انطلقت فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الخمسين، منذ أيام قليلة، وذهب المصريون إلى مركز مصر للمؤتمرات فى التجمع الخامس، وصرنا قادرين على الحديث عن مؤشرات أولية، لكنها مهمة.
أول هذه الأمور أن المكان لم يكن بعيدًا بالصورة التى تخيلناها من قبل، أو ربما هو كذلك، لكن توفر المواصلات فى أكثر من مكان أنهى هذه المسألة الخلافية، التى كانت الشاغل الأكبر للناس منذ أعلنوا عن انتقال المعرض، ويحسب لوزارة النقل وللقائمين على المعرض أنهم أولوا اهتماما لهذه المسألة ونجحوا حتى الآن فيها، والنجاح فى هذه المسألة منح الناس درجة من الثقة جعلتهم يتحركون نحو الخطوة الثانية، التى يمكن ملاحظتها من حرصهم على زيارة المعرض، وظهور طوابير على بوابات الدخول تعكس هذه الحالة الجميلة التى تعد سمة مميزة للمصريين.
الأمر الثانى يتمثل فى مستوى التنظيم، الذى أشاد به الكثيرون حتى الآن، وفى مستوى الانضباط الذى لاحظه الناس، بالطبع لم يصل الأمر للدرجة النموذجية التى نتمنى أن نصل إليها بعد، لكننى أظن أن ذلك سيحدث ذات يوم، لكن فى المجمل الأمور فى هذه الدورة يبدو أنها تسير بقوة ناحية الدورة الأكثر تنظيما على الأقل خلال السنوات العشرين الأخيرة.
ثالث الملاحظات أن الهيئات الحكومية فى النشر استطاعت بمطبوعاتها أن توجد لنفسها مكانا فى عالم النشر الممتلئ بأباطرة النشر المصرية والعربية، فجناح الهيئة العامة لقصور الثقافة يشهد إقبالا كبيرا حتى أن كتبا بعينها وسلاسل محددة تكاد تنفد من المعرض فى الأيام الأولى، وأعلنت الهيئة عن طرح أعداد جديدة منها الأمر نفسه موجود فى هيئة الكتاب بمشروع مكتبة الأسرة الذى يتطلب دعما قويا من الدولة، كذلك الأفكار الجديدة مثل سلسلة «ما»، وبالتالى على هذه الهيئات أن تعرف ما الذى يقبل عليه الناس وأن يعيدوا تنظيم خطة نشرهم بناء على ذلك، مع عدم تجاهل السلاسل الأخرى، فما أقصده يتعلق بكميات النشر، فالسلاسل الناجحة يمكن أن نطبع منها الآلاف بينما تكفى مئات قليلة من السلاسل التى ليس عليها طلب من القراء.
هذه بعض المؤشرات القابلة للزيادة مع أيام المعرض وقابلة للاختلاف معها أيضا لو تبدل الحال، وبالطبع نتمنى التوفيق للمعرض وللمنظمين كى نتحرك خطوة للأمام ناحية المستقبل القائم على العلمية والتنظيم والاستفادة من كل المتاح بعيدا عن التواكل وانتظار ما تجود به الطبيعة.