- حديث السيسى المستمر عن وزن المصريين يؤكد حرصه الشديد على صحة الشعب
- الإخوان خرجوا على القانون والدين والقيم وجرائمهم لن تسقط من ذاكرة الوطن
- 25 يناير مأساة استغلها المتطرفون.. والإخوان كانوا يقودون مصر إلى نفق
- الجماعة غررت بى واكتشفت حقيقتها بعد 25 يناير وحبيب العادلى حذرنى منها
- قيادات الحزب الوطنى رفضوا مقابلة الإخوان ومبارك قال لى: «ما تسألش فيهم»
يجلس الرجل بهدوء الحكماء وتواضعهم، ولياقة الشباب وتدفقهم، ورغم سنوات العمر الطويلة، والخبرة المهنية والعملية الواسعة، والتمرس النقابى والسياسى، لا يستنكف الاعتراف بأنه تعرض لعملية خداع من جماعة الإخوان الإرهابية، وأن الجماعة «ضحكت عليه» بحسب تعبيره.
يندر أن تجد شخصا تمتع بعلاقات إيجابية وعميقة مع نظام مبارك وجماعة الإخوان على حد السواء، وكان مصدر ثقة للطرفين. والدكتور حمدى السيد، نقيب أطباء مصر الأسبق، واحد من هذه الفئة النادرة جدًا، لهذا يملك الرجل خزانة حديدية ضخمة ممتلئة بالأسرار والمواقف والحكايات التى توفر معرفة إضافية بكواليس الحكم والإدارة وصراعات السياسة والسلطة قبل 25 يناير، وتُكمل جوانب الصورة التى بات الجميع على علم بها بشأن جماعة الإخوان، وتاريخها الطويل من الانتهازية والكذب والآلاعيب غير النظيفة.
الجلوس إلى حمدى السيد جلوس إلى ذاكرة حية، وخازن من كبار خَزَنة الأسرار، لا تتوقف مفاجآته ولا معلوماته المثيرة للدهشة، كأن يفاجئك بسعى الجماعة للتواصل مع نظام مبارك، ووساطته لإنجاز هذا الاتصال، ورفض مبارك وحبيب العادلى وقيادات الحزب الوطنى، أو مواقف الجماعة الإرهابية من نقابة الأطباء وانتخاباتها، ورفضها دعم المرشحين الذين لا ينتمون إليها، وكوارثها المتتابعة منذ 25 يناير 2011 حتى تواصلهم مع الولايات المتحدة وإبداء استعدادهم للتخلى عن سيناء، وغيرها من الأمور التى تضع نقاطًا جديدة فوق حروف قديمة، ربما تتغير قراءتنا لها تمامًا بعد مطالعة ما كشفه نقيب أطباء مصر الأسبق فى هذا الحوار المهم..
كيف ترى حملة 100 مليون صحة للكشف عن فيروس سى؟
الحملة كانت جيدة منذ بدايتها مع التركيز على اكتشاف وعلاج «فيروس سى»، ولكن زادت كفاءتها وأهميتها مع إضافة الكشف عن الضغط والسكر وقياس الوزن، باعتبارها من أخطر الأمور على الصحة والحياة، وتسبب أمراضًا عديدة مثل آلام الصدر وتصلب الشرايين وجلطات القلب، وهى أمراض خطيرة ارتفعت نسب الإصابة بها فى السنوات الأخيرة، لهذا تبرز أهمية الحملة فى ضوء ما توفره من وعى كامل بالمشكلات الصحية، فالتخطيط للخدمات أمر مهم للغاية، وحملة «100 مليون صحة» لم يحدث مثلها فى أى بلد آخر بالعالم، حتى البلدان الغنية. والعظيم فى الأمر أن الخطة لا تتوقف على المسح فقط، وإنما تعالج المرضى سعيًا للقضاء على المرض بشكل كامل.
وكيف تصف أهمية دعوة الرئيس السيسى لأن يراعى المصريون أوزانهم؟
السمنة من أخطر الأمور على الصحة، ومن ثمّ فإن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى، لمراعاة الوزن دعوة بالغة الأهمية، وتؤكد حرصه على سلامة المصريين وصحتهم، فالوزن المثالى أمر مهم وضامن للسلامة البدنية والنفسية. ويمكن مراقبة هذا الأمر من خلال حملة «100 مليون صحة» فى ضوء ما توفره من معلومات عن صحة المصريين وأوزانهم، والمناطق التى تعانى من ارتفاع نسب الضغط والسكر والسمنة وتحتاج زيادة الإنفاق الصحى، لذا أتوقع أن يوفر المسح قاعدة بيانات شاملة مفيدة فى تطبيق نظام التأمين الصحى الشامل، ما يساعد فى تحديد مخصصات التأمين ومسارات إنفاقها، والمحافظات الأكثر احتياجًا لتكثيف الإنفاق، ما يعود بعائد كبير على الأوضاع والخدمات الصحية فى مصر، وهذا شىء تفتخر به مصر وستظل تفتخر به لسنوات طويلة، وعلى كل المصريين الفخر بهذه الحملة، وبالإنجاز الذى يُحسب لرئيس الجمهورية لتبنيه الحملة وحديثه الدائم عنها، ووزيرة الصحة هالة زايد التى تُشرف على الحملة وتصدق فيما تعد به.
كنت قريبًا من الإخوان قبل 25 يناير 2011.. فكيف تصفها قديمًا وحاليًا؟
أنا غير راضٍ عن أحداث 25 يناير، لأنها مأساة ساعدت جماعة الإخوان على اختطاف الحكم، ولكن أعود لأقول رُبّ ضارة نافعة، فكنا نقول فى السابق فين الإخوان يصلحوا لنا الحال، وكنا نتصور أن لديهم علاج لكل مشكلاتنا الصحية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، لكنهم عندما وصلوا للسلطة ظهروا على حقيقتهم، ورأينا أسوأ ما يمكن أن يحدث من جماعة أو أفراد، فقد كانوا يختطفون مصر ويسيرون بها إلى نفق مظلم، ويمارسون سياسة مخلوطة بالدين مع ادعاء الإيمان بالديمقراطية، وفى الوقت نفسه لديهم ممارسات مبنية على الظلم والديكتاتورية وبيع أنفسهم لمن يدفعون ويمولونهم، وبهذا التناقض عاشوا حياتهم و«ضحكوا علينا».
وكيف ضحكت عليك الجماعة بشكل شخصى؟
أنا واحد من المصريين، تعرضت لما تعرضوا له على يد الجماعة، لكن إلى جانب هذا فأنا واحد من أكثر المغرر بهم من الإخوان، فقد كنت أعتقد فى الماضى أنهم خيّرون ويمكنهم تصحيح مسار البلاد وأوضاعها، لذا سعيت للوساطة مع نظام مبارك وتلطيف علاقته بالجماعة، بعدما طلب منى قيادات الإخوان ذلك قائلين «إحنا ناس بنؤمن بالسلام ونرفض الإرهاب وملناش علاقة بالجماعات المتطرفة»، وانطلت علىّ الخدعة وصدقتهم، واعتقدت أنهم محترمون ويحترمون القانون والنظام ويسعون لمصالحة مع الدولة، فاستجبت لرغبتهم فى التواصل مع النظام.
وهل تواصلت مع أى من قيادات نظام مبارك وقتها؟
تأثرًا بادعاءات الجماعة عن نفسها، ومطالبتها لى بالوساطة، بدأت جهودًا ممتدة للتواصل مع قيادات ومسؤولين فى نظام مبارك، للوصول إلى صيغة مصالحة مع الجماعة، لكن النظام كان أفضل منى وأكثر وعيًا، ويعلم حقيقة الإخوان واتجاهاتها، فرفض رموزه فكر الجماعة والتواصل معها، وقالوا لى إن ما يفعله الإخوان نوع من التقية، وإنهم متفقون مع الجماعات الإرهابية الأخرى على أن تمارس الجماعة العمل السياسى وأن يكون العنف من اختصاص باقى الجماعات، وفى الوقت المناسب ستنضم الصفوف لبعضها، وهو ما حدث فعلا فى 25 يناير، وسمعته قبلها بسنوات من مبارك وحبيب العادلى، وحينها كنت أغضب من ردود قيادات النظام، وأؤمن بضرورة الاستعانة بالجماعة والاستفادة منها، لكن اكتشفت فى النهاية أن رؤية النظام للإخوان كان أصدق، وأنهم جماعة عنيفة لديها مخططات وبرامج مشبوهة، بدأت الإعلان عنها وتنفيذها بوضوح بدءا من الساعات الأولى لأحداث 25 يناير، باقتحام السجون وحرق أقسام الشرطة وقتل الضباط والجنود والمواطنين.
وكيف ترى الآن ما فعله الإخوان خلال 25 يناير وما بعدها؟
كلما أتذكر المذابح التى أقدموا على تنفيذها خلال أحداث 25 يناير، وبعد سقوط حكمهم، وجريمتهم الشنيعة فى قسم شرطة كرداسة، أندم على إحسان الظن بهم، فجرائمهم لا يمكن أن ينساها المصريون ولن تسقط من ذاكرة الوطن، فقد رأى الجميع الحقيقة، وتأكدنا أن الجماعة رتبت كل ما كانت تفعله بشكل مسبق ومتعمد، وخططوا للقتل والتخريب وتخزين الأسلحة ومهاجمة الدولة ومؤسساتها، ففى يوم واحد خلال أحداث 25 يناير دمروا 49 قسم شرطة، وقتلوا عشرات من الضباط والمجندين والمواطنين.
ما تقييمك لاعتصام رابعة العدوية وما تلته من أحداث إرهاب؟
ما حدث فى اعتصام رابعة جريمة أخرى ضد الوطن، فقد شاهدت الاعتصام بعينى لأننى أسكن فى المنطقة، بدأوا بخيمتين أمام العمارة التى أسكن فيها، وكنت أراهم يتوافدون من مناطق عديدة فى حشود وسيارات منظمة، ويأتيهم الأكل والاحتياجات اليومية من الخارج، بينما يتحدثون عن الجهاد فى سبيل الله، وتحرض منصاتهم وهتافاتهم على العنف بشكل واضح.
هل الأحكام الصادرة ضد قادة الإخوان تلائم مع ما ارتكبوه من جرائم؟
الأحكام القضائية الصادرة بحقهم تكشف جانبا من جرائمهم ضد الوطن، لكن كوارث الجماعة أكبر، فقد خرجوا على القانون والدين والقيم. فى الماضى كنت أرى ضرورة أن نمنحهم فرصة، لكننى غيرت موقفى تماما بعد ما شاهدته من جرائم وأفعال إرهابية نفذوها ضد مصر والمصريين.
كيف كنت وسيطا بين الإخوان ونظام مبارك قبل 2011؟
طلبت منى الجماعة الوساطة مع نظام مبارك، فتواصلت مع كل قيادات الحزب الوطنى حتى يلتقى أحدهم بقيادات الجماعة، وليروا كيف يمكن الاستفادة منهم، لكن لم يوافق أى من قيادات الحزب والنظام على لقائهم، وقال بعضهم «هذا لن يحدث أبدا»، فقررت حينها مقابلة وزير الداخلية حبيب العادلى.
وماذا قال لك العادلى وقتها؟
قال لى يا دكتور أنت لا تعرف هؤلاء الناس، نحن نعرفهم جيدا، هؤلاء يريدون الخراب، ولإصرارى على الوساطة تواصلت مع رئاسة الجمهورية.
وماذا قال لك مبارك؟
قال لى لن أقابلهم، قابلهم أنت، فقلت له إنهم «بيزنّوا على ودانى» للقاء أحد من مسؤولى النظام، فرد «سيبك منهم وما تسألش فيهم»، من جانبى كنت أريد من مبارك الاستفادة من الإخوان، لأننى كنت أُحسن الظن بهم، وفى النهاية اكتشفت أن رأيه ورأى حبيب العادلى فى الجماعة حقيقى، وأننى كنت مخطئا وخُدعت فيهم، فقد ظهرت الجماعة على حقيقتها وانكشفت جرائمها أمام الجميع.
وكيف ترى سقوط جماعة الإخوان؟
كان أمرا طبيعيا بسبب غطرستهم وانفرادهم بالسلطة، لهذا ثار الشعب ضدهم، وربنا ألهم الرئيس عبد الفتاح السيسى أن يصمد ويواجه الجماعة وإرهابها، ووافق على المغامرة بمستقبله وحياته، حتى استطاع تخليصنا من هذا الكابوس، وربنا يوفقه ويحميه ويكمل المشوار.
فى وجهة نظرك.. ما أبرز أزمات الجماعة الإرهابية؟
مشكلة الإخوان الأساسية الإيمان بمبدأ «التقية» الذى توارثه الشيعة بدءا من فترة اضطهادهم فى العصرين الأموى والعباسى حتى أصبح جزءا من عقيدتهم، وهو جزء من عقيدة الإخوان أيضا، الذين يسعون للسيطرة على السلطة بأى طريقة، حتى القتل والكذب والتشهير واستخدام كل الأساليب غير المشروعة، بينما يزعمون أمام الناس أن نواياهم طيبة ومشروعة وتتوافق مع الدين، وهم فى حقيقة الأمر يسعون لغاياتهم بعيدا عن القيم، حتى لو اضطروا للخداع والتدليس وانتهاك كل المبادئ، والدعوة إلى ما لا يقومون به، واستخدام وسائل غير أخلاقية وغير إنسانية، وفى الوقت الذى يُحدثون فيه الناس عن عصور أبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب والحكم بالإسلام، يزعمون أنهم يؤمنون بالديمقراطية، وأنهم متدينون، لكنهم يمارسون الفساد فى أبشع صوره، وقد ظهر فسادهم عندما تولوا الحكم، ففى عهدهم عينوا أطباء حديثى التخرج لم يحصلوا إلا على الدبلومة فى وظائف مهمة بالوزارة، كما ذهبوا للولايات المتحدة وقالوا لهم إنهم مستعدون للتخلى عن سيناء.
كنت قريبا من عصام العريان بحكم منصبك بالنقابة.. كيف تصفه؟
عندما كنت نقيبا للأطباء كنت أتنبأ لعصام العريان بمستقبل جيد، لم يكن واضحا وقتها انتماؤه لجماعة الإخوان، وفوجئت لاحقا بالتحول الحاد الذى حدث له، وتحول الجماعة بعد وصولها للحكم، كان العريان يطلب منى دائما الوساطة بين الإخوان ونظام مبارك، لكنهم بعد الركوب على السلطة تغيروا وانفردوا بالأمر دون تواصل أو وساطة مع أحد.
وبحكم الموقع نفسه.. كيف تصف شخصية عبدالمنعم أو الفتوح؟
كنت أتصور أن انفصال عبدالمنعم أبوالفتوح عن الإخوان انفصالا حقيقيا، وأنه يريد الوصول إلى أهدافه بالطرق السياسية المشروعة والمقبولة من كل الناس، وليس بوسائل وأدوات الجماعة، لكن اكتشفت لاحقا أن انفصاله مجرد خداع، عندما طالبته عقب ركوب الجماعة على الحكم بأن يأخذ موقفا منهم، لكنه رفض وانضم إلى صفوفهم، ودعانى بعدها للانضمام إلى حزبه «مصر القوية»، لكننى رفضت الأمر تماما.
هل حاولت أن تكون وسيطا بين الإخوان ونظام مبارك خلال أحداث 25 يناير؟
فى ذروة أحداث 25 يناير، حاول نائب رئيس الجمهورية اللواء عمر سليمان تنظيم حوار مجتمعى موسع، ورغب فى مشاركة الإخوان فى هذا الحوار، بغرض تهدئة الأوضاع والبحث عن حلول للأزمة، وتضمنت رؤيته عقد لقاء مع الأحزاب السياسية بمشاركة الجماعة، للسيطرة على المظاهرات ودراسة تلبية مطالب المتظاهرين، فقال لنقيب المحامين وقتها الأستاذ حمدى خليفة اذهب إلى نقيب الأطباء لأن علاقته جيدة بالإخوان، واذهبا معا إلى الجماعة لإقناعها بالمشاركة فى الحوار، فجاءنى نقيب المحامين قائلا: «هل لديك مانع فى الذهاب إلى الإخوان بناء على طلب عمر سليمان»، فقلت له لا مانع.
وماذا حدث بعد موافقتك على الذهاب إلى الإخوان؟
ذهبنا وقتها إلى مقرهم القديم فى الروضة، وكانت المقابلة فى غاية البرود، وجدنا بعض أعضاء مكتب الإرشاد فقط فى انتظارنا، وقالوا لنا إن بقية الأعضاء غير موجودين لانشغالهم فى أمور أخرى خلال الوقت الحالى، فقلنا لهم هل لديكم مانع فى المشاركة فى الحوار المجتمعى الساعى لتلبية مطالب المتظاهرين، فردوا «لن نوافق على أى شىء»، وطلعنا من اللقاء معاهم نقمر عيش، وكأننا لم نذهب من الأساس، وكان واضحا أنهم يرفضون أى تعاون لإنقاذ البلاد أو البحث عن حلول، ويميلون إلى تصعيد الأمور ودفعها إلى الاشتعال.
كيف تعاملت مع الجماعة بعد 25 يناير وعقب وصولهم للحكم؟
خلال انتخابات تجديد مجلس نقابة الأطباء بعد 25 يناير جاءنى سكرتير النقابة حينها، الدكتور أسامة رسلان، وكان شخصية محترمة ولا علاقة له بالإخوان، لكن الجماعة رفضت ترشحه أو دعمه، رغم تأكيدى أنه طبيب جيد وشخصية محترم، ولعب دورا مهما فى اتحاد الأطباء العرب. وقتها ذهبت لمرشد الجماعة محمد مهدى عاكف فى مقرهم الجديد بالمقطم، وعرضت عليه الأمر بشأن ترشح رسلان، مؤكدا أن له نشاطا جيدا فى النقابة وخارجه ويجب مساندته ودعمه فى الانتخابات، ووافق عاكف على الفكرة، لكن خلال حديثنا فوجئت بنائب المرشد، محمود عزت، يأتى معترضا، واكتشفت أنه سجل حوارى مع المرشد، ويعترض على دعم رسلان قائلا: «لن ندعم هذا الشخص فى الانتخابات ولن نتعاون معه» ولما سألت عن السبب قال «لإنه مش من الإخوان وما اتسجنش قبل كده».
وماذا كان شعورك تجاههم بعد أن رفضوا طلبك؟
شعرت وقتها أن الجماعة تريد الاستحواذ على كل شىء، ولا يمكن أن تقبل بأى شريك أو طرف آخر، فهم لا يتعاملون بصدق مع من هم خارج الجماعة، ولم يتعاملوا بوضوح مع الأحزاب السياسية، فخرجت من عندهم وأنا موقن تماما أنهم لا يسعون للحوار ولا رغبة لديهم فى التعاون مع أى حزب، وأنهم يُظهرون عكس ما يُبطنون، ولديهم إصرار على استكمال منهجهم الساعى إلى محو الآخر والسيطرة على كل شىء، والتمكن من الدولة واختطاف مؤسسات الحكم، فانسحبت تماما من أى حوار معهم.
ما أبرز تناقضات الإخوان بعد أحداث يناير؟
جماعة الإخوان تلتزم مبدأ «التقية» الشيعى، وفى ضوئه كانت كل تحركاتهم طوال الوقت، قبل يناير وبعدها، ومنها إعلانهم عدم الرغبة فى الحكم وأنهم لن يدفعوا بمرشح على منصب رئيس الجمهورية، وسيقتصر دورهم على مشاهدة الانتخابات والاستعداد للجولات المقبلة، والأمر نفسه مع البرلمان، ثم نقضوا كل التعهدات ودفعوا برجالهم للسيطرة على مجلس النواب واختطاف الحكم.
هل ترى أن الجماعة تورطت فى العنف أم صنعته وفق خطة واضحة؟
جماعة الإخوان رتبت عملية الاستيلاء على الحكم، وأعدت خطة واضحة لتحقيق هذا الغرض، لكنهم كانوا يُظهرون عكس ما يخططون، واتضح ذلك منذ اللحطة الأولى لأحداث يناير، بدءا من اقتحامهم السجون وقتل الضباط، والاستعانة بعناصر من حزب الله وحركة حماس، وتنفيذ مخططهم خلال يومين فقط من أحداث الثورة يؤكد أنها كانت خطة مرتبة، وهو ما يتناقض مع ما كانوا يقولونه لى حتى أكون وسيطا بينهم وبين نظام مبارك، فقد اكتشفت أنهم ليسوا جماعة سلام كما يدعون، وأننى تعرضت لعملية خداع كغيرى ممن أحسنوا الظن بهم، وكل هذا يؤكد أن الجماعة لم تتورط فى العنف، وإنما سارت إليه بإرادة واضحة، وخطة مُسبوقة الإعداد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة