أشاد رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة الدكتور عارف النايض، بالجهود المصرية لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، مشيرا لوجود محاولات لإفشال التحركات التى تقوم بها القاهرة لتوحيد الجيش الليبى، مؤكدا أن مصر وفرت لأبناء المؤسسة العسكرية الليبية المناخ المناسب ليلتقى الضباط الليبيين.
وأكد النايض فى تصريحات لـ"اليوم السابع" على هامش زيارته الأخيرة إلى القاهرة، أن الدولة المصرية احتضنت أبناء الجيش الليبى الذين يسعون لتوحيد المؤسسة العسكرية، مشيدا بالاجتماعات الست التى احتضنتها مصر وضرورة عقد الجلسة الأخيرة للاتفاق على الشكل النهائى لتوحيد الجيش.
وأشار إلى أن التحرك المصرى ناجح بامتياز لأنه مبنى على الاخلاص واحترام مصر لسيادة ليبيا وللجيش الليبى، ولإتاحة الفرصة للقاء أبناء المؤسسة العسكرية الليبية داخل مصر.
وأكد النايض، أن انتشار قوات الجيش الوطنى الليبى فى جنوب ليبيا بمثابة خطوة هامة، مشيرا إلى التهميش التى عانت منه مدن الجنوب الليبى لعدة سنوات، ما مكن العناصر الأجنبية من المعارضة التشادية الممولة من قطر من التغلغل داخل البلاد.
وأشار الدكتور النايض إلى النجاحات الكبيرة التى حققها الجيش الليبى فى استهداف رؤوس الجماعات الإرهابية جنوب البلاد، مؤكدا أن انتشار الإرهاب فى الأراضى الليبية سببه حالة الانقسام السياسى، معربا عن خيبة أمله لعدم إشادة المبعوث الأممى إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة بجهود الجيش الوطنى الليبى فى ملاحقة الإرهاب بالجنوب.
وأكد رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، أن ترحيب أهالى الجنوب الليبى بالعملية العسكرية التى يقوم بها الجيش الذى تم بناؤه على أساس وطنى موحد ليقضى على آفة الإرهاب، وهو ما دفع قبائل الجنوب الليبى للترحيب بدخوله إلى المدن لتحريرها.
وحول ملف الخدمات التى يحتاجها الجنوب الليبى، أكد النايض أن مدن الجنوب الليبى تعانى حرمانا من أبسط الأشياء وأبرزها مشكلات الوقود والكهرباء والمياه والصرف الصحى وعدم وجود خدمات صحية جيدة، مؤكدا أن الحكومة الليبية المؤقتة عليها العمل بشكل متواز مع جهود الجيش الليبى جنوب البلاد، موضحا أن رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني يحاول توفير الخدمات لأهالى المدن والقرى الليبية قدر المستطاع، مشيرا إلى ضرورة أن تتوسع الحكومة المؤقتة لتقديم الخدمات فى جنوب ليبيا.
وشدد "النايض" على ضرورة أن تتواصل دواوين الحكومة الليبية المؤقتة فى جنوب البلاد مع البلديات لإيصال الخدمات للمواطنين، مؤكدا أن الجيش الليبى يسيطر على أكثر من 90% من الأراضى فى البلاد، ما يستدعى أن تكثف الحكومة المؤقتة عملها فى المناطق التى يسيطر عليها الجيش، مؤكدا أن مجمع ليبيا للدراسات يحاول تقييم الاحتياجات فى القرى والمدن للتعاون مع الحكومة المؤقتة فى توفير الخدمات.
وأكد النايض على ضرورة استكمال المصالحة بين قبيلتى أولاد سليمان والقذاذفة وهو ما سيحل مشكلات كبيرة فى الجنوب، مشيرا إلى أن هناك وعى بأن الخلاف بين الليبيين خطر داهم على الأمن القومى الليبى، موضحا أن إمكانيات مجمع ليبيا مسخرة لخدمة أى تحركات لاقرار المصالحات فى البلاد.
وحول إحاطة غسان سلامة الأخيرة حول العملية السياسية فى البلاد، أشار الدكتور النايض إلى أن كثير من أبناء الشعب الليبى يأملون بأن تلتزم البعثة الأممية فى ليبيا الوعود التى قطعتها لحل الأزمة السياسية فى البلاد، مؤكدا أن المبعوث الأممى إلى ليبيا وعد بالعمل على تفعيل خطة لمدة عام تتطلع لإجراء الانتخابات فى البلاد نهاية ديسمبر الماضى وهو ما لم يتحقق، موضحا أن مجمع ليبيا ساهم فى الترتيب للقاء باريس والمشاركة بصفة مراقب.
وأوضح النايض، أن أطراف النزاع الأربعة الرئيسية شاركت فى اجتماع باريس وتم الاتفاق على إجراء الانتخابات 10 ديسمبر 2018 وهو ما باركه غسان سلامة ورؤساء دول، معربا عن دهشته من إعادة فتح الملف مجددا عبر مبادرة إيطاليا التى لا ترغب فى إجراء الانتخابات بالموعد المحدد فى اجتماع باريس، مشيرا لانعقاد مؤتمر باليرمو الذى لم يتمخض عنه شيء إيجابى سواء تمديد إجراء الانتخابات الرئاسية فى ليبيا ربيع عام 2019.
وأكد النايض أن المماطلة التى أنتجها مؤتمر باليرمو لم تكن الأخيرة فقد صرح المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة بأن الانتخابات ستجرى أواخر نهاية 2019 على أن تجرى الانتخابات التشريعية أولا، مشيرا إلى أن الشروط الأخيرة التى طرحها سلامة بشأن الانتخابات تشير لوجود ضبابية فى رؤية البعثة، مشيرا إلى أن ردود الأفعال الشعبية كانت غاضبة بسبب تخبط غسان سلامة.
وأشار النايض إلى أن الملتقى الوطنى الجامع الذى يروج لها المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة، يثير مخاوف الكثير من الليبيين بسبب الغموض حول آلية اختياره الملتقى، والمعايير التى يستند عليها و"هل ستكون نتائجه ملزمة أم لا؟ وهو ما لم يوضحه غسان سلامة، ما تسبب فى حدوث استياء كبير".
وحول دوره فى إنجاز الاتفاق الأخير بين ترهونة وطرابلس، أكد النايض أن مجمع ليبيا لعب دورا خادما لليبيا وقبائلها وعمل مع مجالس اجتماعية عديدة فى كافة ربوع ليبيا، مؤكدا أن مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة داعم لمحاولات قطع الطريق على الفتن، ونجح فى دعم جهود الوساطة للتواصل بين ترهونة وطرابلس عبر المجلس الاجتماعى ورفلة فى بنى وليد، موضحا أن الوساطة نجحت بمجهود جماعى لأن ما جمع الأطراف هو الاخلاص والتعاون.
وأشاد "النايض" بالجهود التى قادها رئيس المجلس الاجتماعى فى بنى وليد عقيلة الجمل، والشيخ محمد البرغوثي، وعدد من المشايخ فى بنى وليد وترهونة وطرابلس، مؤكدا أنهم تمكنوا من تفعيل آلية المصالحة الليبية وهو إرث بين الأجداد الليبيين، مشيرا لوجود تحركات لتنظيم ملتقى كبير بين القبائل الليبية لإتمام المصالحة الوطنية بين كافة المكونات الاجتماعية فى البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة