السعادة بالطبع هى الشعور المتاح فحسب، وأنت تطالع خبرا كهذا، فقد تحرك المحافظون أخيرا بعد أن أشار الرئيس عبد الفتاح السيسى عليهم بأهمية تجديد طلاء العمارات والبيوت، فى محاولة منه لتجميل القاهرة التى أصبحت قبيحة بفعل فاعل، وقد اختارت المحافظة اللون «البيج» ليكون دهانا مناسبا للقاهرة، لأنها بحسب تصريحها معرضة للأتربة والغبار، وفى الحقيقة أنا لا يهمنى اللون كثيرا، بل يهمنى التجديد فى حد ذاته، يهمنى فكرة الاعتناء بالمبانى والعمارة، يهمنى أن تكون مصر مشرقة وليست باهتة، وهو أمر لا يجب أن نتوانى فيه أن نتهاون معه.
أشكر الرئيس عبد الفتاح السيسى على اهتمامه بهذا الأمر، كما أشكر كل من تفاعل مع التوجيه الرئاسى بجدية، وأتعشم أن تصاحب هذه الجدية دقة، أتعشم أن نفعل هذا الأمر بضمير، ألا نتجاوز أو نتهاون، أن نضع «كودا» للألوان، وكودا للخامات، وكودا للدقة، كما أتمنى أن تتفاعل بقية المحافظات مع هذا التوجيه الرئاسى المحترم، فهذا القرار جدير بأن يغير شكل مصر، أن يجعل منها مدنها شيئا آخر غير ما اعتدنا عليه.
أتمنى أيضا ألا يقتصر الأمر على فكرة تجديد طلاء العمائر، لكن أن يتحول إلى نسق جمالى موحد، مدروس بجدية ومعد مسبقا، فنرى فى كل حى لونا واحدا للعمائر، وألوانا موحدة للأرصفة، وأشكالا محددة للحدائق البينية، وارتفاعات موحدة للأرصفة، وأنواعا محددة للشجر، أتمنى أن نقلل مساحات الاجتهادات الفردية أو العشوائية، وأن نجتهد فى بناء نسق جمالى حقيقى لكل محافظة، ليتناسب هذا النسق مع تاريخ المحافظة ومعالمها وأشهر آثارها وطبيعتها الجغرافية والبيئية.
نأتى هنا إلى الجانب الخطير فى الأمر ألا وهو التمويل، وفى الحقيقة فإننى وإن كنت قد اقترحجت سابقا أن يكون تمويل هذا الأمر ذاتيا عن طريق أصحاب العمائر أو ساكنيها، لكننى فى الوقت نفسه أريد أن يتم هذا المشروع بلا توقف، وألا يشعر الناس بأن هذا القرار «الترفيهى» من وجة نظرهم «الخاطئة» يحملهم أعباء أكثر مما يحتملون، فإننى أقترح أن يتم تمويل هذا المشروع العظيم بقرض حسن من أحد البنوك الوطنية أو من صندوق «تحيا مصر»، على أن يتم تسديد هذا القرض من «العوائد» أو أن يضاف على «الضرائب» أو على «الخدمات» المختلفة لكل شقة أو عمارة أو بيت، وهكذا نحل الأزمة دون أزمة، لنتفرغ للخطوة التالية ألا وهى تنظيف أسطح العمارات والبيوت وتجميلها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة