الحب يصنع المعجزات، لكنه يصنع أيضا حروبا ومعارك لا يدرى أحد متى تنتهى، وسط قرية صغيرة تابعة لمدينة أطفيح تقع جنوب محافظة الجيزة، أحبت "عزة" الفتاة البسيطة البالغة من العمر 17 عاما، شابا بمثل عمرها، ارتبطا بعلاقة هيام استمرت 3 سنوات، كانا يخططان خلال تلك الفترة للزواج، وأن تنتهى قصة حبهما بالنهاية السعيدة التى ينشدانها، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهى أحلامهما، وظهر " مختار" الشاب البالغ من العمر 27 عاما فى الصورة، تقدم لأسرة "عزة" طالبا يدها للزواج، معلنا استعداده لإقامة حفل الزفاف فى أسرع وقت، حاولت الفتاة الرفض، إلا أن والدها وافق على العريس، مهملا رأى ابنته ورفضها الزواج منه، وفى الموعد المحدد تم الزواج بداية شهر مارس عام 2016.
خلال فترة الخطوبة القصيرة حاولت "عزة" إظهار رفضها لـ" مختار"، وإعلانها عدم رغبتها فى الارتباط به، إلا أنه وضع رغبتها وراء ظهره، معتقدا أنها ستقع فى غرامه بعد الزواج، وأن الأيام كفيلة فى إذابة الثلج بينهما، حتى تم الزواج.
بسام عشيق الزوجة
بالرغم من زواج "عزة" من "مختار" إلا أنها لم تنس حبيبها الأول، صاحب الحب البكرى الذى احتل قلبها، كانت تتحدث معه حتى قررا سويا التخلص من الزوج، ليتمكنا من اتمام حلمهما بالزواج، وكان الاتفاق بوضع السم له بالطعام، وبالرغم من محاولة "عزة" قتل زوجها بتقديم الطعام المسمم له 4 مرات، إلا أنه كان ينجح فى الإفلات من الموت، حيث كُتبت له النجاة من تلك المحاولات التى باءت جميعها بالفشل.
لم تكتف الزوجة وعشيقها بتلك المحاولات الفاشلة لقتل زوجها، فوضعا سيناريو للتخلص منه باستدراجه لمنطقة جبلية مجاورة للقرية التى يقيمان بها، وفى الموعد المحدد حضر العشيق " بسام" إلى منزل "مختار" جلس بصحبته بحجة الحديث معه حول بعض الأمور، ثم حصل على سكين جهزته له "عزة" واصطنع خلافا مع الزوج، وطلب منه مصاحبته إلى "الجبل" لاستكمال حديثهما، ثم غافله وسدد له عدة طعنات أنهى بها حياته بعد مرور 25 يوما على زواجه، وتخلص من السكين بالمنطقة الجبلية وفر هاربا.
عزة الزوجة
الأجهزة الأمنية تلقت حينها بلاغا بالعثور على جثة المجنى عليه، وتمكن رجال المباحث من كشف ملابسات الجريمة، والقبض على الزوجة وعشيقها، وأحالتهما النيابة بعد الانتهاء من التحقيقات، إلى محكمة الطفل، باعتبارهما حدثين، التى قضت بسجنهما 15 سنة، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وكشفت حيثيات الحكم فى القضية رقم 83 جنايات الطفل لسنة 2017، عن أن الحكم يعد أقصى عقوبة مقررة فى القانون على الأحداث المتورطين فى ارتكاب الجرائم المتعلقة بالنفس.
وبالرغم من بشاعة الجريمة التى ترتبت على تلك العلاقة الغرامية، إلا أن حصد الدماء لم ينته عند هذا الحد، حيث قرر "رمضان" البالغ من العمر 18 عاما، شقيق الزوج الضحية الانتقام لمقتله، واستهداف "مصلح.ش" عم العشيق قاتل شقيقه، وانتهز فرصة مشاركته فى تشييع جنازة أحد أبناء القرية، وأطلق النار عليه، ما أسفر عن مقتله نهاية شهر مايو عام 2017، بعد مرور ما يقرب من عام على مقتل شقيقه، كما أصابت طلقة طائشة خرجت من سلاحه عاملا فسقط قتيلا أيضا، بعدها ألقى رجال المباحث القبض عليه بعد هروبه وبحوزته السلاح النارى المستخدم فى الجريمة.
آخر الضحايا بسبب الثأر
عقب وقوع الجريمة، كان ينتظر أهالى القرية أن يتجدد الثأر مرة أخرى، يدركون أن الأمر لن يتوقف، وأن نزيف الدماء لن ينتهى بسهولة، حتى تحقق توقعهم، بمواصلة الخصومة الثأرية، فمع بداية العام الجديد 2019، انتهز شقيقى "مصلح" الذى قٌتل خلال مشاركته فى تشييع الجنازة، سير والد "عزة" الزوجة الخائنة بأحد شوارع القرية، واعتديا عليه بالأسلحة ما أسفر عن مقتله، وتمكن رجال المباحث من ضبط المتهمين، ليعترفا بارتكاب الجريمة أخذا بالثأر، وعقب وقوع الحادث عينت مديرية أمن الجيزة خدمات أمنية بالقرية لمنع حدوث اشتباكات بين العائلتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة