وذلك حضور عدد من أفراد وأصدقاء العائلتين.
والأميرة فوزية، صاحبة الـ37 عاماً، ابنة آخر ملوك مصر، الملك أحمد فؤاد الثانى، وحفيدة الملك فاروق الأول، وزوجها الفرنسى سيلفيان هونودو، مسلم الديانة، ويعمل مهندسًا بإمارة موناكو الفرنسية، وأقيم حفل زفاف حفيدة الملك، فى حفل بسيط، أمس السبت، فى منزل الملك أحمد فؤاد بمدينة جنيف بسويسرا، بحضور ياسمين بنت الأميرة فريال وزوجها علي شعراوى، محمد علي وفخر الدين شقيقا العروس.
الطريف أن حفل القران لحفيدة الملك، يأتى بالتزامن الذكرى الـ81 على عقد قران الملك فاروق آخر ملوك مصر، على صافيناز ذو الفقار والتي أصبحت تلقب بالملكة فريدة، حيث تم عقد القران بقصر القبة، يوم الخميس 20 يناير سنة 1938.
زفاف الملك فاروق من الملكة فريدة
المختلف عن الحفل البسيط التى أقيم لحفيدة آخر ملوك مصر من أسرة محمد على باشا، أجواء الاحتفالات الكبرى التى أعلنتها الدولة المصرية، حيث خصصت ثلاثة أيام احتفالا بزواج ملك مصر، واعتبر يوم الزواج حينها يوما وطنيا، واهتمت طوائف الشعب كثيرا بالمناسبة، وذلك وفقا لكتاب "فريدة ملكة مصر" للكاتب فاروق هاشم.
بعض أبناء الصعيد يلعبون بالعصا وحولهم الجموع المبتهجة
ويشير الكتاب إلى أن كبار المطربين شاركوا فى الغناء فى الحفلات بالقصور الملكية أمثال محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، وتجمعت حشود هائلة من الشعب على ضفاف النيل لمشاهدة الألهاب النارية فى سماء القاهرة، زينت القوارب فى النهر بأعلام المملكة المصرية، بينما فى الوقت ذاته كان الملك وزوجته فريدة يحتفلون بالمناسبة بمشاركة المدعوين الرسميين من سائر دولة العالم.
الشرفات وقد امتلات بأصحابها في طريق موكب الزهور يوم زفاف الملك فاروق والملكة فريدة
فى اليوم التالى 21 يناير 1938، غادر الملك من قصر القبة فى سيارة ملكية كبيرة يحيط بها قافلة من السيارات الملكية ومركبات البوليس قاصدين قصر عابدين، وسط استعراضات رمزية من قوات الجيش المصرى، وكانت الملكة فريدة قد غادرت قبله مستقلة سيارة مكشوفة تحركت ببطء من أجل تحية جموع الشعب الذى اصطف بالآلاف، وفى هذا اليوم أقام الملك مأدبة للأطفال الفقراء فى حديقة الأزبكية بوسط القاهرة، حضرها 5 آلاف طفل وذويهم لتناول الطعام والحصول على الهدايا والحلوى.
وفى صباح اليوم الثانى 22 يناير، استقبلت الملكة فريدة زوجات الوزراء من السيدات فى قصر عابدين، وبعد الظهر استقبلت زوجات رجال السلك الدبلوماسى من السفراء والقناصل الأجانب وغيرهم من سيدات السفارات، ويصف الكتاب أنه كان لأول مرة فى تاريخ مصر تظهر ملكة مصر بمظهر عصر سافرة الوجه أمام جموع الشعب.
وصول فريدة إلى قصر القبة وفاروق في إنتظارها، ثم خرجا ليستقبلا ضيوف حفل الزفاف بقصر القبة
ويذكر الكتاب أيضًا أنه فى مساء يوم الاثنين 24 يناير، ترك الملك وزوجته فريدة، العاصمة بكل أفراحها وحشودها وجماهيرها، قاصدين أنشاص، للإقامة هناك فترة فى استراحته التى كان يطلق عليها جلالته "كوخ الحب الملكى".