خطة متكاملة وضعتها لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، برئاسة النائب طارق رضوان، تنفذها على قدم وساق، لتعزيز التوجه المصرى نحو إفريقيا بالتزامن مع تقلد مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى العام الحإلى، والمرتقب أن يتسلمها رئيس الجمهورية عبد ألفتاح السيسى يوم 10 فبراير المقبل من نظيره الرواندى بول كاجامى.
وشملت الخطة عدة محأور رئيسية تعمل عليها اللجنة بالتوازى، أولها ما يتعلق بالجانب الحكومى، للوقوف على الأنشطة والأستراتيجات التى تتبناها لدعم التوجه المصرى نحو قلب القارة السمراء، فى إطار توجهات القيادة السياسية، وفى هذا الصدد ألتقت اللجنة منذ بدايه انعقادها، 5 وزارة بحكومة الدكتور مصطفى مدبولى، هم وزيرة الاستثمار والتعأون الدولى الدكتورة سحر نصر، وزير الشباب أشرف صبحى، وزير التعليم العإلى الدكتور خالد عبد الغفار، ووزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، بالإضافة إلى لقاء مرتقب مع وزير الصناعه والتجارة الدكتور عمرو نصار الأحد القادم.
واستعرض الوزراء خططتهم لتعزيز التوجة إلى قلب القارة السمراء، على كافة المستويات، وفى مقدمتهم وزيرة الاستثمار الدكتورة سحر نصر، وفى هذا الصدد، أكد النائب طارق رضوان أن وزارة الاستثمار هى أهم وزارة لتحرك اللجنة داخل أفريقيا، وأن الأيام المقبلة سوف تشهد تعأونا مثمرا وبناء بين اللجنة والوزارة، من خلال العمل على دعم كبار وصغار المستثمرين وتشجيعهم على الاستثمار داخل أفريقيا، وتقوية الروابط والعلاقات، لاسيما أن توجه الدولة المصرية فى الوقت الحإلى يقوم على الشراكة والمساهمة بين كل الأطراف، وعلى إعادة ترتيب الأوراق للعودة مرة أخرى للدور الريادى فى أفريقيا.
وعلى الجانب الرياضى، أعلن وزير الشباب والرياضة عن خطة متكاملة وتشمل العديد من ألفاعليات والأنشطة والمنتديات خلال عام 2019، ومنها منتدى الشباب الأفريقى، سفينة النيل للشباب الأفريقى، الاحتفال بيوم أفريقيا، أولمبياد ألفتاة الأفريقية لطالبات الجامعات، مهرجان الـcossfit لطلبة وطالبات الجامعات الأفريقية، مارثوان أفريقيا، كاشفاً عن تخصيص أرض لإقامة مقر جديد للاتحاد الإفريقى لكرة القدم (كاف) من مدينة فى شرق القاهرة.
وتأتى وزارة الثقافة، أيضا كأحد الوزارات التى تلعب دور هام فى دعم التوجه المصرى لإفريقيا واستعرضت وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، خطتها فى سبيل ذلك وتتضمن إقامة المهرجانات ومنها مهرجان القلعة الدولى للموسيقى والغناء والذى ستكون أفريقيا ضيف شرف له، ومهرجان الموسيقى الأفريقية، جنباً إلى جنب السهرات الرمضانية بدار الأوبرا، والتى سيتم توجيهها إلى إفريقيا، مشيرة إلى أنه يًجرى التواصل ومخاطبة السفارات الأفريقية بهدف المشاركة الإفريقية المكثفة فى معرض القاهرة للكتاب ومن المتوقع أن يتم إعلان السنغال ضيف شرف للمعرض، كما تم تخصيص 7 منح دراسية بأكاديمية ألفنون للدول الأفريقية، وذلك بمبادرة من الوزارة.
كما أعلنت الوزيرة، أن الهيئة العامة للكتاب ستصدر سلسلة "أفريقيات" بشكل شهرى، كما سيقوم قطاع الإنتاج الثقافى بتنظيم عدد من ورش العمل وأسبوع للأفلام المصرية فى عدد من الدول الأفريقية.
وفى إطار الجانب التعلمي، ألتقت اللجنة وزير التعليم العإلى الدكتور خالد عبد الغفار، الذى استعرض دور الوزارة فى أفريقيا، مشيراً إلى أن هناك 512 منحة دراسية فى عام 2019 نطمح إلى زيادتها بالسنوات القادمة، مشيراً إلى ضرورة التعأون بين الوزارات التنسيق للمؤتمرات حتى لا تتعارض مع بعضها البعض.
ولفت الوزير إلى أن المعهد القومى للأورام أبرم العديد من الاتفاقيات مع الدول الأفريقية، كما أشار إلى أن مصر دولة ذات إمكانيات محدودة، ونتمنى أن تكون إمكانياتنا كبيرة بحيث تتسع لكل الدول بأفريقيا.
ولفت عبد الغفار، أن الوزارة تقدمت لبنك التنمية الأفريقى بطلب دعم مإلى بمبلغ 50 مليون دولار لدعم التعليم ألفنى والتدريب التطبيقى للطلاب الأفارقة بكافة الصناعات ألفنية والذى سيكون بمثابة إحدى سُبل مصر لاستعادة مكانتها بالقارة الأفريقية، مشيراً إلى أنه خلال زيارة مصر الأخيرة للنمسا كان هناك ثناء كبير على دور مصر فى مجال التعليم العإلى بأفريقيا، وأن العديد من الدول ستشرع فى التعأون معنا لثقتهم فى خبرتنا بهذا المجال لاعتبار مصر بوابة أفريقيا.
المحور الثانى يتمثل فى سلسلة اللقاءات مع سفراء الدول الأفريقية، فى إطار تعزيز العلاقات المصرية الإفريقية وبحث سبل التعأون، ووصلت إلى 15 لقاءاً منهم 12 سفيراً أفريقيا لدى مصر و3 سفراء لدول أجنبية، وهم السفير الأثيوبى سينديسو إذانو، والسفير الآنجولى أنطونيو فرنانديز، سفير رواندا الشيخ صالح هابيمانا، وسفير غانا بول أوكوه، والقائم بأعمال السفير الأوغندى بالقاهرة آرثر كاتسجازى، السفير البورندى سليمان موسى سليمان، سفير جنوب أفريقيا فوسى مافبيلا، سفير جنوب السودان جوزيف مومو، سفير الكاميرون الدكتور محمدو لابرنج، سفير إريتريا فاسيل جبرا سلاسى تكلا، سفير جيبوتى محمد ظهر حرسى، سفير نيجيريا عبد القادر دانداتى، بالإضافة إلى سفراء كندا واليابان وأستراليا.
وحرص رئيس اللجنة، التأكيد خلال كافة اللقاءات مع السفراء الأفارقة، اهتمام القيادة السياسية بإعادة مصر إلى قلب القارة السمراء، لذا يتم العمل على جميع المستويات التنفيذية منها والبرلمانية فى سبيل تحقيق ذلك، قائلاً: " تعمل بقوة لتعميق علاقتنا بكافة الدول الأفريقية، ويتم دراسة احتياجات ومطالب كل منهم على حدة، وما هو مطلوب من مصر باعتبارها شقيقة كبرى للدول الأفريقية جميعا.
نقطة هامة أشار إليها طارق رضوان، خلال اللقاءات تمثلت فى تأكيده أن تقلد مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى لن يكون نهاية المطاف داخل أفريقيا، إنما انطلاقة لإحداث تحول وتنمية داخل القارة.
فى المقابل، أشاد العديد من سفراء الدول الأفريقية، بالجهود التى يبذلها الرئيس عبد ألفتاح السيسى من أجل وضع مصر فى الصورة التى تليق بها كأحد أهم دول القارة، معربين عن سعادتهم بتقلد مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى عام 2019 والدور الذى يمكن أن تقوم به من أجل أفريقيا، وإنها ستكون فرصة لتقوية الشراكة بين دول الاتحاد، واستكمال التعأون المشترك لخدمة القارة الإفريقية.
المحور الثالث، تمثل فى لقاءات المتنوعة مع المتخصصين فى مجال الاعلام وممثلى الهيئات الإعلامية، ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات الدكتور ضياء رشوان، وذلك لدعم الرسالة الإعلامية نحو أفريقيا، وأيضا بحث دعم المرأة الأفريقية من خلال لقاء مع مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة.
ولم تقف الخطة التى وضعتها "أفريقية النواب" عند حد اللقاءات داخل اللجنة، حيث حرصت على عقدت لقاءات مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمقر المشيخة، وقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية بمقر الكاتدرائية بالعباسية.
فى المقابل، استقبلت اللجنة، وفد الأزهر الشريف لمناقشة سبل تعزيز أواصر التعأون بين الأزهر الشريف ودول وعلماء إفريقيا، فى إطار قرار شيخ الأزهر الشريف بتشكيل لجنة مختصة بالشئون الإفريقية، وقال لأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية محيى الدين عفيفى، إن الأزهر الشريف وضع خطة استراتيجية على مدار 4 سنوات لزيادة أعداد المبعوثين إلى دول القارة الإفريقية، لاسيما مع تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى مطلع العام المقبل، وذلك فى إطار استشعار الأزهر المسئولية الملقاة على عاتقه خلال ألفترة المقبلة لتلبية احتياجات دول القارة.
وأضاف عفيفى، أن الأزهر الشريف لديه حالياً 562 مبعوثا موزعين على أكثر من 30 دولة إفريقية لتلبية احتياجات بلدان القارة من حيث تخصصات العلوم الشرعية واللغة العربية، وبعض التخصصات الثقافية.
وعن الإجراءات التى يقوم بها الأزهر الشريف لتعزيز العلاقات المصرية الإفريقية، لفت عفيفى إلى أن الأزهر يعقد دورة على مدار شهرين لتدريب 60 من الأئمة الأفارقة وإهدائهم مكتبة قيمة فى نهاية كل دورة، مشيرا إلى أن الدورة السادسة للأزهر الشريف ستختتم أعمالها فى 31 ديسمبر الجاري، وتشمل إعداد 114 إماما وخطيبا، مشيراً إلى أن الأزهر الشريف لديه 23 معهدا خارجيا، من بينها 16 فى الدول الإفريقية وفق بروتوكل تعأون بين مصر وهذه الدول.
وأشار إلى أن هناك 2437 وافدا من دول القارة الإفريقية يدرسون بمنح دراسية على حساب الأزهر الشريف، مضيفا أن عام 2018-2019 شهد تخصيص 767 منحة، فيما وصل عدد الوافدين من غير متلقى هذه المنح إلى 6500 طالب.