هدد الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بإبقاء الحكومة الفيدرالية مغلقة جزئياً "لأشهر أو حتى سنوات" إذا لم يحصل على 5.6 مليار دولار كمخصصات حكومية لبناء جداره المقترح عند الحدود الجنوبية مع المكسيك، حتى أنه حذر من أنه يفكر فى إعلان حالة طوارئ وطنية لبنائه دون موافقة الكونجرس.
وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية، فإن ترامب والقادة الديمقراطيون خرجوا من اجتماع استمر ساعتين فى البيت الأبيض دون التوصل إلى اتفاق لإعادة فتح الوكالات الحكومية التى تم إغلاقها بالفعل قبل أكثر من أسبوعين، وقدم الجانبان وجهات نظر متناقضة بشكل حاد حول موقفهما. وبحلول نهاية اليوم، بدا أن الجانبين ما زالا عالقين فى طريق مسدود.
ووصف الديمقراطيون الاجتماع بأنه كان "مثير للجدل" بينما وصفه الرئيس وزعماء الجمهوريين فى مجلس النواب بأنه "مثمر". وبينما أعلن ترامب أنه عين نائبه مايك بنس لقيادة "مجموعة عمل" للتفاوض مع الديمقراطيين خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال الديمقراطيون إن عبارة "مجموعة العمل" لم تتم مناقشتها.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، فإن السيناتور تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ، للصحفيين خارج البيت الأبيض: "أخبرنا الرئيس أننا بحاجة إلى إعادة تشغيل الحكومة ". وأضاف "قاوم. فى الواقع، قال إن بإمكانه إبقاء الحكومة مغلقة لفترة طويلة جدًا من الزمن، أشهر أو حتى سنوات".
الإغلاق الذى هو فى طريقه إلى أسبوعه الثالث يشمل أجزاء من تسع وكالات اتحادية، بما فى ذلك وزارة الداخلية ودائرة الإيرادات الداخلية، تاركا 800 ألف موظف فيدرالى إما فى عطلة أو العمل دون أجر. ولم يعرب ترامب عن قلقه إزاء محنة أولئك الموظفين، وقد أخبر المراسلين بعد ظهر، يوم الجمعة، أنه عندما استضاف أعضاء من اتحاد حرس الحدود، الذى وصفتهم الصحيفة بحلفاءه السياسيين،، قالوا له ألا يقلق بشأنهم وأنه يفعل "شئ عظيم لبلدنا".
وكانت جهود، الجمعة، لبدء المحادثات بمثابة اختبار مبكر للديناميكية السياسية الجديدة فى واشنطن حيث بات الديمقراطيون يسيطرون على مجلس النواب للمرة الأولى منذ ثمانى سنوات. ويريد ترامب تخصيص الكونجرس 5.6 مليار دولار لبناء الجدار مع المكسيك لمنع الهجرة غير الشرعية، وهو ما يعترض عليه الديمقراطيين حتى أن بعضهم يرى أنه لا يجب تخصيص أى تمويل على الإطلاق.
غير أن استمرار الإغلاق الحكومى الجزئى أثار قلق الجمهوريين أيضا، حيث أصبح كورى جاردنر، أول سيناتور جمهورى، يدعو إلى ضرورة انهاء الاغلاق حتى لو لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن تمويل الجدار ومع ذلك قال إن الديمقراطيين مرغمون لشرح سبب رفضهم للجدار.
وفى العام الماضى، صوت جميع الديمقراطيين، باستثناء خمسة فى لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ، لصالح مشروع قانون للأمن الداخلى تضمن 1.6 مليار دولار لإنفاقها على السياج الحدودى. ومع ذلك، عدلت اللجنة الاقتراح، واقترحت تخصيص 1.3 مليار دولار للسياج الحدودى، وهو نفس المبلغ الذى أنفق عام 2018.
ونقلت صحيفة "ذا هيل" عن جاردنر قوله: "أعتقد أننا يجب أن نعتمد قرارًا مستمرًا لإعادة عمل الحكومة". "لقد فعل مجلس الشيوخ ذلك فى الكونجرس الماضى، يجب علينا أن نفعله مرة أخرى اليوم. يمكننا تمرير تشريع يتضمن عدد الاعتمادات فيه، مع الاستمرار فى الحصول على المزيد ولكن علينا مواصلة القيام بوظائفنا وفتح الإدارات الحكومية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة