أكرم القصاص

إنقاذ المشردين مهمة إنسانية محترمة تفرق بين الغلبان والمتسول

الإثنين، 21 يناير 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من أكثر الحملات التى تلفت النظر عمليات التدخل السريع لإنقاذ المشردين والأطفال بلا مأوى، ممن ينامون فى الشوارع والميادين ونقلهم إلى دور الرعاية، وهى حملة بدأت عندما اهتم الرئيس عبدالفتاح السيسى بحالة سيدة تطوع بعض الشباب تعاطفا معها ونشروا صورتها على مواقع التواصل، وهى مريضة تفترش الأرض، وأصدر الرئيس تعليماته بنقل السيدة وعلاجها وإيداعها دار رعاية.
 
وبعدها تحركت حملات وزارة التضامن تجوب الشوارع لالتقاط المشردين وحملهم إلى بيوت رعاية، وتم تخصيص خطوط ساخنة وتليفونات لتلقى بلاغات المواطنين عن وجود مشردين وتحديد أماكنهم لإغاثتهم.
 
الحملة تزامنت مع برد شديد وبعد الإعلان عن وفاة سيدة بالغربية ظلت ملقاة أمام الجميع أيام حتى لفظت أنفاسها، وكشفت وفاة السيدة عن فقدان عدد من المسؤولين لأبسط مشاعر إنسانية، وأيضا بدت أزمة اجتماعية تتعارض مع كثير من مظاهر الشهامة والتضامن بين المواطنين.
 
ثم إن وفاة السيدة بسبب تجاهل المسؤولين فى المحافظة والمدينة واستجابة الرئيس لما نشرته مواقع التواصل، يكشف عن تناقض كبير فى طريقة التعامل من قبل المسؤولين بشكل عام، هؤلاء الذين ينتظرون أن يتحرك الرئيس ليقوموا بواجباتهم ثم إن هؤلاء المسؤولين لاشك أنهم يطلعون على ما ننشره السوشيال ميديا، ويفرض عليهم واجبهم أن يتحركوا من تلقاء أنفسهم ليقوموا بدورهم الطبيعى، ونقصد هنا المسؤولين فى المحليات والتضامن الاجتماعى الذين يفترض أن يتحرك المسؤول من دون انتظار تحرك الوزيرة أو انتظار تعليمات رئاسية.
 
حملة إنقاذ المشردين إنسانية، ونتصور أنها يجب أن تتحول إلى سلوك دائم وليس مجرد تحرك مؤقت، وعلى المسؤولين القيام بأدوارهم والاطلاع على ما تنشره المواقع الإخبارية ومواقع التواصل، عن مشكلات المواطنين سواء المرضى أو المشردين ممن ينشر استغاثاتهم بشكل مستمر، وأن يسعى كل مسؤول إلى القيامر بدوره وألا ينتظر التعليمات.
 
وإذا كانت الرئاسة تتابع شكاوى المواطنين وتهتم بما ينشر وتستجيب فإن هذا يفترض أن يكون درسا للمسؤولين أن يقوموا بوظائفهم ويتحركوا لحل مشكلات المواطنين مباشرة، وهذا هو ما تحمله رسائل التدخل الرئاسى.
 
وللحق فإن السنوات الماضية شهدت جهدا تطوعيا من شباب ومؤسسات كانوا يتحركون فى الشوارع ويغيثون المشردين ويقدمون لهم العلاج وينقلوهم إلى دور رعاية، وهؤلاء الشباب المتطوعون ممن قدموا هذه الخدمات يستحقون التحية والتكريم على جهودهم التى بذلوها بإمكانات بسيطة وكانوا يستخدمون سياراتهم وإمكاناتهم لإغاثة المشردين.
 
وشهدنا حالات لمشردين حملهم هؤلاء الشباب ونظفوهم وقدموا لهم الملابس والطعام، ونظموا حملات على مواقع التواصل لمتابعة هذه الحالات.
وجاءت حملة إغاثة المشردين بعد تدخل الرئيس وتحركت وزارة التضامن ووسعت من حملاتها، فى خطوة إنسانية تستحق التحية، ويمكن أن تكون قاعدة لتوسيع العمل الاجتماعى مع المجتمع الأهلى.
 
ومن ميزات هذه الحملات أنها كشفت عن الفرق بين المشردين بالفعل ممن يستحقون الإغاثة، وغيرهم من محترفى التسول الذين رفضوا الانتقال لدور الرعاية وهربوا، لأنهم يتخذون مظهر التشرد لزوم التسول، وهؤلاء بالفعل يستحقون التعامل معهم بحسم، لأنهم يستغلون مشاعر الناس الطيبة ويحصلون على آلاف من دون وجه حق، وهؤلاء ليسوا عددا قليلا لكنهم ربما كانوا يشكلون أغلبية المشهد بقدراتهم على التمثيل، ومن فوائد حملات الإغاثة أنها تفرق بين المشردين المحتاجين للاغاثة، والمحترفين الذين يبتزون مشاعر المواطنين ويشكلون مظهرا سيئا، بل يحصلون على حقوق غلابة يحتاجون للمساعدة.
 
وعلى كل فإن حملات التدخل السريع وإغاثة المشردين التى تقوم بها وزارة التضامن أو التى قام بها متطوعون شباب، لها أكثر من وجه إنسانى، واجتماعى فضلا عن أنها كاشفة عن الفرق بين المشرد والمتسول، ويمكن أن تكون قاعدة لعمل اجتماعى وأهلى مستمر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة