هى قضية حساسة وخطيرة نطرحها أمامكم لعل وعسى نجد الحل المناسب قبل أن تتفاقم وتنفجر المشكلة وهى اجتماعية بحتة، ولكن آثارها تهم الرأى العام ومؤثرة فى مجتمعنا إلى أقصى درجة لخطورة منصب الابن والأب والأم.. الابن العاقل الكبير اكتشف خطيئة الأب غير العاقل والكبير جدا عندما تعلق قلب بابا بمحبة خاطئة لامرأة هى ملكة جمال سابقا بإحدى مدن الوجه البحرى، وحدث تبادل الرسائل بالموبايل وتعددت اللقاءات ورغم وجود كثير من أبناء هذا الأب، ولكن ولدنا هذا شاهد وقرأ وعلم يقينا بكل تفاصيل اللقاءات والهدايا الشخصية «الخاصة جدا» التى لا تليق بامرأة غربية إحضارها لرجل غريب «ياكسوفى.. يا كسوفى..» تم تبادلها بين الملكة وبابا ذى المكانة الحساسة والمنصب الرفيع، أما الأم والزوجة فهى مريضة للغاية لا حول لها ولا قوة ولو علمت بالحقيقة بالتأكيد سوف يحدث الانهيار وما يتبعه من كوارث عائلية وتفكك وانقسام شديد بين الأبناء، ناهيك عن الكارثة العظمى وهى اهتزاز المبادئ والقيم تماما وفقدان الثقة بالأب القدوة والمثال، وكان لابد للابن أن يصارح أبيه الصالح الذى دخل فى مرحلة مراهقة متأخرة تصيب بعض كبار السن خاصة من تجاوز 60 سنة، كما شخص الحالة الطبيب النفسى الذى قرأ رسائل الأب للمرأة، ولم يقرأ الأب رائعة إحسان عبدالقدوس أين عمرى ليتفظ بوقار عمره، ولم يكن حتى يتردد على دار السينما أو المسرح فى شبابه للاستفادة من القصص والروايات وبعضها من واقع الحياة كما سنرى، وتمت المواجهة بين الابن والأب، ولكن الكبرياء والعناد غير المقدس أعمى أعين الاب فقام بطرد الابن من منزله ومنع عنه المصروف واضطهده ونكل به بغباء لا نظير له وحاول الابن محاولات مستميتة إصلاح الأمور وأثبت له بالأدلة والبراهين شرور ملكة الجمال التى كانت تفتخر بعلاقتها ورسائلها للأب، ولكنها حاربت هى الأخرى الابن وشوهت سمعته وطلبت من الأب أن يتبرأ منه ويحرمه من الميراث، ويمنعه من ممارسة عمله وبالفعل، خوفا منها ولإحساسه بالذنب والخطيئة وخشية الفضائح منها أخذ الأب فى تنفيذ أوامرها تدريجيا للقضاء على الابن الذى لجأ إلى أصدقاء الأب المقربين وأعمامه، بل لسائق أبيه الذى يشبه الملاك ولكن هدايا وأموال الملكة اسكتته!!!
المهم فشلوا جميعا مع الأب فهو متسلط وجبار و«إيده طايلة وقدمه و....»، ويمكن أن ينقلب عليهم أيضا، فلجأ الابن إلى قيادة مرموقة جدا دينية ورصينة وذات منصب حساس، ولكن لم تصادف هذه الخطوة النجاح أيضا، وعندما تقابلت مع الابن وجها لوجه وعلمت بكل التفاصيل كان لابد أن أسأل عن الملكة وظروفها وكينونتها فقال الابن الحزين: هل شاهدت فيلم أبى فوق الشجرة؟! أذكرك أن عبدالحليم حافظ ترك منزله لعلاقة مع امرأة ساقطة ووصل الخبر للأم فأسرعت للأب العاقل الوقور ليذهب لإنقاذ ابنه وبالفعل حدث هذا، ولكن أخيرا قال الصديق للابن «الحق أبوك.. حضر لينزلك من فوق الشجرة وجلس هو مكانك».. وهذا يا أحبائى مع حدث بالفعل مع ملكة الجمال فى مشكلتنا هذا، لأن أحد أخوة الأب كان يتحرش بها كثيرا ولجأت للأب الوقور لينقذها منه فسقط هو الآخر فى علاقة معها!!
حقيقة يا إخوتى تذكرت البرنامج الشهير بالإذاعة منذ عشرات السنين «ماذا تفعل لو كنت مكانى» وكان يناقش مثل هذه المشكلات الواقعية مع الجماهير بعد عرضها فى قالب درامى شيق للوصول إلى حل وها أنا أفعل مثلهم وأعرض عليكم بعض جوانب المشكلة مع تحفظى على الأسماء الحقيقية للأبطال حتى لا يتم التحفظ على فى ليمان طرة.. الابن صاحب المشكلة يطلب اللجوء إلى القاعدة العريضة من الشعب ليطرح أمامهم الحقائق كاملة متحملا مغبة هذه الخطوة الخطيرة مع التحفظ على العثرات المميتة التى سوف تصيب الكثيرين بفقدان الثقة فى هذا الأب الوقور وعائلته وإخوته جميعا ولهم المناصب الحساسة والهامة، وكذلك الأم المريضة وهى بالمناسبة لها أولاد نالوا إكليل الشهادة وهى فخورة بذلك ورغم كبر عمرها إلا أنها مازالت تحتفظ بجمالها وحيويتها، ولكن رد الفعل سيؤثر عليها بكل تأكيد لأنها، كأى أم مصرية عريقة، تقدر وتقدس وتحترم الأب والزوج، ومن المستحيل أن يخطر ببالها سقوطه فى خطيئة الزنا «الحكمى على أقل تقدير»، بالرغم من أن عائلة الزوج كان لبعضهم خطايا وسقطات سابقة من رشوة وشذوذ جنسى وضعفات بشرية، لأننا نؤمن، كما قرر الإنجيل، أن الإنسان ليس معصوما من الخطأ مهما بلغت درجته الروحية حتى الأنبياء مثل داود النبى وسليمان الحكيم وغيرهما والأول سقط فى الخطيئة هو الآخر مثل الأب صاحب هذه المشكلة مع امرأة ملكة جمال أيضا فى ذلك الزمان كما ذكر الكتاب المقدس القصة بكل تفاصيلها، والثانى كرر سقوطه مع النساء فى شيخوخته مثل الأب فى مشكلتنا هذه، ولكنههما قدما توبة صادقة وأعترفوا بخطاياهم وغفرها الرب فورا.
والآن يا أخوتى الابن المسكين يتسول مصروفه مع عائلته المباركة وبالمناسبة أيضا قام الأب الجبار القاسى القلب بطرد زوجته هى الأخرى من شقتها بل ومنعها بسلطانه من ممارسة العمل التطوعى رغم خدمتها الرائعة للغلابة «ولبلدى وحبايبى والمجتمع والناس كما قال سمير الإسكندرانى!!! والآن عرضت لكم المشكلة بين الابن والأب بمنتهى الأمانة، ولكننى احتفظت ببعض التفاصيل والحقائق المخجلة التى من الصعب عرضها فى هذا المقال واعتذر لبعض القراء الذبن قد لا يعجبهم عرض هذه المشكلة والتى قد تنفجر فجأة علانية للعالم كله، وهى فى ذات الوقت مشكلة عامة ومن الممكن جدا تكرارها وسط بعض عائلاتنا ومؤسساتنا، وهدفى البحث عن الحل.
ويسعدنى أن أذكر لكم قصة واقعية من تاريخنا المسيحى «زماااان قال يعنى حاليا لا ولم ولن نسمع عن تكرارها»، عندما أخطأ رتبة كنسية مميزة وسقط فى خطيئة مخجلة وعقب صلاة القداس الإلهى جمع الشعب، واعترف علانية بخطيئة «والكنيسة الأولى كان الشخص يقف أمام شعب الكنيسة ويعترف بخطاياه علانية»، ثم قطع عليهم «حرمانا كنسيا»، وأصدر أوامره الصارمة لهم أنه لن يسمح لأى إنسان منهم بالخروج من الكنيسة إلا بعد أن يضع قدمه على رقبة هذا الأب الورع القديس الذى رقد ووجهه على الأرض بجوار باب الخروج من الكنيسة ليمر بحذائه كل من حضر الكنيسة عقابا له على خطيئة، وأنا أختم مقالى بهذا النداء الموجه إلى بابا الوقور وأقول له: هل لديك الشجاعة لتفعل مثل هذا الأب وتعترف بخطيئتك وتصحح الأخطاء؟؟
نحن جميعا نصلى ونجاهد من أجل حياتنا الأبدية بالسماء والكل يهمه خلاص نفسه أولا وأخيرا.. أتمنى من بابا ومن كل بابا وزوج أن يراجع نفسه ويحاسبها بسبب خطاياه ومواقفه المشينة.. ونهدى الأب أغنية لأنه يحب الاستماع للأغانى: «بأدعيلك يااانا روح منك لله» ونحذر الابن مع شويكار: «أنت اللى قتلت بابايا... آه يا بابا يا».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة