بعد الوصول إلى طريق مسدود فى مفاوضاته مع مجلس النواب، الذى يهيمن عليه الديمقراطيون، بشأن تمويل بناء الجدار المقترح على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك، يتجه الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، لطلب دعم الشعب الأمريكى فى مسعاه مشيرا إلى الأمر باعتباره "أزمة إنسانية وأمنية على الحدود".
فلقد أعلن ترامب أنه سيخاطب الأمة، مساء الثلاثاء، من المكتب البيضاوى لمناقشة الأزمة على الحدود الجنوبية، كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى سيسافر إلى الحدود الجنوبية هذا الأسبوع كجزء من جهوده لإقناع الأمريكيين بالحاجة إلى الجدار.
بلغت المفاوضات بين الطرفين طريق مسدود فى ظل امتداد الإغلاق الجزئى للحكومة الفيدرالية لليوم الـ17 فى ثانى أطول إغلاق فى تاريخ الولايات المتحدة بعد إغلاق ديسمبر 1995 الذى أستمر 21 يوما. ويتمسك الديمقراطيون بموقفهم من رفض منح إدارة ترامب 5.7 مليار دولار لتمويل بناء الجدار الحدودى، فى الوقت الذى هدد فيه الرئيس الأمريكى بفرض حالة طوارئ وطنية مما يمكنه من بناء الجدار دون موافقة الكونجرس.
ويبدو أن الرئيس الأمريكى يرغب فى حشد التأييد الشعبى لموقفه لزيادة الضغط على الديمقراطيين. وغرد ترامب، السبت الماضى، قائلا إن من يرفضون بناء الجدار هم المنتفعون من تجار المخدرات ومهربى البشر، حيث غرد على حسابه بموقع تويتر: "بإمكان الديمقراطيين حل مشكلة الإغلاق فى وقت قصير للغاية. كل ما عليهم فعله هو الموافقة على أمن حدودى حقيقى (بما فى ذلك الجدار)، الشئ الذى يريده كل شخص بشدة باستثناء تجار المخدرات ومهربى البشر والمجرمين! هذا سيكون سهل للغاية فعله!."
وفيما أقر مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكى، بتعثر المفاوضات غير أنه أشار إلى أن الديمقراطيين لم "يناقضوا الحقائق" بشأن "الأزمة الإنسانية والأمنية على الحدود الجنوبية". ذلك على الرغم من إصرار الديمقراطيين ومناصروا الهجرة بأن الإدارة الأمريكية بالغت إلى حد كبير فيما يتعلق بالوضع عند الحدود
وقال الديمقراطيون إن مايك بنس بدا وكأنه يسىء تمثيل موقفهم. وفى الوقت الذى اتفقوا فيه على أن هناك أزمة على الحدود، قال أحد كبار الأعضاء الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ، إنهم ينظرون إليها باعتبارها قضية إنسانية وليست قضية أمن قومى. على هذا النحو، ينظر الديمقراطيون إلى الجدار المقترح على أنه حل مكلف وغير ذات جدوى لا يفعل شيئًا لتلبية الاحتياجات على الأرض.
وفيما لوح ترامب باللجوء إلى فرض الطوارئ الوطنية، قال مايك بنس إن البيت الأبيض كان يتفاوض بحسن نية مع الديمقراطيين، وأشار إلى أن الإدارة قدمت للديمقراطيين التفاضيل التى كانوا يريدونها بشأن عن كيفية إنفاق أى أموال أمنية على الحدود، وقد أدمج المسئولون إحدى مقترحاتهم الخاص، للسماح للأطفال المهاجرين الذين يطلبون اللجوء بتقديم الطلب فى بلدانهم الأصلية بدلاً من القيام برحلة صعبة إلى حدود الولايات المتحدة. وبدا بنس ملقيا باللوم على الديمقراطيين فى تعثر المفاوضات متسائلا "السؤال الذى أواجهه هو: متى سيبدأ الديمقراطيون التفاوض؟".
لكن يبدو أن الصراع يتخذ مستوى أعلى، حيث يساوم الديمقراطيون على عرقلة مشاريع قوانين خاصة بالسياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط كانت قد حظيت قبلا بدعم الحزبين، ما لم يصوت الجمهوريين فى مجلس الشيوخ على مشاريع قوانين لإعادة فتح الإدارات الفيدرالية المغلقة بسبب تعثر المفاوضات حول الجدار.
ومن جانب آخر، وقع الديمقراطيون فى مجلسى الشيوخ والنواب على بيان يطالب الإعلام الأمريكى بمنحهم وقت مساو لذلك الوقت الذى سيخصص لبث خطاب الرئيس الأمريكى للحديث بشأن أزمة الجدار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة