تفاصيل كتاب أسامة الأزهرى حول كيفية تكوين الشخصية المصرية.. يطالب تحويل الأخلاق من كلمات لقيم ومن مؤسسات لحضارة.. يؤكد: أوطاننا عاصمة للإنسانية وشخصية المصرى لها معالم خاصة.. ويضع روشتة التعامل مع الأزمات

الثلاثاء، 29 يناير 2019 04:30 م
تفاصيل كتاب أسامة الأزهرى حول كيفية تكوين الشخصية المصرية.. يطالب تحويل الأخلاق من كلمات لقيم ومن مؤسسات لحضارة.. يؤكد: أوطاننا عاصمة للإنسانية وشخصية المصرى لها معالم خاصة.. ويضع روشتة التعامل مع الأزمات أسامة الأزهرى - وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وكيل دينية البرلمان: 4 محاور لأسس الصناعة الراقية في كتاب 'الشخصية المصرية"


الأزهرى:  المصري رغم فقره وأزماته قادر على استيعاب ظروف عصره

 

حصل "اليوم السابع" على تفاصيل كتاب الدكتور أسامة الأزهرى، وكيل لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، حول "الشخصية المصرية"، والذى يتحدث فيه حول تكوين وتركيبة الشخصية المصرية، إذ يعد مسألة التوقيت فى خروج هذا الكتاب مهمة فى وقت يحتاج فيه الكثير من الشباب إلى النصيحة فى كيفية الخروج من دائرة الضيق إلى السعى والعمل والإبداع والابتكار، واختراق حواجز الأزمات التى قد تبدو كبيرة ومعقدة، والتى تتصاغر أمام النجاحات.

 

وأصدر "الأزهري" – بحسب بيان له - كتاب "الشخصية المصرية خطوات على طريق استعادة الثقة"، حيث يأتى ذلك الكتاب بالتجارب العريقة فى التعامل مع الأزمات، ويخوض الأزهرى بعمق فى تكوين وتركيبة الشخصية المصرية مسلطا الضوء على تجارب كثيرة كيف خرجت من أزماتها وقدمت نجاحات كثيرة.

 

وقال الأزهرى فى كتابه": ربما طرأت على المصرى أحداث وسنوات جعلت ثباته النفسى يتزلزل ويهتز ويدخل فى نوبة من الحيرة والإحباط أو اليأس أو العزوف عن كل شيء، أو الفقر أو الضيق أو المرض والأمية فضاق صدره أو انحرف إلى الإدمان فرارا من الواقع أو ذهب يفكر فى الهجرة، وترك الوطن، لكن استعادة الذاكرة وإعادة الحفر والتنقيب عن تجربته العريقة فى التعامل مع الأزمات وكيفية اجتيازها وتخطيها، ستكون مفيدة فى إخراج الإنسان المصرى من أى أزمة خانقة قد تطرأ عليه".

 

وأكد الأزهرى، على أنه ليست القضية فى التغنى بالماضى مع وجود حاضر متغير أو متراجع بل القضية هى الاستمرار على صناعة الحاضر والمستقبل على ضوء التجربة التاريخية لهذا الوطن.

 

كتاب "الشخصية المصرية" ليس كتابا دينيا لكن له فلسفة خاصة موجهة لكل المصريين مسلمين ومسيحيين، حيث سلط الضوء على نماذج مسيحية كانت لها أدوار مشرفة فى تاريخ وطنها، كما ركز على كيفية تحويل الشخصية المصرية من المحلية إلى العالمية.

 

وقال فى بداية الكتاب"، إن هذه بحوث تتعلق بإعادة إحياء الشخصية المصرية وتجديد معالمها ورصد مكوناتها الأصيلة التى صنعت عبر تاريخ شخصية الإنسان المصرى المتدين الواسع الأفق الوفى الوطنه، الصانع للحضارة الشغوف بالعمران والذى ينتج العلم والحكمة ويقدم الخير للعالم كله

 

يأتى فى الباب الأول شارحًا لأهم المكونات التى صنعت الشخصية المصرية الرفيعة ويتعرض فيها بالشرح والتفصيل لتلك المكونات.

 

وعرض لمحات لعدد من الرحالة الذين زاروا مصر وكتبوا عنها وتاريخها وعمق ضخامتها وحضارتها، وثقل مصر ليقدم لأبناء وطنه مكانتها بين العالم ودور ذلك فى صناعة شخصية الإنسان وتفرد بالحديث عن مكونات مصر ومقوماتها ومعالمها وتاريخها وأثر وانعكاس ذلك على شخصية المصرى.

 

وقال إن مصر فى حقيقتها إنسان مصرى وطنى قوى مؤمن عميق الإيمان شديد الوفاء لوطنه عظيم البر بشعبه قادر بفضل الله على أن تستمر جذوة العبقرية بداخله متوقدة رغم كل ما يطرأ عليه فى فترات تاريخية متباعدة من تراجع أو فقر أو استعمار، أن مصر إنسان رائد ونبيه شغوف بالعمران واثق فى نفسه يستعصى على كل محاولات هدمه، "فأنت أيها الإنسان المصرى سر هذا الوطن العظيم رغم فقرك وأزماتك وصعوبات معيشتك فأنت قادر بفضل الله على سرعة استيعاب ظروف عصرك وفهم مشكلاته واختراقها وإعادة صناعة النجاح من جديد.

 

وفى المكون الأول "إنسان متدين تدينا يصنع الحضارة"، فيه يقول": ربما طرأت أوقات عصيبة على وجدان الإنسان المصرى من شدة المعيشة وضيق الأحوال وقلة الأرزاق مما يفرز منظومة قيم مختلة حافلة بالتدافع وتستحضر فيها الشح والمنازعة فتهتز بعض معالم منظومة قيمه، ويضيق صدره حتى ربما البعض رصد أنماطا اجتماعية أو عدد من السلوكيات لا تتسق مع عمق التدين فى شخصية الإنسان المصرى، وظهرت فى عدد من المشاهد مظاهر ادعاء التدين من خلال 3 محاور.

 

الجنوح بالتدين إلى الخرافة واللامعقولية والشعوذة ولها صور كثيرة

التكسب بالتدين والارتزاق وله صور كثيرة

استغلال التدين فى تحقيق أهواء ومآرب خاصة وله صور كثيرة

 

المكون الثانى إنسان واسع الأفق

كانت مصر عبر تاريخها منطقة مركزية فكان طريق الحج القديم يعبر دول كثيرة ويصب فى مصر، وينزل فى حابها أبناء الشعوب المختلفة فجاء إلينا الوافدون من المغرب العربى أو القرن الأفريقى أو السودان أو الحجاز وكان لهذا أثر كبير فى شخصية الإنسان المصرى حيث يخرج من ضيق نفسه إلى آفاق واسعة ويدرك أن بلده خير ونماء وكرم ويتعامل بنفس الأريحية والسعة والكرم مع الجميع من الوفود إلى بلده.

 

لكن طرأت على شخصية الإنسان المصرى رياح التغيير جعلته ينكفئ ويتقوقع وينعزل عن الدنيا حتى تضيق عليه الدنيا وتختزل مصر فى نظرة شارع ضيق أو حالة من الفقر أو عجز عن تحقيق متطلبات حياته أو ركود فى الحياة يجعله فاقدا للأمل ومن أشد الأمور خطرا على الإنسان هو انعزاله التدريجى عن رحابة الحياة والوطن ودخوله فى نفق مظلم وسقف منخفض من الاحباط أو الضيق.

المكون الثالث إنسان معمر

الإنسان لديه ولع بالعمران والتشييد فى كل أطوار تاريخه، فنحن أمام نفسية تسبح فى بحر من فنون المعمار ليجعلنا إنه إنسان معمر.

 

إنسان قوى

الإنسان المصرى مهما حزن أو تألم يقفز خارج أحزانه ويمضى فى حياته مزودا بثبات باطنى عميق يرجع إلى عمق إيمانه ووعيه بضخامة تاريخه وعمق جذوره فتتصاغر أمامه كل الهموم، فهو خارق فى كيفية تحويل الإرادة إلى إدارة وبرنامج عمل وصناعة نجاح وقوة الإرادة تتحلل إلى الهمة العزيمة التحدى الانجاز الصرار.

 

المستوى الثالث هو قوة العقل المستنير بالعلم والمعرفة وإدراك الواقع وفهم تعقيداته، والإلمام الواسع بخريطة العالم وهل نسير على طريق الحضارة والتمدن، وإن كان هناك تباطؤ فمال الحلول والمخارج والمقترحات التى ندرك بها عصرنا ويكون لنا بها موضع قدم بين الأمم والشعوب ومفاتيح العلوم والحضارة كانت هنا على أرضنا.

قائد ورائد

ظل المصرى عبر تاريخه إنسان رائد وقائد سابقا فى الإبداع متميزا فى كل شيء وهذا يزيده ثقة فى ذاته وإدراكا لأعبائه ومسئوليته وإقبالا وامتنانا لمن حوله والأهم من ذلك أن هذا الوعى قد حدد شخصية الإنسان ورسم له برامج العمل التى تنطلق من هذا الوعى وتكمله، واتسعت الريادة للمصرى فأصبح رائدا فى كل المادين وأسهم المصريون فى مجالات متعددة بنماذج متألقة.

 

إنسان محب للعلم والإبداع:

الإنسان المصرى عاشق للعلم صانع له ولمؤسساته عنده إدراك عميق لشرف العلم وقيمته وهذه صفة مصر عبر تاريخها لا تكون صفة مصر إلا من خلال ظهورها المتكرر المطرد الثابت فى الإنسان المصرى عبر الأجيال.

 

إنسان يقدم الخير للإنسانية :

الإنسان المصرى يقدم للعالم عقولا وخبرات وثروات ويصدر المعرفة والحكمة، وكم من شخصية مصرية تجاوزت حدود المحلية واقامت الجسور مع العالم، وتفاعلت معه وعرف العلم من خلاله قدر مصر، وصار صانعا لجزء من صورة هذا الوطن العظيم أمام العالم.

 

إنسان وطنى صاحب انتماء :

الانتماء عموما مكون واسع مكونات الفطرة الإنسانية، وهو من أهم بواعث التصرف والفعل والحركة عند الإنسان والانتماء إلى الأوطان خصوصا أمر نبيل، يدل على سلامة فطرة الإنسان واستنارة طبعه والإنسان المصرى له ارتباط وثيق بأرضه، وحنين عظيم إليها، وإكبار وإجلال لقيمتها وأرضها وشعبها ومؤسساتها.

 

التوسط والتوازن والاعتدال :

و بهذا تضافرت كل المكونات السابقة –من التدين واتساع الأفق والريادة ومحبة الخير للإنسانية، والقوة والثبات، ومحلة العلم والإبداع- على صناعة صفة رئيسية عامة للإنسان المصرين وهى اعتدال طبعه فهو ليس عدوانيا وليس منطويا بل هو معتدل متوازن.

 

الدين والحضارة :

ومن أهم مقاصد الدين أن يغرس فى النفس الأخلاق الرفيعة، وأن يرتقى بالسلوك الإنسانى ليكون سلوكا فاضلا، موزونا يجلو عن النفس كل أسباب الطمع والهوى والكبر، ويملأ الصدر بالهمة والمعرفة والإيثار والأدب الرفيع، وقد تشبعت الأخلاق وكثرت حتى تغطى كل أوجه النشاط البشرى بحيث يجد الإنسان فى كل تصرف يقوم به خلقا من الاخلاق النبيلة التى تجعل تصرفه فى كل موقف موصوف بالحكمة والأثر الحميد.

 

تحويل الأخلاق إلى مؤسسات تصنع الحضارة :

قامت الأمة المحمدية بتلقى القران الكريم، وعكفت على دراسة المقدمات والإجراءات التى لا بد من إنشائها حتى تتحقق بها المبادئ القرآنية على أرض الواقع، وتحويل آيات القران إلى برامج عمل قضية فى غاية الأهمية وآثارها جليلة إذ من خلالها يسرى القران إلى المجتمع ويتنزل إلى التطبيق والتنفيذ كما إنها عملية علمية تقتضى بحوثا ودراسات واسعة حول المجالات والمحال التى ينبغى تنزيل القران الكريم عليها وكل هذا يحتاج إلى تفصيل وبيان واسع ليس هذا بموضعه.

 

الرحمة وتحويلها إلى مؤسسات :

تمثل الرحمة قيمة مركزية وجوهرية فى فهم الدين تصنع الشخصية وتحرك العقل وتبنى تصور الإنسان للكون وللحياة وهى الواسع الذى تنبثق منه منظومة التصرفات الإنسانية فى مختلف العلاقات الإنسانية، وإذا كانت منظومة الاخلاق شجرة لها اغصان وفروع فإن منظوة القيم كذلك وبذرة شجرة منظومة الاخلاق هى الرحمة، فهى الام لمنظومة القيم كلها.

 

اشتراك المسلمين والمسيحيين فى صناعة هذه الحضارة:

و تحويل معنى الرحمة من كلمة إلى قيمة إلى مؤسسة إلى حضارة أمر واسع من صناعة العلم وتطبيقاته ولم يكن مقصورا على المسلمين فقط هذه الحضارة العربية الإسلامية هى نسق إنسانى واسع يتسع للناس مهما اختلفت العقائد وقد تضافر على صناعته المسلم وغير المسلم وهكذا عشنا معا وهكذا نعيش معا ولا مجال لأحد أن يتدخل لينزع ويفسد بين المسلمين والمسيحيين.

 

السعة وتحويلها إلى مؤسسات:

والمبدأ الذى يرسخه القران الكريم هنا فى عقل قارئه هو الاتساع والانشراح للعالمين، وما زال القران يؤكد على هذا المعنى حتى يظل الإنسان دائما مشدودا إلى العالمين مرتبطا بهم دائم النظر والفكر فى قوانينها يهتدى كل فترة إلى اكتشاف القوانين الدقيقة المحكمة التى بنى الله تعالى عليها تلك الأكوان.

 

العقول وتحويلها إلى مؤسسات:

آيات القران الكريم حافلة بالحديث المتشعب والممتد والمتكرر عن العلم وشرفه ومنزلته وآفاقه الواسعة وشدة احتياج الإنسان له وأنه مفتاح نهوض الحضارات وبه تنكشف الحقائق وتستنير العقول ويحصل الرخاء وتعمل المؤسسات وينتشر العمران وأنه العلم لا يزال يرتقى بصاحبه حتى يقف به عند مقام جليل يخاطب فيه مقام الألوهية ويعرف به صفات رب العالمين وأنه سبحانه موصوف بكل كمال منزه عن كل نقص.

 

فبدأت الرحلة المعتادة للعقل المستنير فى تحويل قضية العلم من كلمة إلى قيمة إلى مؤسسة إلى حضارة.

 

و لا بد من استحضار ذلك جيدا لنعالج به واقعا قد تراجع علميا حتى وجدت فى مصر نسب مزعجة من الأمية والأمية الثقافية والأمية الدينية والأمية التكنولوجية مع تراجع مستوى التعليم فى المدارس والجامعات وهناك فارق كبير بين تراجع المستوى والتعليم والبحث العلمى مع غياب وانقطاع عن السياق المعرفى المجيد الذى صنعناه على مدى قرون مضت وبين إلمام بأزمات الواقع مع إطلاع واسع على مقدار ما صنعناه وقمنا به من تنوير العقول وصناعة العلم والشغف بالمعرفة.

 

 

 

إن كثرة إطلاع الإنسان على سجله المشرف فى خدمة العلم وإنهاض مؤسساته والتحول من استهلاك المعرفة إلى توليدها وإنتاجها والإبداع فيها يمنح صاحبه قدرة كبيرة على معالجة الواقع المعثر تعليميا وعلى اختراق حواجز الأزمات التى قد تبدو كبيرة ومعقدة لكنها تتصاغر امام النجاحات السابقة التى كانت فيها عاصمة العلم والتعليم فى العالم القديم كله.

 

الجمال والذوق الرفيع وتحويل ذلك إلى مؤسسات:

و لا بد من ظهور أثر الجمال فى طريقة التفكير وفى أسلوب التعامل وفى توثيق المعلومة وفى آداب التخاطب والكلام وفى احترام الحرف والمهن وفى توقير القيم العظيمة كقيمة الوطن وقيمة الاخلاق وقيمة الانضباط والنظام وقيمة الإنسانية وقيم احترام الذات وعدم الرضا ولا القبول بأى صورة من صور السلوك والتصرف تجعلها قبيحة أو سيئة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة