أصبح الارتباك هو السمة الخاصة بخطة الانسحاب الأمريكى من سوريا، بعد التصريحات الأخيرة لمستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولتون التى أعلن فيها عن شروط لهذا الانسحاب، فى تناقض لما أعلنه ترامب الشهر الماضى بأن سحب القوان سيكون فوريا وبدون شروط.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن بولتون الذى كان فى زيارة لإسرائيل وضع شروط على خطة سحب القوات والتى يمكن أن تسمح ببقائها فى سوريا لأشهر وربما للسنوات.
وقال بولتون فى تصريحات للصحفيين إن القوات الأمريكية ستظل فى سوريا حتى هزيمة آخر بقايا داعش وتقدم تركيا ضمانات بأنها لن تضرب القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة. وكان بولتون قد قاد مع مسئولين آخرين بالبيت الأبيض محاولات خلف الكواليس للإبطاء من تنفيذ أمر ترامب وطمأنة حلفاء واشنطن ومنها إسرائيل.
وقال بولتون : لا نعتقد أن الأتراك يجب أن يقوموا بأى عمل عسكرى دون يتم تنسيقه بالكامل مع الولايات المتحدة والاتفاق عليه على الأقل حتى لا يعرضوا قواتنا للخطر.
وتقول "نيويورك تايمز" إن تصريحات بولتون أدخلت على إستراتيجية ترامب شيئا حذفه الرئيس عندما أعلن فى ديسمبر الماضى أن الولايات المتحدة سترحل فى غضون 30 يوما، وهو الشروط التى يجب الوفاء بها قبل الانسحاب.
وتعكس التصريحات حالة الفوضى التى أحاطت بقرار ترامب، والذى أثار دهشة فريقه وحلفائه وأثار اعتراضات من البنتاجون على أساس أنه مستحيل من الناحية اللوجستية وغير حكيم من الناحية الإستراتيجية. واستقال وزير الدفاع جيمس ماتيس بعد ساعات من هذا القرار، فيما أعلن رئيس موظفى البنتاجون أنه سيترك منصبه أيضا.
فى حين قال بولتون أمس، الأحد، إنه يتوقع أن تغادر القوات الأمريكية شمال شرق سوريا حيث تتمركز معظم القوات التى يبلغ قوامها 2000 جندى فى إطار مهمة ضد داعش، إلا أنه بدأ فى الحديث عن إبقاء بعض القوات فى حامية فى الجنوب الشرقى لرصد تدفق الأسلحة والجنود الإيرانيين. وكان بولتون قد أعلن أن الولايات المتحدة ستبقى فى سوريا طالما أن الإيرانيين موجودون على الأرض هناك.
وكان التحرك للتراجع عن وعد ترامب بانسحاب سريع فى تزايد فى الأيام الأخيرة حتى مع سعى بولتون إلى تجنب مواجهة الرئيس بنفس الطريقة التى فعلها ماتيس. وكان مسئول بالخارجية الأمريكية قد صرح الأسبوع الماضى بأنه لا يوجد جدول زمنى للانسحاب من سوريا.
قال قبل يومين إن سحب قواته من سوريا لن يكون سريعا ولا بطيئا، لكنه رفض تحديد جدول زمنى لإعادة الجيش إلى بلاده.
وأوضح ترامب فى اجتماع لمجلس الوزراء فى البيت الأبيض: "لم أقل أبدا سريعا أو بطيئا"، مضيفا: "قال أحدهم لأربعة أشهر، لكننى لم أقل ذلك أيضًا". وكان هذا التصريح ردا على ما أكده مسئولون أن الانسحاب سيتم خلال أربعة أشهر.
وتابع ترامب فى تصريحاته قائلا: "نحن نخرج من سوريا. انظر، نحن لا نريد سوريا"، ليستكمل بعدها بالحديث عن الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما قائلا عنه: "لقد تخلى عن سوريا قبل سنوات عندما لم ينتهك الخط الأحمر".
كما تطرق ترامب، بحسب ما ذكرت شبكة سى إن إن الأمريكية، إلى سلفه أوباما، لقراره بـ"عدم انتهاك بيانه" حول الخط الأحمر فى سوريا باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين. وقال: "أنت تعرف أن صنع تهديد ما على ما يرام، لكن يجب عليك دائماً متابعة ذلك"، مضيفاً أن "سوريا ضاعت منذ زمن بعيد".
ورأى ترامب أن سوريا ليست أكثر من "رمل وموت" قبل الحديث عن الأكراد فى ذلك البلد. وقال: "الأكراد، إنه أمر مثير للغاية"، مضيفا أن "تركيا لا تحبهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة