أكرم القصاص

تحولات أوروبية تحسم مستقبل الحل السياسى فى سوريا بوجود الأسد

الثلاثاء، 08 يناير 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكثر من مؤشر على تحولات فى الموقف الدولى من سوريا، والاتجاه نحو الحل السياسى، بعد سنوات كانت الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا تشترط رحيل الأسد قبل الانخراط فى أى حل سياسى، وبدت هذه الدول تراهن على سقوط الأسد، ومع الوقت ذابت المعارضة السورية والجيش الحر، وحلت مكانها تنظيمات مثل داعش والقاعدة، لكن النظام فى سوريا استمر فى مواجهة الضغوط والحروب بالوكالة طوال سنوات، وبالرغم من عرض الحل السياسى ظلت السيادة للتنظيمات الإرهابية، فيما اكتفت المعارضة بالتمثيل فى صور الفعاليات حول سوريا.
 
ومع الوقت، نجح الجيش السورى فى فرض سيطرته على أجزاء مختلفة من سوريا، فيما فقدت تنظيمات داعش والقاعدة قدراتها، ربما لتوقف التمويل، وتحول مواقف الدول التى راهنت على سقوط سريع للنظام فى دمشق، لكنهم اكتشفوا خطأ رهاناتهم، خاصة أن الأسد ما كان يستمر حتى مع وجود الدعم الروسى، لولا وجود تأييد من الشعب السورى. 
 
وقد استمرت الولايات المتحدة تقود تحالفا لمواجهة داعش قبل أن تتدخل روسيا قبل ثلاث سنوات، وتبدأ مؤشرات داعش فى التراجع، بالعراق وسوريا. 
 
وتبدو مؤشرات الحل السياسى فى سوريا أكثر وضوحا، ليس فقط إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا، وهو قرار يبدو فى نظر المحللين بعيدا عن التنفيذ الفعلى، ويواجه اعتراضات داخل الإدارة الأمريكية، لكن من خلال المواقف التى تشهد تحولا جذريا فى أوروبا، فقد سبق وأعلنت ألمانيا وفرنسا، عن إمكانية الحل السياسى فى وجود الرئيس بشار الأسد، كما أن وزير الخارجية البريطانى جيريمى هانت عبر قبل يومين عن اعتقاد لندن بأن الرئيس السورى بشار الأسد سيبقى فى السلطة «لبعض الوقت».
 
وبالرغم من تأكيد هانت أن الأسد يمثل عقبة بالنسبة لبريطانيا، فإنه قال «لكن للأسف نعتقد بالفعل أنه سيبقى فى المكان لبعض الوقت، بسبب الدعم الذى يتلقاه من روسيا».. وتابع هانت بالقول إن روسيا حصلت على مجال نفوذ جديد فى المنطقة من خلال دعمها للسلطات السورية، وإن موسكو تتحمل مسؤولية ضمان السلام فى سوريا لكونها تدعم دمشق.
 
هذه التصريحات تشير إلى التسليم للحل الروسى، وقد تزامنت تصريحات وزير الخارجية البريطانى  مع تقرير نشرته صحيفة «التليجراف» البريطانية بعنوان «كل الطرق تؤدى إلى دمشق»، قالت فيه إن السعودية ستقدم على إعادة علاقاتها مع سوريا وافتتاح سفارتها فى دمشق، أوائل العام الحالى 2019 أو منتصفه على الأكثر. 
 
ونقلت التليجراف عن المحلل البريطانى السورى دانى مكى، قوله إن «كل شىء كان مخططا له، بدءا من زيارة الرئيس السودانى عمر البشير إلى دمشق، الشهر الماضى، وما أعقبها من فتح سفارتى الإمارات والبحرين».
 
المعارضة السورية نفسها تبدو وقد اكتشفت الدول الكبرى تغير من مواقفها، وخلال الأسبوع الماضى صرح القيادى فى «قوات سوريا الديمقراطية» ريدور خليل بأنه «لا مفر من توصل الإدارة الذاتية إلى حل مع الحكومة السورية، لأن مناطقها هى جزء من سوريا».
 
فعليا لا توجد معارضة سورية واضحة، بل فصائل لكل منها مطالب عرقية او طائفية، فضلا عن أن واشنطن نفسها اعترفت بأن السلاح الذى حصلت عليه بعض فصائل المعارضة توجه إلى داعش وأخواتها من تنظيمات الإرهاب. 
 
كل هذا فى وقت تواصل فيه السلطة السورية إعداد تعديلات دستورية، ربما تقود لبعض التفاهم حول المستقبل، لتبدأ مراحل حل سياسى، بعد 7 سنوات من الدمار.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة