يجرى وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، جولة طويلة فى الشرق الاوسط، الأسبوع الجارى، تشمل ثمان دول عربية، وعلى رأسهم مصر، التى اعتاد المسئولون الأمريكيون مخاطبة العالم العربى من خلالها، حيث سيلقى بومبيو خطابا حول "التزام الولايات المتحدة بالسلام والازدهار والاستقرار والأمن فى الشرق الأوسط".
جولة بومبيو التى يستهلها، الثلاثاء وتستمر حتى 15 يناير، تأتى وسط حالة ارتباك بشأن السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الامريكى دونالد ترامب، بعد قراره الأول بسحب القوات الأمريكية كاملة من سوريا، قبل أن يعود ويجعله سحب تدريجى على مدار أربعة أشهر، ذلك بعد ضغوط وموجة كبيرة من الانتقادات والتحذيرات بشأن عواقب القرار.
بحسب موقع بولتيكو، فإن جولة وزير الخارجية الأمريكى للدول العربية ستعقب زيارة مستشار الأمن القومى الأمريكى، جون بولتون، لكل من تركيا وإسرائيل، حيث من المتوقع أن يسعى بولتون لشرح واحتواء الخسائر السياسية المحيطة بالانسحاب الأمريكى من سوريا.
وأعلن ترامب الشهر الماضى، أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها التى يبلغ قوامها 2000 جندى، التى تقاتل عناصر تنظيم داعش الإرهابى، شرق سوريا. وقال ترامب فى البداية إن الانسحاب، الذى قرره بعيدا عن المستشارين والجنرالات الذين عارضوا الفكرة، يجب أن يحدث بسرعة، مما ترك المخططين فى حالة ارتباك.
ولكن مع تصاعد رد الفعل الحزبى على الخطة، التى تسببت فى استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس، قال ترامب وكبار المسؤولين إنه سيحدث بشكل أكثر تدرجا، لضمان عدم استعادة تنظيم داعش قوته وتوفير الحماية للأكراد، مما يحول دون استغلال إيران فراغ السلطة. وفوجئ حلفاء الولايات المتحدة فى المنطقة، بما فى ذلك إسرائيل والأكراد، بالقرار الأول وسعوا مراراً وتكراراً لتوضيحات من إدارة ترامب.
وأصر بولتون وبومبيو وآخرون على أن الولايات المتحدة يمكنها سحب القوات بينما لا تزال تقاتل بقايا داعش، لكن تأكيداتهم لم تبدد الكثير من الارتباك. بالإضافة إلى مستقبل الدور الأمريكى فى سوريا، يخطط بومبيو لمناقشة مجموعة من المواضيع الحساسة الأخرى مع نظرائه، بما فى ذلك واحدة من أهم أولوياته: كيفية تقويض النشاط الإيرانى فى جميع أنحاء المنطقة.
وقال مسئول رفيع فى وزارة الخارجية الأمريكية فى إحاطة للصحف الأمريكية: "إيران التى نعتبرها التهديد الرئيسى، الفاعل الرئيسى في عدم الاستقرار فى المنطقة"، وأضاف مسئولون أن الإدارة لا تزال تريد ضمان مغادرة جميع القوات التى تقودها إيران من سوريا.
ومن المحتمل أن يتضمن خطاب بومبيو، فى القاهرة، حول دور الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، قسماً كبيراً حول ما تشير إليه إدارة ترامب "بالتأثير الخبيث" لإيران فى المنطقة. ورفض المسؤولون فى الخارجية الأمريكية الكشف عن تفاصيل الخطاب مكتفين بالقول: "سيتحدث الوزير عن أمريكا كقوة للخير فى المنطقة".
ومن بين القضايا التى ستناولها بومبيو القتال ضد الجماعات الإرهابية فى المنطقة والعلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين قطر وجيرانها، وأسواق النفط ومستقبل اليمن الذى مزقته الحرب، إذ تشمل الجولة مصر والأردن والبحرين والإمارات والسعودية وعمان والكويت وقطر، كما أنه من المحتمل أن يتوقف فى العراق أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة