"إنهم أصحاب إرادة وإصرار، اختاروا أن يقضوا حياتهم مثلهم مثل البشر الطبيعيين، خلقهم الله مصابين بإعاقة فى إحدى حواسم، وقد تكون أغلب حواسهم مصابة، ولكن هذا لم يعيقهم من الوصول إلى أحلامهم وتحقيق النجاح، فإن أخذ الله منهم شيئًا فقد أعطاهم ما هو أهم ليساعدهم فى إحراز أهدافهم، وليثبتوا لنا جميعا أن النجاح حليفهم، فالإعاقة ليست إعاقة الجسد، بل إعاقة الفكر والروح، وعندما تتوفر الإرادة القوية يستطيع المرء أن يوظف قدراته ويتجاوز العقبات ويحقق النجاح مهما كبلت جسمه القيود".
"اليوم السابع" يرصد قصة كفاح طالب أزهرى بمحافظة الشرقية تحدى إعاقته ليكمل تعليمه.
"أمى بتصحينى كل يوم الفجر أصلى وأبويا يركبنى القطار وأنزل فى محطة رمسيس ومنها أستقل الأتوبيس إلى جامعة الأزهر بمدينة نصر، وأكتر من مرة أقع من الأتوبيس وسنانى اتكسرت لكى ألحقه وأتمكن من حضور محاضراتى لتحقيق حلمى أن أصبح معيد بالكلية".
طالب الشرقية
بهذه الكلمات سرد جمال عبد الناصر عبد الحميد جمعة 20 سنة طالب بكلية الدراسات الإسلامية قسم اللغة العربية بجامعة الأزهر بالقاهرة مقيم بعزبة الشيخ تاج الدين بمركز الزقازيق بالشرقية، حكايته قائلا: أعيش مع أسرتى المكونة من أخت وأخ وأبوين بمنزل بسيط، وأنا الابن الأكبر لأسرتى، وشاء القدر أن أكون مصابا بضمور كامل باليدين، بسبب إهمال طبى أثناء ولادتى ونقص فى الأكسجين، وهذه إرادة الله الذى منحى العزيمة والإرادة على استكمال تعليمى، وكرمنى الله بحفظ القرآن الكريم عن عمر 15 سنة، وكنت الثانى على المعهد فى الثانوية الأزهرية، وحاليا أدرس فى جامعة الأزهر بالقاهرة.
وعن الصعوبات التى يواجها "جمال" قال: من أكثر الصعوبات التى بعانى منها نظرات الناس لى فى الشارع وفى البداية كان البعض يقول لأسرتى حرام يتبهدل وكفاية عليه حفظ القرآن الكريم، لكن كلامهم زادنى إصرارا على إكمال تعليمى، وكلام الناس لن يتعبنى بل يزيدنى إصرارا على تحقيق حلمى بأن أكون معيدا بالكلية.
وتابع "جمال"، أن ما يتعبه حقيقة هو المسافة التى يقطعها من منزله إلى محطة القطار بردين لكى يركب القطار مع والده، وبعدها ينزل فى محطة رمسيس لكى يركب الأتوبيس ليذهب إلى الجامعة بمدينة نصر، وأكثر من مرة يحاول أن ينهض مسرعا لكى يركب الأتوبيس، فيسقط منه على الأرض وذات مرة كسرت أسنانه الأمامية، ويقوم أهالى الخير بمساعدته على القيام.
وتقاطعه والدته "نجلاء السيد" قائلة: فى ناس كتير استغلت حالة ابنى عشان تساعدنا لكن طلعوا كذابين وخدعونا، ولنا ربنا زوجى عامل بسيط فى السكة الحديد، وابنى تعرض للإهمال الطبى أثناء الولادة بسبب نقص الأكسجين، وحدثت إعاقته، وكل اللى بطلبه من الدولة لو ابنى له علاج يتعالج، لأن أنا من أقوم بخدمته حتى عند دخوله الحمام أساعده وأغير له ملابسه، لأنه لا يستطيع أن يأكل حتى بيده، ولكن عوضه الله بقدمه يستخدمها فى كل شىء يذاكر دروسه بها يصلح جهاز الحاسب الآلى الخاص به بقدمه، ويلضم إبرة الخياطة بقدمه، ونحمد الله على هذه النعمة، وكل اللى نفسنا فيه حد يساعده بأى وسيلة مواصلات يتمكن من خلالها الذهاب للكلية بشكل آمن.
للتواصل مع الحالة على رقم01033789831