توصل باحثون إلى أن سلالة الكوليرا التى سببت الوباء المتفشى فى اليمن، وهو الأسوأ فى التاريخ، جاءت من شرق أفريقيا ومن المرجح أنها وصلت عن طريق المهاجرين.
واستخدم الباحثون فى معهد ويلكام سانجر البريطانى ومعهد باستور الفرنسى تقنيات التسلسل الجينى وقالوا إنهم باتوا الآن فى وضع أفضل يمكنهم من تقدير خطر انتشار الكوليرا مستقبلا فى مناطق مثل اليمن، وهو ما يتيح للسلطات وقتا أكبر للتدخل.
وقال نيك تومسون الأستاذ لدى معهد سانجر وكلية لندن للصحة والطب الاستوائى الذى شارك فى الإشراف على الدراسة "معرفة كيفية انتقال الكوليرا عالميا تمنحنا الفرصة للاستعداد بشكل أفضل لموجات التفشى فى المستقبل".
وحذرت منظمة الصحة العالمية فى أكتوبر من تسارع انتشار الكوليرا مجددا حيث يجرى الإبلاغ حاليا عن نحو عشرة آلاف حالة اشتباه فى الإصابة أسبوعيا، وهو ما يعادل ضعف المعدل المتوسط خلال الشهور الثمانية الأولى من 2018.
ولبحث أصول الانتشار، قام فريق معهد سانجر ومعهد باستور بعمل تسلسل جينى لعينات من بكتيريا الكوليرا تم جمعها من اليمن ومناطق قريبة.
وشمل ذلك عينات من مركز للاجئين اليمنيين على الحدود السعودية اليمنية و74 عينة أخرى من الكوليرا من جنوب آسيا والشرق الأوسط وشرق ووسط أفريقيا.
بعد ذلك، قارن الفريق الذى نشر نتائجه فى دورية نيتشر اليوم الأربعاء، تلك التسلسلات بمجموعة عالمية تضم أكثر من 1000 عينة كوليرا وتوصل إلى أن السلالة التى تسببت فى الوباء باليمن تتصل بسلالة تم رصدها أول مرة فى عام 2012 فى جنوب آسيا وانتشرت عالميا.
غير أن الباحثين وجدوا أن السلالة اليمنية لم تصل مباشرة من جنوب آسيا، وإنما انتشرت وسببت موجات من الإصابة فى شرق أفريقيا فى 2013 و2014 قبل أن تظهر فى اليمن فى 2016.
وقال تومسون "علم الجينوم مكننا من اكتشاف أن سلالة الكوليرا المسؤولة عن الوباء المدمر الحاصل فى اليمن مرتبطة على الأرجح بهجرة أشخاص من شرق أفريقيا إلى اليمن".
لكنه أضاف أن العينات المتاحة لا تسمح للفريق بأن يحدد على وجه الدقة البلد الذى أتت منه السلالة فى شرق أفريقيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة