يستعد كافة الساسة التونسيين للانتخابات الرئاسية والتشريعية المرتقبة فى البلاد خلال العام الجارى، وذلك بتنظيم الصفوف وابرام التحالفات مع القوى المختلفة لحصد أكبر عدد من أًصوات الشعب التونسى، والذى يعانى من أوضاع اقتصادية صعبة منذ أحداث ثورة الياسمين.
وحسم رئيس الوزراء التونسى يوسف الشاهد موقفه بعد الانتقادات اللاذعة التى وجهها له الرئيس الباجى قايد السبسى، وذلك بالاعلان عن حزب "تحيا تونس" بدعم عشرات من نواب البرلمان التونسي والوزراء لتشكيل الحزب الجديد الذى من المتوقع أن يتزعمه الشاهد ويهدف الى منافسة الإسلاميين فى تونس خلال الانتخابات المتوقع اجراؤها بحلول نهاية العام الحالى.
وبحضور آلاف الأنصار فى مدينة المنستير الساحلية معقل الحبيب بورقيبة، أول رئيس تونسى وأب الحداثة فى تونس، تم إعلان الحزب الذى صوت أنصاره لاختيار اسمه "تحيا تونس".
ويأتى الإعلان عن الحزب الجديد بعد أشهر من خلافات محتدمة بين قيادات حزب نداء تونس الذى يقوده نجل الرئيس الباجى قائد السبسى.
وانضم إلى الحزب الجديد عشرات النواب المستقيلين من حزب نداء تونس والمستشارين فى البلديات، متهمين حافظ قائد السبسى نجل الرئيس التونسى بأنه يسعى لخدمة مشروعه الشخصى.
ولم يحضر يوسف الشاهد الاجتماع الأول لكن قيادات فى الحزب قالوا انه سيكون زعيم الحزب الجديد، ومن بين قادة الحزب الجديد سليم العزبى المدير السابق لديوان الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى.
وتضمن خطوة تأسيس حزب "تحيا تونس" المستقبل السياسى لرئيس الوزراء يوسف الشاهد ويعزز التكهنات بترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة.
ورجح مراقبون أن يلعب حزب يوسف الشاهد ودورا بارزا فى الانتخابات التشريعية والرئاسية نهاية العام الجارى.
بدوره قال مصطفى بن أحمد، رئيس كتلة الائتلاف الوطنى فى تونس انه تم الاتفاق على أن يتم تكليف سليم العزابى (مدير الديوان الرئاسى السابق) بتسيير الأمور القانونية والسياسية للحزب حتى تتم الانتخابات القاعدية.
وأكد أنه تم تبنى هذا المشروع من طرف طيف واسع من النخب على أساس المشروع العصرى الحداثى، ليجمع القوى الوسطية الحداثية، ويسهر على الحفاظ على مكتسبات الدولة العصرية الوفية للحركة الوطنية.
وأوضح مراقبون أن يوسف الشاهد يقف خلف تأسيس الحزب بعد أن تعمق الخلاف بينه وبين المدير التنفيذى لحزب نداء تونس، حافظ السبسى، نجل الرئيس الباجى قايد السبسى.
وكانت الكتلة البرلمانية لنداء تونس قد بدأت قبل أشهر فى تنظيم اجتماعات فى عدة محافظات مع تنسيقيات جهوية، تمهيدا لتنظيم المؤتمر التأسيسى للحزب الجديد الذى سينظم بعد شهرين.
وبدت قيادات الحزب وكأنها تحاول طمس ملامح التقارب مع حركة النهضة. وأكد مصطفى بن أحمد أن الحركة لن تتحالف مع حركة النهضة مستقبلا.
ونفى تحالف الحركة مع النهضة بالقول ثلاثا "لن نتحالف مع حركة النهضة"، وتابع "خطّ حزب حركة تحيا تونس وسطى اجتماعى هدفه تشجيع المبادرة الحرة والحفاظ على مكتسبات المجموعة الوطنية وإصلاح المؤسسات العمومية وكذلك إصلاح القطاع العام وتعزيزه".
ويقدم الحزب الجديد نفسه كحركة وسطية امتدادا للدولة الوطنية التى أسسها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة إبان فترة الاستقلال عن الاستعمار الفرنسى عام 1956.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة