تمر هذه الأيام الذكرى الـ 756، على ميلاد ابن تيمية، إذ ولد فى 10 ربيع الأول 661 هـ/ 22 يناير 1263م، حران، الجزيرة الفراتية.
وكانت للشيخ الراحل والذى يلقب عند أصحاب الفكر الإسلامى الأصولى بـ شيخ الإسلام، العديد من الآراء المتشددة، التى خرجت منها الحركة الوهابية بالحجاز بزعامة محمد بن عبد الوهاب، ومن بعدها الجماعات السلفية، والحركات الإسلامية المتطرفة.
كما كان للرجل آراء متشددة فى القائلين بوحدة الوجود وهم ابن عربى وابن سبعين والقونوى والحلاج، وبعض من فلسفة اليونان القدامى، ومن أراء الشيخ فى بعض هؤلاء الشخصيات:
ابن عربى:
وصف ابن تيمية صاحب الفتوحات المكية بأنه من المناقضين للرسل، ومم امتدح الكفار مثل قوم نوح وهود وفرعون ويغيرهم، وانتقص من الأنبياء كنوح وإبراهيم وموسى وهارون، وذم شيوخ المسلمين كالجنيد بن محمد، وسهل بن عبد الله التسترى، ومدح المذمومين عند المسلمين كالحلاج، كما وصف تجليات المتصوفة المسلم الشهير بالخيال الشيطانى، واصفا إياه بالملحد، حسبما ذكر كتاب "الرجال الذين تكلم عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى" جمعه وأعده عبد الحميد بن عبد الرحمن السحيبانى.
ابن الفارض:
بحسب الكتاب سالف الذكر أيضا، فإن ابن تيمية ذكر شيخ الإسلام، المتصوفة ابن الفارض بأنه من متأخرى الاتحادية (اصحاب القول بوحدة الوجود، وقال: إنه أخبث من لحم الخنزير فى صينية ذهب، ووصف قصيدته نظم السلوك بالتائية واسمها نظم الشكوك.
ابن كلاب:
ذكر ابن تيمية بأن ابن كلاب أول من ابتدع القول بأن حروف القرآن ليست من كلام الله، وأن كلام الله إنما هو معنى قائم بذاته، ووصف هذا القول بـ: فاسد بالعقل الصريح والنقد الصحيح، وأن المتصوفة المسلم فرق بين الصفات اللازمة كالحياة والصفات الاختيارية.
أبو الحسن البصرى:
وصفه بإمام المتاخرين من المعتزلة، وله من العقل والفضل ما ليس لأكثر نظرائه، لكن هو قليل المعرفة بالسنن، ومعانى القرآن وطريقة السلف.
الأشعرى:
وذكر أن الإمام الأشعرى نشأ فى الاعتزال أربعين عاما يناظر عليه، ثم رجع عنه، وصرح بتضليل المعتزلة، وبالغ فى الرد عليهم، وذكر أن هذا الرجل برزخ بين السلف والجهمية، أخذ من هؤلاء كلاما صحيحا، ومن هؤلاء أصول عقلية ظنها صحيحة وهى فاسدة، ومن الناس من ماله إليه من الجهة السلفية، ومنهم من مال إليه من الجهة البدعية الجهمية كأبى المعالى.
الحلاج:
قال ابن تيمية إن ما يعتقد ما يعتقده الحلاج التى قتل عليها فهو كافر مرتد، وإن مقالاته من مقالات أهل الزندقة والإلحاد، وذكر أن الحلاج كانت له مخاريق وأنواع من السحر، وعما قاله المتصوفة المسلم بحلول الله فى البشر، فهو كافر مباح الدم، مشددا على أن وجوب قتله على ما أظهره من الإلحاد أمر واجب.
أرسطو:
قال عنه إن أرسطو وأتباعه ليس عندهم من العلم بالله إلا ما عند عباد مشركى العرب ما هو خير منه، ووصف ما قاله أرسطو فى "علم ما بعد الطبيعة" بأنها بينت ما فيه من الجهل، فإنه ليس فى الطوائف المعروفين الذين يتكلمون فى العلم الإلهى مع الخطأ والضلال.