أكرم القصاص - علا الشافعي

القس مكاريوس فهيم

المال «الشايب» والكنيسة

الإثنين، 21 يناير 2019 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نؤكد «الشايب» لأن المال أنواع منه المال السايب والحرام، وقصير العمر شبيه بالكحول، فيتبخر سريعا مثل مرتب الموظف، ومنه طويل العمر يكدسه صاحبه ولا يصرف منه حتى يشيب الاثنان، وأخطر الأنواع «مال على مال» لفايزة أحمد، ما علينا هذه دعوة صريحة وجريئة وأتمنى أن تمر بسلام والناس تفهم لذلك فلنناقش المشكلة بهدوء وروية، الكتاب المقدس وغيره فى جميع الكتب منذ فجر التاريخ يوصى الأغنياء بضرورة العناية بالفقراء والمساكين والمحتاجين وفى عصرنا الحالى نضيف للقائمة و«العاطلين»، حيث تزداد نسبة البطالة والعجز الكلى والجزئى بين الشباب والرجال، تزامنا مع زيادة نسبة الحوادث والأمراض وهذا يستوجب المزيد من المساعدات ومعونات الأثرياء، ونخص بالذكر هنا فقراء وأغنياء الكنيسة ونوجه السؤال الصريح والجريح - وليس الجارح - أين تذهب أموال الأثرياء؟! 
ولاحظ علامات التعجب أكثر من الاستفهام لأن نظرة فاحصة للكنيسة نجد الأموال الطائلة أنفقت فى التشطيبات الفاخرة جدا والأجهزة الكهربائية بجميع أنواعها ومثلها الأثاث بالمكاتب وغيرها، وقبل أن نحتج أو ننطق بكلمة يصرخ فى وجهك، القائمين والقاعدين والجاثمين فى وفوق الكنائس: «بيت ربنا لازم يكون فخم جدا وأحسن ما يكون»، على العين والراس يا سيدنا وتحت أمرك يا بابا ويا ماما ويا أنور وجدى ولكن. ولكن.. ولكن... هل يرضى ربنا وجود آلاف الفقراء والمساكين والشباب العاطلين بالكنائس فى حاجة للمساعدات الكثيرة المتنوعة من طعام وملابس وأدوية ومشاريع كثيرة.. إلخ. 
بذمتكم يا بهوات ويا جهابذة: أجب أمام ربنا وضميرك: هل يسر الرب بفخامة وأناقة وبهرجة الكنيسة وما يتبعها من مبانٍ وملحقات مع وجود الفقير والعاطل؟ هل ربنا بهذه القسوة على عبيده وأولاده المساكين الغلابة ويهتم ببناء وزركشة وتزيين بيته بملايين الجنيهات؟
لا أظن يا إخوة أن هذا يرضى الرب، ولابد من حل هذه المشكلة، هذه أول نقطة فى مشكلتنا، أما الأخرى فتتعلق بوكيل الله على الأرض.. وتوضيحا للقراء الأعزاء فإن الكتاب المقدس ذكر أن الكهنة ورجال الدين المسيحى هم وكلاء الرب فى أمور الدعوة والرعاية وكل شؤون الكنيسة وما يهمنا هنا أن أحوال الكنيسة حاميها.. ونكرر حاميها هم رجال الدين «الكاهن والأسقف والبابا»، وقد أضاف مصدر مجهول كنسى فى زمان حديث غير محدد تماما أن وكلاء الله أيضا لابد أن يرتفع ويزدهر مستواهم الاجتماعى والمادى والمعيشى، وكما يقول التقليد العتيق المتوارث «بيت الكاهن لازم يكون أحسن بيت فى البلدة»، ولا أدرى من أين جاءت هذه المقولة، أما بيت الرب فالقائلون بضرورة بهرجته وزركشته وتشطيبه وتفخيمه وتعظيمه على أروع وأجمل وأحلى ما يكون فحجتهم فى هذا أن هذه أوامر الكتاب المقدس، متجاهلين أنه أمر الرب فى العهد القديم عندما أراد داود النبى بناء بيت الله، فأوصى سليمان الحكيم بهذا ومن هنا تسمى بهيكل سليمان، لأن كان به تابوت العهد ولوحا الشريعة، وكان أقدس مكان فى العالم كله.
 هذا يا إخوتى ويا أيها الوكلاء كان قديما لأنه كان هناك هيكل واحد فقط أى بيت الله الواحد الوحيد ولم يكن يسمح إطلاقا ببناء أى هيكل آخر فى أى مكان بالعالم أجمع!! لذلك جاء بالفخامة التى تفوق كل وصف.. أما فى العهد الجديد فجاء السيد المسيح ليس له «أين يسند رأسه»، وبالمثل تلاميذه لم نسمع إطلاقا عن الرعاة والوكلاء استمتاعهم بالمستوى الفخم للمعيشة!! ولمن يعترض أن يراجع رسائل بولس الرسول ليجد التواضع الصارم والتقشف ومستوى المعيشة الحقيقى للراعى المثالى المسكين «كان زمان لسه فاكر؟».
 والمطلوب الآن من إخوتى الأغنياء والمساهمين والمتبرعين وأصحاب النذور والعطايا والمنح ببساطة شديدة وبدون حساسية وحلا للكثير من مشاكل الكنيسة أن يلجأ الجميع لمساعدة الفقراء والمساكين «بعد أخذ بياناتهم وعناوينهم من الكنيسة وللعلم هناك خدام علمانيون بالكنيسة يتكفلون بهذه المهمة»، لذلك الأفضل للمتبرعين التعامل المباشر مع الفقراء دون وساطة أو اللجوء إلى «دورة المال» الحالية حيث تنتقل تبرعاتهم وعطاياهم هنا وهناك والكل ينظر والجميع يقر، ويعترف بتزايد أعداد الفقراء والعاطلين من الشباب، فلماذا لا يتكفل الأغنياء والمتبرعون بهم والعمل على رفع مستوى معيشتهم وإقامة المشروعات الصغيرة لهم، وذلك بمنحهم القروض، بدون فوائد، مع أخذ الضمانات اللازمة عن طريق محام متخصص، ويتم التبرع العينى والقرض للمشروع فورا ومباشرة وكمثال شراء، متفاوت الأسعار، لعربة خضروات أو فاكهة صغيرة مرورا بتاكسى وغيرها من المشروعات النافعة عملا بمبدأ «علمنى أن أصطاد سمكة بدلا من أن تعطينى إياها»، وبالمثل يكفل الأثرياء بعض أسر الفقراء مباشرة دون وسيط أو وكيل، ويتم الصرف عليهم وتسديد احتياجاتهم ومتابعتهم عمليا بدفع مصروفات التعليم لأولادهم وتدبير علاجهم بالمستشفيات أو إجراء عمليات جراحية تحت إشراف المتبرع وهى خدمة عظيمة تحقق التكافل الاجتماعى والمحبة وكما كان يقول البابا الحكيم شنودة الثالث «خدمة الإنسان كل الإنسان»، وليس منحه عطايا مادية فقط؟!! 
أتمنى يا إخوتى الإقرار والاعتراف والإيمان العملى بإنسانية وحق إخوة الرب وبالمناسبة لمن لا يعلم هذا اللقب أطلقه السيد المسيح بنفسه على الفقراء والمساكين والكل يعرف هذا، أقول أتمنى لو كان من بيدهم القرار والسلطة والجاه والمال والصولجان أن نسمع سمع الأذن، ولو حتى إطلاق شائعة، أن شهريا 5 من إخوة الرب يتم علاجهم فى مستشفى الحياة أو السلام أو...... أفخم المستشفيات التى تعالج بها الرتب الكهنوتية الكبرى!!! 
يا سادتى المتبرعين والمتبرعات أحلم بإنهاء إجراءات سفر مرضى الفقراء للعلاج بالخارج من الأمراض المزمنة وبذمتكم أيهما أجدر وأنفع لكم فى علاقتكم بالسماء ورب السماء، مساهمتكم وخدماتكم وخدمتكم لوكيل الرب أم إخوة الرب؟؟ وأوجه كلامى - كمثال صغير جدا- لكل من سمح بصرف الملايين لرسم الأيقونات بالكنائس المختلفة، وحفاظا لوعدى لن أذكر الرقم الحقيقى لأيقونات الكاتدرائية بالعباسية حتى لا تصيبك أزمة صحية أو نفسية!!! 
وياترى لو مارمرقص عايش معانا هل كان يوافق لرسم 3 أيقونات منفصلة بها؟ 
وللأمانة أستغل عتاب محبة من بعض الإخوة وكما وعدتهم بنقل الرسالة للبابا تواضروس، لماذا لم يتبرع للفقراء بمصروفات أيقونته بالكاتدرائية أو بكنيسة الشروق أو بعشرات الكنائس الأخرى التى سارعت بتجهيز أيقونات للبابا سيدشنها قريبا؟.
والخلاصة يا إخوتى هذا النداء للاهتمام بالفقراء فى كنيستنا مباشرة من الأثرياء والمتبرعين وهى خدمة رائعة ومشاركة منهم فى وحدانية الكنيسة والهدف الرئيسى من هذه الدعوة - سامحنى يارب - هو تخفيف عبء العمل والخدمة عن كاهل الكهنة والأساقفة، لأن وقتهم وعمرهم - أطاله الله وقصر عمرى - متفرغين تماما للخدمات ليلا ونهارا فى زيارات متكررة وافتقاد لجميع الشعب المسيحى أكثر من مرة، وإقامة قداسات وعشيات يومية وزيارات للمرضى بالمستشفيات وإجراء المصالحات أولا بأول لحل المشاكل الأسرية والأحوال الشخصية والبحث عن الخروف الضال.. إلخ، كتر 1000 خيرهم بيتعبوا كتير فى جمع الـ... الطفل والفتاة والشايب!!!!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة