لم يقف السن عائقًا أمام الإصرار والطموح والعزيمة القوية، فلا يحتاج النجاح إلى سنوات طويلة من العمر لكى يتحقق ونصل إلى مستوى عالمى نستطيع أن ننافس من خلاله، فقصص النجاح مختلفة وكثيرة لتضيف الكثير من القيم لحياتنا، والتى نتعلمها من هم أصغر منا عمرًا، خاصة مع طموح وعزيمة الأطفال.
هنا جودة صاحبة الـ11 عامًا فى الصف السادس الابتدائى قد تراها مجرد طفلة صغيرة، لكن على الرغم من صغر سنها إلا أنها محبة للرياضة وممارسة الألعاب المختلفة، كانت تمارس الجمباز وكرة اليد أيضًا، إلى أن قررت خوض التجربة فى ممارسة لعبة تنس الطاولة التى كانت بمحض الصدفة وفضول الأطفال.
فتحكى، لـ"اليوم السابع"، أنها رأت لعبة تسمى "تنس الطاولة" فى صالة الألعاب، وكانت تجهلها تمامًا وتجهل ماهيتها، ما خلق لديها فضول وحب لاكتشافها، ثم رغبة فى الانضمام إلى فريق الأهلى لتنس الطاولة، وكانت هذه هى البداية لاكتشاف شغفها وحبها للعبة.
فكان الانضمام إلى فريق الأهلى لا يحتاج إلى شروط بعينها كالسن وغيره، وإنما هو رؤية مدى قدرة اللاعب على الأداء الجيد وجدارته على المنافسة ودخول البطولات.
فقد تم قبولها ضمن هذا الفريق على الرغم من صغر سنها وقصر قامتها، فقد تم تقصير أرجل الطاولة لكى يتناسب معها ولا تجد صعوبة خلال التدريبات، وقد ظلت على هذه الحالة مدة عامين، إلى أن أصبح طولها مناسبًا للتدريب على الطاولة الأصلية.
احرزت "هنا جودة" تقدمًا كبير أثناء تدريباتها وممارساتها لهذه اللعبة، فقد وجدت شغفها وتميزها فى تنس الطاولة، الذى جعلها قادرة على الأداء والتدريب بالشكل المميز الذى أهلها للمشاركة فى المسابقات والبطولات المحلية والدولية أيضًا، فقد شاركت لأول مرة فى بطولة الجمهورية لتنس الطاولة باسم النادى الأهلى وذلك فى عام 2016 وحصلت على الميدالية البرونزية، وكانت هذه أولى بطولاتها التى فتحت أمامها الطريق للكثير من المسابقات والجوائز الأخرى.
بعدها استطاعت أن تشارك فى مسابقة يطلق عليها اسم "فردى البرعمات" تحت سن 12 عاما فى بطولة الجزائر الدولية، لتمثل من خلالها مصر، ونجحت فى إحراز المركز الأول والحصول على الميدالية الذهبية، ولم تكتف بهذا فقط وإنما كانت تتألق كل عام فى المزيد من المسابقات والبطولات، فقد استطاعت الدخول فى منافسات ومسابقات تنس الطاولة تحت سن 12 و15 و18 عامًا وسيدات أيضًا رغم صغر سنها.
شاركت "هنا" أيضًا فى بطولة كأس العالم 2017 لمسابقات فردى وزوجى برعمات تحت سن 12 عامًا، وتمكنت من الحصول على المركز الأول، كما شاركت فى بطولة تونس الدولية لعام 2018 فى مسابقة فردى برعمات تحت سن 13 عامًا وحصلت كذلك على المركز الأول، وتمكنت أيضًا من المشاركة فى أسبوع الأمل الأفريقى بموريشيوس لعام 2018 وحصلت على المركز الأول فى مسابقة فردى البرعمات تحت سن 12 عامًا.
وأخيرًا استطاعت المشاركة فى أسبوع الأمل العالمى بإسبانيا لعام 2018 فى مسابقة فردى البرعمات تحت سن 12 عامًا وحصلت خلاله على المركز الثانى، وعن تدريباتها تحكى "بخضع للتدريب بشكل مكثف ويومى، وفى أثناء الدراسة بيكون التدريب من 4 إلى 5 ساعات على فترتين".
لم يقتصر تدريبها على التدريبات الخاصة بالنادى الأهلى فقط، وإنما استطاعت السفر والتدريب فى معسكرات خاصة مثل معسكر إعداد فى السويد والصين، وشاركت أيضًا فى معسكرات خاصة للتدريبات على يد مدربين أجانب قبل البطولات العالمية الخاصة، مثل معسكر موريشيوس فى مايو 2018 قبل بطولة إفريقيا، وذلك كان تابعًا للاتحاد الدولى، ومعسكر مع فريق الأمل العالمى فى اليابان قبل بطولة العالم فى مسابقة تحت سن 15 عامًا فى أكتوبر 2018.
واجهت "هنا جودة" العديد من الصعوبات خلال هذه التدريبات والمسابقات المختلفة، وفى هذا الصدد تقول والدتها: "صغر سنها ودخولها لمنافسات تحت سن 12 و15 و18 سنة وسيدات كمان، كان بيخليها تحت ضغط بسبب اختلاف الخبرات، وعدم استيعاب عقلها لكل دا، بس بالتدريب وحبها للعبة وإصرارها قدرت تحجز لنفسها مكانة خاصة ضمن أفضل 32 سيدة فى مصر فى مجال الرياضة".
ولم تكن الصعوبة فقط من خلال التمرينات والمسابقات المختلفة، وإنما واجهتها صعوبة الدراسة فى ظل السفر المتكرر فى كثير من الشهور على مدار العام، ولكن استطاعت أن تتخطى ذلك بفضل دعم أساتذتها الذين يقدروا هذه الموهبة، فقد استطاعوا أن يجمعوا لها كل ما فاتها أثناء هذه المسابقات والسفر ومساعدتها على الدراسة.
وعن أحلامها تقول "بحلم أكون بطلة العالم والأولمبياد فى تنس الطاولة"، ولم يقف حلمها عند هذا الحد وإنما تأمل أيضًا بأن تكون مدربة عالمية، وأن تجعل دراستها فى هذا المجال.
وتستعد "هنا جودة" خلال هذه الفترة للسفر مع المنتخب لبطولة البحريين الدولية فى شهر فبراير المقبل، كما ستشارك فى بطولة السويد الدولية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة