دندراوى الهوارى

خبراء «الذرة الكروية» يجهلون انقراض 3 مراكز حيوية فى لعبة كرة القدم الحديثة!!

الثلاثاء، 29 يناير 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى منتصف عام 2008 تولى «بيب جوارديولا» تدريب فريق برشلونة الأسبانى، خلفا للهولندى «فرانك ريكارد»، وكان يبلغ من العمر حينها 37 عاما فقط، واستطاع خلال موسمه الأول كمدير فنى أن يقود برشلونة للفوز بثلاث بطولات هى الدورى الإسبانى، وكأس ملك إسبانيا، ودورى أبطال أوروبا!!
 
وبدأ جوارديولا، عهده التدريبى، بتدشين خطة لعب، قلبت كل الخطط التدريبية فى عالم الساحرة المستديرة، من خلال بناء الهجمات من الخلف، وأن حارس المرمى، لاعب محورى، تبدأ من عنده تنظيم كل الهجمات، بجانب الهجوم بأكثر من لاعب، والضغط الشديد عند افتقاد الكرة، لاستعادتها!!
 
وتمكن من خلال هذه الطريقة أن يحقق 14 لقبا، خلال 4 سنوات فقط، وهو ما يعد إنجازا عالميا، وأصبح لفريق برشلونة شكلا ومضمونا ألهب عقول محبى ومشاهدى كرة القدم ليس فى إسبانيا أو أوروبا وحسب، ولكن فى كل قارات الدنيا، الأمر الذى دفع البرلمان الكتالونى إلى منحه ميدالية ذهبية، وهى أعلى جائزة يمنحها البرلمان لشخصية عامة، كما فاز فى عام 2011 بجائزة أفضل مدرب فى العالم!!
 
وفى 30 يونيو 2012 ترك جوارديولا نادى برشلونة، بعد أن حقّق 14 لقبًا فى أربع سنوات قضاها فى النادى الكتالونى، وفى يناير 2013 شد الرحال إلى ألمانيا، لتدريب نادى بايرن ميونخ واستمر معه 3 مواسم حقق معه بطولة الدورى الألمانى 3 مرات، ولقب كأس ألمانيا مرتين، ولقب كأس السوبر الأوروبى وكأس العالم للأندية لكرة القدم، بحيث أصبح مجموع ما حققه مع بايرن ميونخ 7 ألقاب.
 
وفى فبراير 2016 ترك جوارديولا بايرن ميونخ، وتعاقد مع نادى مانشستر سيتى، وفاز معه ببطولتين الدورى وكأس الرابطة الإنجليزية، وينافس حاليا على بطولة الدورى، وأيضا بطولة رابطة الأبطال الأوروبية.
 
إذن جوارديولا ومن خلال طريقته التى قضى فيها على 3 مركز رئيسية فى الملعب، وهى الليبرو، وصانع الألعاب، والمهاجم الصريح، تمكن من حصد البطولات مع الأندية الثلاث التى دربها، وانتشرت الطريقة البرشلونية، وبدأ عدد من المدربين فى البطولات المحلية والقارية والدولية المختلفة يطبقونها، وأن كل من يطبقها بإجادة نجح فى تقديم كرة قدم ممتعة وسريعة، وحصدوا البطولات المختلفة!!
 
أما الأندية والمنتخبات التى لم يروق لها هذه الطريقة، فمازالت تقدم كرة قدم عقيمة، وبطيئة ومملة، وفشلت فى حصد بطولات كبرى، معتمدة على طرق القديمة وأبطالها المهاجم الصريح وصانع اللعب والليبرو، وكأن كرة القدم مطلوب فيها التخصص الدقيق، مثل التخصصات فى العلوم الطبية الدقيقة.
 
فمن المفترض أن لاعب كرة القدم، يجيد مهارات الاستلام والتسلم، وتأدية أدوار الدفاع والهجوم، وليس من المنطقى أن نخصص لاعبا لكى يدافع فقط، وعندما تصله الكرة فى منطقة جزاء المنافس، يعجز عن تسجيل الأهداف، ويستطيع أن يرسل كرات متقنة، ولا نخصص لاعبا صانع لعب كل إمكانياته ومهامه فقط إرسال الكرة بطريقة صحيحة ولا يجيد شقى الدفاع أو الهجوم، ولا نخصص لاعبا يطلب حق اللجوء الكروى فى منطقة الستة ياردة، لا يبرحها، وكأنه سجين..!!
 
لذلك ترى فريق ليفربول على سبيل المثال، وتحديدا هذا العام، يلعب بدون صانع لعب ودون مهاجم صريح، ومع ذلك يؤدى أداءً رائعا، ويحتل صدارة الدورى الإنجليزى، الأقوى فى العالم، الغريب أن فريق ليفربول كان يلعب العام الماضى بصانع ألعاب صريح وهو البرازيلى «فيليب كوتينيو»، ومع ذلك لم يستطع الفريق تقديم العروض المنتظرة، وعندما انتقل إلى برشلونة، جلس أسير الدكة، وفضل المدير الفنى للبارسا، الدفع باللاعب الفرنسى «عثمان ديمبيلى» المهارى والسريع الذى يستطيع أن يمرر ويحرز ويدافع أيضا، بجانب السرعة فى الأداء.
 
ولذلك فإن بكاء الأندية المصرية على عدم وجود صانع لعب، والمهاجم الصريح، يثير الشفقة، ويؤكد أننا مازلنا نلعب بالطرق القديمة العقيمة، ولم نواكب الخطط واللعب الحديثة، فانظروا إلى برشلونة لا يلعب بمهاجم صريح، وليفربول، يلعب بمحمد صلاح وفيرمينيو ومانى، والثلاثى لا يوجد بينهم مهاجم صريح، ومع ذلك يمثل مثلثا مرعبا وخطيرا على كل دفاعات الأندية التى يواجهها، سواء فى البطولات المحلية أو الأوروبية!!
 
ونضرب لكم مثالا آخر، عندما أجبرت الظروف، المدير الفنى للنادى الأهلى «مارتن لاسارتى» باللعب دون رأس حربة صريح، ودفع بالثلاثى حسين الشحات ورمضان صبحى وجونيور آجايى، أمام فريق مصر المقاصة، فأبدع واستطاع الثلاثى التسجيل، وقدم النادى الأهلى واحدة من أفضل مبارياته فى الفترات الأخيرة، وتشابهت الطريقة مع الطريقة «البرشلونية»، بدءا من تنظيم الهجمات من عند حارس المرمى، والدفاع..!!
 
إذن البكاء على عدم وجود مهاجم صريح مثل مروان محسن وعمرو جمال، لا يجدى نفعا، وأن أى منهما سيكون عبئا على الفريق، وأن المهاجم الوحيد الذى يصلح للعب بالطريقة البرشلونية، هو وليد آزاروا..!!
 
وأرجو من خبراء «الذرة الكروية» يتخلصوا من «أكليشيهات» المصطلحات القديمة والتى عفا عليها الزمن، وأن يطلعوا ويذاكروا ويتابعوا طرق اللعب الحديثة، بدلا من البكاء ليل نهار على اختفاء مواهب «صانع اللعب» و«المهاجم الصريح»..!!
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة