والده: "ما كناش نعرف طبيعة عمله"
وزوجته: "بقول لأبنائه بابا فى مكان أحسن وهو شايفنا"
مشهد بطولى سطره الرائد مصطفى عبيد بتصديه لعبوة ناسفة زرعها مجهولون بجوار إحدى الكنائس بعزبة الهجانة بمدينة نصر، محاولًا تفكيكها، لينتهى الأمر بانفجارها ما أسفر عن استشهاده، ضاربًا أروع الأمثلة فى البطولة والتضحية.
المشهد الذى سطره الشهيد بدمائه تكلل اليوم فى العزاء الذى أقيم للشهيد بمسجد الشرطة بالدراسة، والذى حرص على حضوره عدد كبير من قيادات الأمن بوزارة الداخلية وموفدى الجهات المختلفة، فضلًا عن ممثلى بعض الكنائس المصرية، لتأدية واجب العزاء لأسرة الشهيد، ليؤكد تماسك الدولة واستمرارها فى نهجها نحو حماية أمن المواطنين والحفاظ على الوحدة الوطنية.
من القيادات الأمنية حضر العزاء كل من اللواء محمد منصور مدير أمن القاهرة، واللواء مصطفى شحاتة مدير أمن الجيزة، فضلًا عن اللواء زكريا الغامرى، مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، والذين وصلوا جميعًا إلى مسجد الشرطة بالدراسة وأدوا واجب العزاء لأسرة الشهيد مصطفى عبيد.
أدى أسقف كنيسة الهجانة واجب العزاء نيابة عن البابا تواضروس فى الشهيد الرائد مصطفى عبيد حيث حضر إلى مسجد الشرطة بالدراسة، هو ووفد من الكنيسة، وقدموا واجب العزاء لأسرة الشهيد
وجاءت كلمات الأنبا "اكيا ماندوس" مسئول كنائس منطقة ألماظة والهجانة، الذى قدم واجب العزاء فى شهيد الواجب الرائدمصطفى عبيد من إدارة المفرقعات: "لو اللى عمله الشهيد مصطفى لكان حصل مجزرة كبيرة، اللى حصل ده بيأكد أن الإرهاب ملوش وجود فى مصر، ووحدتنا أقوى وأكبر من أنها تتأثر بهذه الأفعال الخسيسة.
وأضاف الأنبا، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه وبقية الأساقفة بالكنيسة قدموا واجب العزاء باسم البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ونيابة عن جموع أقباط مصر فى شهيد الواجب، الذى ضحى بحياته للحفاظ أرواح الأبرياء، مضيفًا أن إمام المسجد المقابل للكنيسة هو من اكتشف وجود المتفجرات بجوارها.
وأوضح، أن شيخ المسجد قام على الفور بإبلاغ أمن الكنيسة المتواجد أمامها عن وجود متفجرات تستهدف الكنيسة، لافتًا إلى أنه على الفور تم إخطار القيادات الأمنية الذين حضروا فى وقت قصير وبصحبتهم رجال وخبراء المفرقعات ومن ضمنهم الشهيد "مصطفى" الذى لم يتردد فى تقديم روحه فداء لوطنه وأهله من هذا العمل الإرهابى الخسيس، الذى كان يستهدف أقباط مصر بقصد ضرب الوحدة الوطنية وإثارة الفتنة وزعزعة الاستقرار.
وأوضح أسقف الكنيسة، أن المتفجرات التى تم وضعها كانت بكميات كبيرة، لافتًا إلى أن كمية المتفجرات هذه تدل على أن هذا العمل الإرهابي كان يستهدف ضرب أكبر قدر من المواطنين الأبرياء، موضحًا أن الإرهابى الذى وضع هذه الكميات من المتفجرات لا يمكن أن يكون مسلمًا، فمن يستهدف ضرب وطنه وأهله لا يمكن أن يكون هذا ولا ذاك، فدين الإسلام لم يأمر بقتل الأبرياء ولا استهداف دور العبادة، بالعكس الإسلام أمر بالسماح والتعليم مع أهل الذمة.
وأضاف القس إكياماندوس، أن الشهيد مصطفى حمى مصر من عمل إرهابى أسود خسيس كان لا يستهدف الأقباط وحدهم، بل كان يستهدف المسلمين أيضًا من أهل المنطقة الذين يعيشون جنبًا بجنب إخوانهم المسيحيين، مؤكدًا أن الكنيسة المصرية تتقدم بخالص العزاء والشكر لأسرة الشهيد الذى ضحى بنفسهم من أجل إنقاذ أرواح الأبرياء من المصريين على مختلف دياناتهم سواء مسلمين أو مسيحيين.
وأكد اللواء أركان حرب عبيد محمود الأزهري، بالمعاش، والد الرائد الشهيد مصطفى عبيد، أنه "تلقى خبر استشهاد نجله من رائد زميله، وقال لى البقاء لله ياعمو مصطفى استشهد بعد انفجار قنبلة فيه".
وأضاف محمود عبيد، شقيق الشهيد، فى لقاء ببرنامج "رأى عام" مع عمرو عبد الحميد على قناة "TeN": مصطفى كان لا يبلغنا بأى مأموريات ينزل فيها، وكان بيقول لنا: أنه بيشتغل أعمال مكتبية، وبعدها فوجئنا بنزوله لتفكيك المفرقعات، وقالنا مكنش ينفع أقول لبابا عشان ميخفش عليا، وأنا بنزل 18 بلاغًا يوميًا".
فيما أكدت زوجة الشهيد، أنها لم تبلغ أولاد الشهيد بوفاته، وأنهما غير مستوعبين حتى الآن رحيل والدهم، مضيفة: "بقولهم دايما بابا فى مكان أحسن وهو شايفنا".
وكانت عبوة ناسفة موضوعة داخل حقيبة بجوار كنيسة عزبة الهجانة بمدينة نصر، انفجرت أثناء فحصها عن طريق ضابط المفرقعات الرائد مصطفى عبيد، ما أسفر عن استشهاده وإصابة آخر فجر أمس الأحد.
عزاء الرائد الشهيد مصطفى عبيد (23)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة