فى خطوة تعكس مدى الشر والغل داخل النظام التركى الحاكم تجاه الدول العربية، خاصة دول الشام منها، واستمرار لمحاولات الديكتاتور رجب طيب أردوغان، لإحياء حلم الاحتلال العثمانى مجددا، توجّه حزب "العدالة والتنمية" الحاكم فى تركيا لعناصر تنظيم الإخوان الإرهابى فى العالم العربى، للهجوم على الخطوات العربية بإعادة فتح السفارات العربية فى العاصمة السورية دمشق.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول الحكومية التركية عن جماعة الإخوان المسلمين بسوريا، قولهم بداية الأسبوع الجارى، إنّ إعادة فتح سفارات عربية لدى نظام بشار الأسد "دعم للإرهاب بالمنطقة"، على حد زعمه.
ولم تُحدّد الأناضول المتحدث باسم الإخوان السوريين الذى نقل لها تلك التصريحات، لكنّها ذكرت أنّ الجماعة وصفت فى بيان نقله موقعها الإلكتروني الرسمي، أنّ إعادة فتح السفارات "خطوة مؤسفة داعمة لنظام الأسد، وتعبير عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين".
وفى نوفمبر الماضي، أبدت الحكومة السورية ترحيبها بأى خطوة عربية باتجاه عودة السفارات إلى دمشق وتفعيل عملها من جديد، بعد سنوات من إغلاق عدد من سفارات الدول العربية بعد بدء الحرب فى سوريا.
وتنتقد غالبية الدول العربية ودول العالم، جماعة الإخوان المُسلمين، وتعتبرها جماعة إرهابية مارست دورا سلبيا وفاشلا فى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتلك الدول.
وتتصدّى معظم الدول العربية والإسلامية لتغلغل نفوذ الإخوان الذين لا يعترفون بسيادة الدول التى ينتمون إليها.
وتؤكد الدول العربية باستثناء دولة قطر، فى كل مناسبة على مدى إرهاب التنظيم، ولم يبقَ أمام الإخوان المسلمين اليوم سوى تركيا ليلتقوا بها، والتى يسعى زعيمها رجب طيب أردوغان لإحياء الاحتلال عثمانى لدول عربية وإسلامية استمر لأكثر من نصف قرن.
وتحظى الجماعة الإرهابية بدعم دولة قطر، حيث تتمتع تلك الإمارة الخليجية بوفرة مالية جعلتها تطمع فى لعب أدوار إقليمية كبرى، مُستغلة تجذر أذرع الجماعة سياسيا واجتماعيا فى المنطقة.
ونقل موقع "أحوال" التركى المتخصص في فضح النظام الحاكم التركى، عن الوكالة التركية الناطقة عادة باسم الحكومة وأردوغان، نقلا عن إخوان سوريا، إلى أن "ملايين السوريين كانوا ينتظرون خطوة (من هذه الدول) إلى الأمام تساعد فى التخلص من هذا النظام وجرائمه، وتطبيق القرارات الأممية التى تحقق الانتقال السياسى وبناء سورية المستقبل دون الأسد ونظامه"، على حد قولهم.
وأكدت أن "استمرار نظام الأسد وبقاءه ودعمه هو دعم لمشروع التوسع الإيراني، ودعم للتطرف والإرهاب فى المنطقة، وقبول بجميع الجرائم ضد الإنسانية التى ارتكبها هذا النظام".
وشددت على أن "سبب الثورة السورية وفكرتها ما زالت قائمة ومستمرة باستمرار بقاء هذا النظام".
وكانت الخارجية البحرينية، أعلنت الأسبوع الماضى استمرار العمل فى سفارتها لدى سوريا، مؤكدة حرصها على استمرار العلاقات بين الجانبين.
وجاء إعلان البحرين بعد ساعات من إعادة دولة الإمارات فتح سفارتها فى العاصمة السورية دمشق، بعد إغلاق دام 7 سنوات.
وفى 16 ديسمبر الماضى، التقى الرئيس السودانى عمر البشير مع الرئيس السورى بشار الأسد، كأول رئيس عربى يزور دمشق منذ 2011.
وقررت الجامعة العربية، فى نوفمبر 2011، تجميد مقعد سوريا، على خلفية لجوء "الأسد" إلى الخيار العسكرى لإخماد الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكمه، وذلك على حدّ تعبير الأناضول.
وفى مارس 2012، قرّر مجلس التعاون الخليجى سحب سفراء الدول الست من سوريا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة