تهنئتى القلبيه بعيد الميلاد المجيد، أعاده الرب علينا جميعا بخير وسلام وصحة «نفسية» و«عقلية»، وهدوء واطمئنان لمصرنا الحبيبة.. بناء على نصيحة البعض قمنا بتغيير مسار المقال الصغير هذا الأسبوع، لأنها أيام أعياد ولا داعى للعكننة والانتقاد ومسك السيرة أو اللت والعجن، ولذلك فقد قبلنا «الطبلة» المهداة لنا من كبار القوم فى محاوله للتطبيل المقدس لأحوال كنيستنا الأرثوذوكسية العريقة، ونبدأ بقداس العيد المبارك بكاتدرائيه ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية ونبارك ونؤيد المجهود الكبير لوكيل الكاتدرائية بالعباسية فى توفير الوجبة الغذائية الرائعة لإطعام حوالى 7000 من المصلين الحاضرين، بل الغائبين أيضا «وأؤكد لكم أن مرتبى موقوف وتائه منذ شهر 8/2018 حتى الآن، ولم أتبرع به ضمن تكلفة الوجبات»، أما الحاضرون فبالطبع كالعادة كما نرى فى البث التليفزيونى نخبة متميزة ومنتقاة من علية القوم المسيحيين و«بدون قر» ظهروا بأفخم وأفخر الملابس والأزياء النسائية ومثلها للرجال أيضا، ثم نتأمل فى كمية الحلى والمجوهرات والمكياج المكلف جدا، ولذلك فمن المستحيل أن يتذوق أحدهم هذه الوجبة المجهزة الكاتدرائية، لأن بالمنزل وبأماكن أخرى للبعض «لزوم استكمال الاحتفال عقب الخروج من الكنيسة» توجد المائدة الفاخرة عامرة بما لذ وطاب، لذلك قلنا إن الوجبة المعطاة لهم سوف تؤول بالتبعية للخدم والحشم والسائقين لعلية القوم والبوابين ومنهم الغائبين بالطبع لن تجد الكاميرا تظهر أحدهم.
ونتمنى بالعيد المقبل صدور الأوامر العليا والتعليمات باتباع هذا التقليد الطعامى وتطبيقه على الكنائس الفقيرة، وما أكثرها، بالمحافظات والقرى ولكن المشكلة ستكمن فى الميزانية الهائلة التى يجب أن تتحملها الكاتدرائية رحمة وعطفا وشفقة بالفقراء والمساكين الحاضرين فقط لأداء صلاة العيد!!!
نرحب أيضا ونقرع الطبول بشدة ونهلل ونعظم الملابس الفاخرة جدا والمذهبة التى ظهر بها البابا والأساقفة المشاركين التى تختلف وتتنوع من عيد إلى عيد وإلى دهر الداهرين وللأبد آمين!!. كذلك نسر ونفرح جدا بالاهتمام الرائع بالمظاهر اللائقة والمبهرة أثناء صلوات عيد الميلاد المجيد للسيد المسيح، وننسى قليلا أنه ولد فى مذود للبقر فى زريبة متواضعة بها بعض الحيوانات ونتناسى كثيرا الآيات التى تؤكد أن العذراء مريم لم تجد سوى خرق بالية وبعض الأقمشة المتهالكة لتضعها حول جسد الطفل المولود يسوع المسيح «فقمطته ووضعته فى مذود»، كما ذكر القديس لوقا، وبالطبع وجدوا بالكاد بعض مصابيح الزيت المستخدم فى الإضاءة، لأن العذراء ويوسف النجار كانوا غلابة مساكين، لذلك قدموا بالهيكل عطية الفقراء، كما ذكرها الإنجيل أيضا، وهى فرخا حمام!!! تذكرنا هذا كله فى الكاتدرائية بالتمتع بعشرات الكشافات الكهربائية المبهرة داخل وخارج الكنائس المتميزة والثرية، ناهيك عن السجاد الفاخر الذى نفرش به الأرضيات الرخامية لاستقبال «مولود المذود» تعويضا له عن الأقمشه البالية التى أحضرتها العذراء مريم عند الولادة !!! مع أن السيد المسيح كان فقيرا ولم يكن له إطلاقا «مقرا بابويا» لا فى بيت لحم ولا فى الناصرة، كما أعلن لبعض التلاميذ أنه «ليس له موضع أين يسند راسه»، أما الآن فأصبح لنا «المقار البابوية» الفاخرة جدا داخل وخارج مصر وتكلفتها بالملايين تكريما وتعويضا عن الأيام العجاف التى مر بها التلاميذ والرسل الذين أرسلهم السيد المسيح موصيا لهم بألا يقتنوا شيئا أثناء كرازتهم!!!! ونشكر أيضا البابا تواضروس لسماحه للشعب الكريم المضياف بالتصفيق والهتاف «والزغاريد» المميزة داخل الكاتدرائية، وهذه الأخيرة امتدحها البابا ذات مرة أثناء رسامة بعض الأساقفة وطالب بها، والشكر الجزيل لأن البابا اقتنع تماما بأن هذا الترحيب الصاخب من مميزات العصر الحديث بعد مرور أكثر من ٦ سنوات، وننسى ونتناسى أيضا كالعادة لأننا فى أيام أعياد مفترجة إيقاف البابا لعظته زمااااان عقب رسامته بطريركا للكرازة، وذلك لاستقبال الشعب له بالتصفيق وأعطاهم الدرس الجيد والقاسى واللوم والتنبيه لقداسة الكنيسة بيت الرب وضرورة احترامها بالهدوء والسكون وعدم التصفيق والتهليل! ولأنه عيد ميلاد مجيد فوجب علينا الفرح والانبساط مع احترامنا للأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا «وبلاش عكننة ع الصبح» وإيه يعنى لما واحد مجنون ومعتوه، وما أكثرهم حول الكنائس فقط دون ربوع مصر معرفش ليه؟؟ يقوم بعمل طيب وخير للمسيحيين الغلابة أثناء الجو البارد والصقيع، وذلك بإشعال بعض النيران القليلة للتدفئة داخل الكنيسة نظرا لعدم وجود تكييف ساخن بها!!!! شىء عجيب يا أخى.. خيرا تعمل شرا تلقى!!! نريد التحرر من هذه النظرة الضيقة للأمور، ونحن فى عيد الميلاد المجيد للسيد المسيح الذى تذكره بالخير بعض السفهاء فى المنيا أيضا منذ فترة قصيرة، ولكن هذه المرة كان الجو صيفا وحارا، ورأى البعض، من وجهة نظرهم الصائبة طبعا، وإحنا اللى غلط، أن هناك امرأة مسيحية قروية تقاسى من حرارة الجو ولا يوجد لديها مروحة أو تكييف بارد فقاموا مشكورين بنزع بعض ملابسها!!! هل رأيتم المحبة والتعاون بين أفراد شعبنا الطيب صيفا وشتاء؟؟؟ نكرر التهنئة بالميلاد المجيد، وأعتذر لعدم إجادتى استعمال الطبلة، وسنحاول التدرب عليها لنمتدح كنيستنا الأرثوذكسية التى تسير من حسن إلى أحسن دائما أبدا، وكتر خيرها والآباء الموقرين نجدهم الآن فى منتهى التقشف والورع والزهد فى الملبس والمأكل ولا يوجد لدينا فقراء إطلاقا، لأن احتياجاتهم تصلهم فى الخفاء، ولكنهم يا حرام يتظاهرون بالفقر مع أن لديهم شهادات بنكية وعقارات وسيارات فاخرة وسكرتارية ووسائل تكنولوجيا حديثة ويتم احتفاظهم بكل هذا خارج مصر خوفا من الضرائب!! نكرر التهنئة للأقباط بعيد الميلاد 7 يناير والكاثوليك 25 ديسمبر، ومؤخرا الإنجيليين 4 يناير و7254000 تحية لمجلس كنائس مصر المتحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة