شهدت منطقة الرزاز بحى منشأة ناصر غرب القاهرة، انهيار صخرة انفصلت عن الجبل الموجود بالمنطقة، وتوقع الكثير أن يتسبب ذلك فى كارثة مشابهة لكارثة انهيار صخرة الدويقة، التى حدثت على بعد خطوات من منطقة الرزاز، وجاء تحرك الدولة المبكر ونقل كل السكان الموجودين بالمناطق الخطرة منع كارثة محققة ينتج عنها عشرات الضحايا.
وشهدت منطقة الدويقة أسلوب جديد فى مواجهة إخطار العشوائيات يحدث لأول مرة فى ظل وعى الدولة بمشكلة العشوائيات وتنفيذ خطط لتطويرها، خاصة أن الرئيس السيسى يولى اهتماما كبير بضرورة توفير سكن ملائم لسكان المناطق العشوائية، وحياة كريمة المواطن المصرى فانهيار صخرة الدويقة جعل الدولة تدرك حجم المشكلة ومنذ هذا الوقت وهناك مخطط كامل لنقل سكان تلك المناطق والمناطق المشابهة لسكن آمن وآدمى، ما جعل سقوط صخرة جديدة لا يمثل خطورة على المنطقة.
محافظة القاهرة: إخلاء العقارات المجاورة لحافة الجبل بالدويقة
وأكدت محافظة القاهرة، أنها قامت بإخلاء جميع العقارات المجاورة لحافة الجبل بمنطقة الدويقة تحسبا لانفصال إحدى الصخور عن الجبل، لذلك أخلت المنازل المجاورة للحواف والمقامة أعلاها وأسفلها، مضيفة أن الأسر التى يتم إخلائها يتم نقلها لوحدات بحى الأسمرات، وتواجد بمكان انهيار الصخرة قيادات محافظة القاهرة على رأسهم المحافظ اللواء خالد عبد العال، لمتابعة عمليات الإخلاء حفاظا على أرواح المواطنين.
وتحركت الدولة سريعا لإخلاء 13 عقار بمنطقة الرزاز، بحى منشأة ناصر احترازيا يضم 82 أسرة نظرا لحدوث شروخ جبلية بجوار تلك العقارات، وذلك طبقا لتوصيات اللجان العلمية الجيولوجية المشكلة بمعرفة المحافظة، ومنح جميع الأسر وحدات سكنية مفروشة بحى الأسمرات، كما قامت الدولة بتوفير وسائل نقل ووجبات جافة سريعة لهم، وبادرت بتوفير كافة الرعاية التامة لهم.
ويأتى حرص الدولة على توفير وحدات أمنة للمواطنين من سكان المناطق العشوائية الخطرة من خلال مشروعات الإسكان الكبرى التى تقيمها الدولة وإنشاء آلاف الوحدات السكنية فى مناطق مختلفة، ونقل المواطنين القاطنين بالمناطق العشوائية غير الآمنة، مما ساهم فى حماية المواطنين من وقوع أى مخاطر تلحق بهم ضررا أو تعرض حياتهم للمواطنين.
الحكومة تواجه الأخطار المهددة لحياة المواطنين بالمناطق العشوائية
وتغيرت تحركات الحكومة فى مواجهة الأخطار التى تهدد حياة المواطنين داخل المناطق العشوائية، فبعد أن كانت خطوات الحكومة تمثل رد فعل لأى كارثة أو مشكلة يتعرض لها المواطنون، لجأت الحكومة لاتخاذ إجراءات استباقية من أجل إحتواء الأزمات من خلال إنشاء آلاف الوحدات السكنية ونقل المواطنين القاطنين بالمناطق العشوائية غير الآمنة وهو ما تبلور خلال تحرك الدولة السريع لمواجهة ما حدث داخل حى منشأة ناصر بعد تصدع صخرة بمنطقة الرزاز.
وأعادت صخرة الدويقة للأذهان ما حدث فى شهر سبتمبر 2008 بعد أن انهارت كتل صخرية داخل المنطقة أدت إلى مصرع أكثر من 30 شخصًا وفقد مئات آخر ون، جراء انهيار كتل ضخمة على عشرات المنازل السكنية فى عزبة بخيت بمنطقة الجورة فى الدويقة بمنشية ناصر شرق العاصمة المصرية القاهرة، فى واحدة من أكبر الكوارث التى شهدتها مصر من سقوط منازل فى مناطق عشوائية.
أما انهيار الصخرة بمنشأة ناصر أمس الثلاثاء، لم يسبب أزمة كما توقع البعض، فكل التحركات والإجراءات التى من المفترض أن تقوم بها الدولة تمت بشكل سريع جدا، فكل قيادات محافظة القاهرة على رأسهم المحافظ، انتقلوا إلى مكان الحادث، وتم نقل السكان المتضررة فى وقت قياسى إلى وحدات سكنية جديدة بحى الأسمرات.
محافظ القاهرة: العمل الجماعى منع حدوث كارثة
من جانبه أكد اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، لــ"اليوم السابع"، أن العمل الجماعى و التحرك السريع منع حدوث كارثة محققة، بمنطقة الرزاز بمنشأة ناصر.
منطقة الرزاز بالدويقة
وأضاف محافظ القاهرة، أن الأداء الجماعى للحكومة يدرس ومنع تكرار كارثة أنهيا صخرة الدويقة عام 2008 مشيرا إلى أنه تم توفير وحدات بديلة لــ82 أسرة كانوا يسكنوا بمحيط الصخرة المنهارة، بـ14 منزلا، وذلك تم بشكل سريع جدا.
وأشار اللواء خالد عبد العال، إلى أن تحرك الدولة السريع فى الفترة السابقة وإنشاء آلاف الوحدات السكنية فى مناطق مختلفة، ونقل المواطنين القاطنين بالمناطق العشوائية غير الآمنة، أنقذ كثيرا من الأرواح، وساهم فى تحقيق جودة الحياة لآلاف الأسر.
وأوضح عبد العال، أن ما حدث من سقوط صخرة فى منطقة الدويقة، خير دليل على جهود الدولة ولم ينجم عن ذلك أى خسائر فى الأرواح، لأنه الدولة بادرت بنقل آلاف المواطنين من هذه المناطق إلى مشروع الأسمرات الحضارى، مشيرا إلى أن نتائج ذلك التحرك السريع حمانا الآن من كارثة محققة عقب حدوث شروخ جبلية بمنطقة الرزاز بحى منشأة ناصر مجاورة لعقارات كان يقطن بها عدد من الأسر، مؤكدا أن الحكومة مستمرة فى تطوير العشوائيات غير الامنة بشكل نهائى وفى أسرع وقت من أجل الحفاظ على أرواح جميع المواطنين .
صندوق تطوير العشوائيات: الحكومة لم تعد رد فعل ونتخذ إجراءات استباقية
بدوره أكد المهندس خالد صديق رئيس صندوق تطوير العشوائيات فى تصريحات لــ"اليوم السابع"، أن الحكومة لم تعد حكومة رد فعل بل أصبحت تبادر باتخاذ الاجراءات اللازمة حتى يتم تجنب حدوث أى مشكلات لافتا إلى أن عمليات الإخلاء بمنشأة ناصر كانت قبل وقوع انهيار الصخرة حتى لا تتعرض حياة المواطنين للخطر.
أضاف صديق أن اللجنة العلمية الجيوليوجية مرت على منشأة ناصر وحددت المناطق المهددة بالانهيار قمنا بنقل السكان إلى حى الأسمرات متابعا: "احنا مبقناش حكومة رد فعل لكن وبناخد إجراءات استباقية".
وأشار رئيس صندوق تطوير العشوائيات إلى أن 53 أسرة من ضمن الـ82 أسرة تم تسكينهم فى المرحلة الثالثة من حى الأسمرات التى لم يتم افتتاحها بعد وهو الأمر الذى يؤكد تحرك الدولة لتجهيز وحدات سكنية مجهزة قبل أن تحدث أى مشكلات لنكون أصحاب الفعل وليس رد الفعل.
وأوضح "صديق" أن اللجنة العلمية فحصت عدد من العقارات ووجدت تسريب مياه وصرف صحى من 3 عمارات بعينها لتؤكد احتمالية وقوع صخور مرة آخر ى فى المنطقة وعلى الفور تم التحرك مشيرا إلى أنه يتم اتخاذ الإجراءات الاستباقية والاستماع لتوصيات اللجنة العلمية حتى لا تتعرض حياة المواطنين لأى أخطار.
وأشار رئيس صندوق تطوير العشوائيات إلى أن التصنيف غير الآمن يكون من خلال أربع درجات، وتعرف الدرجة الأولى منه تمثل الخطورة الداهمة أى تعرض الحياة للخطر مثل ما حدث بالأمس فى منطقة منشأة ناصر لافتة إلى أن الإجراءات التى يتم اتخاذها تساعد فى عدم وجود أى مناطق تشكل خطورة على حياة المواطنين.
رئيس حى منشأة ناصر: إخلاء العقارات المهددة ونقل الأهالى لحى الاسمرات
بدوره قال اللواء محمد عبد الجليل رئيس حى منشأة ناصر، أن هناك لجنة علمية تفقدت منطقة الرزاز بالدويقة أمس الثلاثاء ولوحظ تناثر بعض الحجارة من الصخرة ولكنها لم تسقط على العقارات وبعدها انتقل اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة للمنطقة وأمر بإخلاء المنطقة بالكامل ومن ثم كان هناك تحرك سريع للسيطرة على الموقف قبل أن تكون هناك أى أضرار.
أضاف رئيس حى منشأة ناصر أنه بعد إخلاء العقارات تم تسكين المواطنين فى حى الأسمرات على الفور خاصة وأن وجود شرخ فى أى صخرة يهدد حياة المواطنين لذا كان التحرك على الفور وتم إخلاء المنطقة بالكامل حتى الساعة الرابعة فجر اليوم الأربعاء حتى لا تتعرض حياة المواطنين للخطر.
وأوضح "عبد الجليل" أن عدد من القيادات التنفيذية والشرطية داخل محافظة القاهرة تواجدوا على مدار الساعة من أجل التأكد من سير عملية الإخلاء والحفاظ على أرواح المواطنين وكان فى مقدمتهم كل من اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة واللواء عاطف مهران مدير أمن القاهرة لقطاع الجنوب واللواء عزت زهران حكمدار العاصمة واللواء هشام أبو النصر مدير شرطة مرافق القاهرة وعدد آخر من القيادات.
وأشار رئيس حى منشأة ناصر إلى أن العمل لا يزال يجرى فى الموقع حتى يتم التأكد من سير عملية الإخلاء على النحو الأمثل حتى لا تتعرض حياة أى مواطن للخطر لافتا إلى أن إخلاء المنطقة وتسكين الأهالى فى حى الأسمرات تم على وجه السرعة وهو الأمر الذى يجنب حياة المواطنين أى أخطار.
وأكد "عبد الجليل" أن المنطقة التى تصدعت بها الصخرة كان قد تم إخلاؤها بالكامل من السكان، من قبل انهيار الصخرة، إلى حى الأسمرات لافتا إلى ضرورة إخلاء المناطق ذات الخطورة الجولوجية من السكان حتى لا تحدث أى مشكلات يكون لها آثاراً كارثية.
إخلاء العقارات المهددة بالدويقة
وزارة التضامن تتابع نقل الأهالى لحى الأسمرات
يأتى ذلك فى الوقت الذى تلقت فيه غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، تقريرا من مديرية التضامن الاجتماعى بالقاهرة يفيد بوصول عدد الأسر المتضررة من حادث انهيار صخرة بمنطقة منشأة ناصر بمحافظة القاهرة إلى 82 أسرة وسيتم نقلها إلى منطقة الأسمرات فى الوحدات التى قام بنك ناصر الاجتماعى بتأثيثها منذ أيّام تمهيدا لنقل سكان المناطق الخطرة إليها، ووجهت "والى" مديرية التضامن الاجتماعى بالقاهرة بتقديم كافة أوجه الدعم والرعاية للأسر المتضررة.
وأكدت وزارة الصحة والسكان، أنه تم الدفع بسيارتين إسعاف بموقع حادث سقوط صخرة بمنطقة الدويقة ولم يسفر الحادث عن أى مصابين، وقال الدكتور محمد جاد، رئيس هيئة الإسعاف، أنه فور وقوع الحادث وجهت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، بالدفع بسيارات الإسعاف ونقل أى مصابين إلى المستشفيات وتوفير كافة سبل الرعاية، كما وجهت بتأمين المكان بسيارات احتياطية تحسبا لأى توابع للحادث، مشيرا إلى أن الحادث لم يسفر عن مصابين ومستعدون دائما لمواجهة الازمات بخطة إخلاء واضحة تراعى المريض فى النقل للمستشفيات وحصولة على الرعاية الكاملة.
سكان منشأة ناصر يرفعون علامة النصر بعد انتقالهم للوحدات الجديدة
وعبر سكان منطقة الرزاز بمنشأة ناصر، التى شهدت انهيار صخرة من الجبل، عن سعادتهم الغامرة بعد انتقالهم لوحدات سكنية جديدة بحى الأسمرات، ورفع أحد السكان فور انتقاله لحى الأسمرات علامة النصر معبرا عن سعادته بالوحدة الجديدة وعدم تعرضه لأى خسارة بأى شكل، حيث أنه حصل على وحدة مجهزة بالفرش.
من جانبه أكد المهندس خليل شعث مدير وحدة تطوير العشوائيات بالقاهرة، أن مشاريع العاصمة ستوفر ما يقرب من 50 ألف وحدة سكنية لسكان المناطق العشوائية لكى تتمكن من تطوير تلك المناطق، مشيرا إلى أن مشروعى الأسمرات 1 و2 وفر ما يقرب من 11 ألف وحدة سكنية، والأسمرات 3 7300 وحدة، والمحروسة 1 و2 5000 وحدة، ومعا 1 و2 5000 وحدة، وروضة السيدة 816 وحدة، والمنيل القديم 500 وحدة، والخيالة تتجاوز 2000 وحدة، وأهالينا قرابة 1200 وحدة، ومصنع 18 ما يقارب 7000 وحدة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى سلطت فيه محافظة القاهرة الضوء على العشوائيات، من خلال وحدة تطوير العشوائيات بالعاصمة، وتم من خلال تقسيم الأمان الخطرة بالقاهرة إلى عدة درجات وهم، خطورة من الدرجة الأولى تهدد حياة قاطنيها، وأخرى من الدرجة الثانية والتى تعد سكن غير ملائم، أما عشوائيات الدرجة الثالثة، فهى الأماكن المهددة للصحة العامة.
وحصلت عشوائيات الدرجة الأولى، والمهددة لحياة المواطنين وتشكل خطورة عليهم على الاهتمام الأكبر، وكان على رأسها صخرة الدويقة والأماكن المحيطة بها كشارع الرزاز، وعلى بعد خطوات بسيطة توجد الأماكن الخلفية بمنشأة ناصر، والتى تتبع وفقا للتنصيف الذى صنفته اللجنة، بحى غرب مدينة نصر، بشرق القاهرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة