فوضى الخروج تزود المتشككين فى الاتحاد الأوروبى بسلاح غير متوقع مع تنامى النزعة القومية والحمائية فى جميع أنحاء أوروبا
مسئولون أوروبيون: آخر شئ يحتاجه الاتحاد الأوروبى تصويت أمثال نايجل فاراج على اخيتار رئيس المفوضية الجديد
قالت شبكة "بلومبرج" الأمريكية إن القوميين الأوروبيين من إيطاليا إلى المجر يستعدون لمعركة انتخابات الاتحاد الأوروبي شهر مايو المقبل، ويأملون فى جذب حلفاء لجبهة المتشككين فى أوروبا، ضد ما يسمونه النخبة الليبرالية.
واعتبرت أن فوضى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى يمكن أن تزودهم في نهاية المطاف بجيش لم يتوقعوه على الأرجح.
وأضافت الشبكة أنه مع طلاق المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي وخروجها المقرر في 29 مارس ، لم يكن من المفترض أن يكون لدى المملكة المتحدة أي علاقة بانتخابات البرلمان الأوروبي بعد شهرين، لكن مع وصول السياسيين في لندن إلى طريق مسدود ، يبدو من المرجح أكثر أن تؤجل بريطانيا مغادرتها من التكتل الأوروبي، وفى حال حدوث ذلك، يعتقد المسئولون في بروكسل أن الناخبين البريطانيين الساخطين سوف ينتخبون العشرات من المشرعين المناهضين للاتحاد الأوروبي.
وأوضحت "بلومبرج" أن ملف "بريكست" هيمن على بريطانيا خلال العامين الماضيين، بالتزامن مع تنامى مد النزعة القومية والحمائية فى جميع أنحاء أوروبا، الأمر الذى زاد من تحديات الاتحاد الأوروبى الممزق بالانقسامات حيال مستقبل القارة.
وقال بيير موسكوفيتشي مفوض الاتحاد الأوروبي لتلفزيون بلومبرج يوم الأربعاء في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: "سنجري انتخابات في مايو ، والتي قد أقول إنها حساسة ، إن لم تكن خطيرة ، لأننا نشهد صعود الشعوبيين في أوروبا".
وقد وصف نائب رئيس الوزراء الإيطالي والقائد القومي ، ماتيو سالفيني ، اقتراع البرلمان الأوروبي في 23 و 26 مايو بأنه سيكون "أم المعارك". وفي زيارة إلى بولندا هذا الشهر ، وعد "بربيع أوروبي جديد". في غضون ذلك ، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون في نوفمبر أن القومية "خيانة" للقيم الأوروبية.
ويواجه التيار السياسى السائد فى أوروبا الآن إمكانية وجود برلمان أوروبي يهيمن عليه فصيل عدائي بشكل يمكن أن يحدث بالفعل ضررا ، وهو ما يروج له ستيف بانون، المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ولفتت "بلومبرج" فى تحليلها إلى أن جميع مقاعد البرلمان الأوروبى التي يبلغ عددها 705 مقاعد متاحة ، رغم أنه من المفترض أن تتخلى المملكة المتحدة عن 73 مقعدًا خاصتها.
توقيت صعب
ولم تستبعد رئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي المطالبة بتأجيل مغادرة البلاد من الاتحاد الأوروبى، مع استمرار البرلمان البريطاني في معارضة اتفاق "بريكست".وأوضحت "بلومبرج" أن أى طلب للتأجيل يجب أن تتم الموافقة عليه من جميع الحكومات الـ 27 المتبقية في الاتحاد الأوروبي وبعضها متردد.
ويعتقد كثيرون أن تأجيل الخروج حتى بداية شهر يوليو سيكون معقولًا ، وحينها لن تضطر المملكة المتحدة إلى المشاركة فى الانتخابات الأوروبية لأن البرلمان الجديد لن يبدأ عمله حتى ذلك الحين. ولكن أي تأجيل أبعد من ذلك سيكون صعبًا، لأن قانون الاتحاد الأوروبي يلزم الدول الأعضاء بالمشاركة فى الانتخابات ، وسيتم إعادة تخصيص حصة مقاعد المملكة المتحدة.
وفي بروكسل ، تناضل العقول القانونية لإيجاد الحلول الممكنة للخروج من هذا المأزق، حيث تعتقد بعض الدول الأعضاء أنه سيكون من الخطأ حرمان الناخبين البريطانيين من التصويت.
ويعد أحد أكبر المخاوف بالنسبة للاتحاد الأوروبي حول السماح للمملكة المتحدة بالمشاركة هو امتلاك المشرعين الأوروبيين حق النقض على تعيين الرئيس القادم للمفوضية الأوروبية. ومن المقرر أن يتخلى صانع القرار المؤثر ، جان كلود يونكر ، عن منصبه في وقت لاحق من هذا العام.
وقال دبلوماسي بارز شارك في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مفضلا عن الإفصاح عن هويته نظرا لحساسية الموقف، إن آخر شيء يحتاجه الاتحاد الأوروبي هو أن يكون لنايجل فاراج ، وهو أحد أبرز النشطاء الداعين لخروج بريطانيا، وعضو البرلمان الأوروبي منذ عام 1999 ، رأيا بشأن رئيس المفوضية الجديد.
ويشار إلى أن فاراج يستعد بالفعل لحملة انتخابية إذا طلبت ماى تأجيلا مطولا لبريكست.
ويخشى دبلوماسيون أوروبيون من أن يرسل الناخبون البريطانيون الغاضبون، الذين لا يزالون داخل الاتحاد الأوروبي بعد قرابة ثلاث سنوات من التصويت على المغادرة في استفتاء - 73 نائبا على شاكلة "نايجل فاراج" إلى بروكسل ، بحسب مسؤول آخر في الاتحاد الأوروبي.
واعتبرت "بلومبرج" أن القضية أعمق بكثير من مجرد كونها تتعلق ببريطانيا، وللمرة الأولى ، هناك احتمال حقيقي بأن الأحزاب المعادية للاتحاد الأوروبي يمكن أن تفوز بمقاعد كافية في البرلمان الأوروبي لإعاقة العمل التشريعي. وتعارض الجماعات القومية الكثير من سياسات الهجرة في الاتحاد الأوروبي ، وقد خاضت إيطاليا وبولندا والمجر مواجهات مع بروكسل.
وفي حين أن رؤية الرئيس الفرنسي ماكرون ، المدعومة من ألمانيا ، تروج للتعاون أكثر فيما يتعلق بأمور مثل الدفاع والشئون المالية، فإن سلفيني الإيطالي ، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان وحلفاءهما يريدون المزيد من التباعد.
والأهم من ذلك، تختم "بلومبرج" تحليلها، أن البرلمان الأوروبي لديه الحق في رفض اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حال وافق المجلس التشريعي البريطاني، وليس هناك ما يشير إلى أنه سيفعل ذلك في ظل تشكيله الحالي ، لكن الأمور ربما تكون مختلفة مع مجموعة جديدة من المشرعين الذين يرغبون في إثارة المشاكل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة