قبل 30 عامًا تقريباً وقف شاب صغير لم يتخط عمره الـ15 عامًا اسمه عصام الحضرى، وكان وقتها يحرس مرمى نادى دمياط، واثقًا فى إمكانياته، حينما علق على باب غرفته بكفر البطيخ لافتة مكتوب عليها: «حارس منتخب مصر والنادى الأهلى»، هذا ما قاله الحارس نفسه فى تصريحات إعلامية فيما بعد، هكذا خطط الحارس الدولى لأحلامه منذ الصغر ومرت الأيام وبدأ يحصد نتائج مجهوده وانتقل إلى «القلعة الحمراء» عام 1996 فى خطوة هى الأهم خلال مشواره، وطوال تلك السنوات ذاق طعم الشهد عبر العديد من الإنجازات والبطولات.
كانت واقعة هروب الحضرى من الأهلى للانضمام لسيون السويسرى نقطة فارقة فى تحويل مسار حياته، خصوصًا أنه أصبح أحد المغضوبين عليهم من جماهير ناديه، وسعى مراراً وتكرارًا العودة إلى «القلعة الحمراء»، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، ومن هنا تحول «السد العالى» لأكبر رحالة بين الأندية المصرية بعد أن خاض العديد من التجارب مع الإسماعيلى «مرتين»، والزمالك والاتحاد السكندرى ووادى دجلة، بالإضافة إلى خوض خارجية باللعب فى صفوف المريخ السودانى والتعاون السعودى.
هنا أنا لا أرصد تاريخ الحضرى لأنه يحتاج لمجلدات من أجل الحديث عن أرقامه القياسية والبطولات التى حققها طوال مسيرته سواء مع المنتخب الوطنى أو الأهلى، فهو يستحق لقب أسطورة الحراس، لأن ما فعله فى مشواره يجعله يتفوق على العديد من أسلافه فى الجيل الحالى والأجيال السابقة بمراحل، والكثير منا وقف بجواره فى العديد من المناسبات وآخرها عبر دعمه للمشاركة فى كأس العالم 2018 بروسيا لتسجيل رقم قياسى باسمه كأكبر لاعب فى تاريخ المونديال، وبعد تحقيق المُنال اتخذ قراراً صائباً بالاعتزال الدولى، لكننى فوجئت بقرار تراجعه عن الاعتزال وتأكيده أنه ينتظر إشارة الجهاز الفنى للفراعنة بقيادة أغيرى لقيادة الفريق فى أمم أفريقيا 2019، هذه المرة أختلف كليًا مع الحضرى لأن ليس فى الإمكان أفضل مما كان، كما يقول معلقو المباريات، فيجب أن يعترف بأن العامل البدنى سيكون عائقا حاليًا أمام التألق المعهود عنه، بالإضافة إلى أن حان وقت صناعة حارس جديد موهوب يقود المنتخب فى السنوات المقبلة.. الخلاصة تقول: «يجب على الحضرى مراجعة نفسه فى هذا القرار، لأنه بصراحة كفاية عدد الحراس الذين ضاعت أحلامهم على مدى الـ30 عامًا الماضية».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة