حقائق جديدة كشفتها أسرة ضحية حادث ذبح زوج لزوجته وأطفاله الثلاثة، فى منطقة سخا التابعة لمدينة كفر الشيخ، خلال زيارة "اليوم السابع" إلى منزلهم، ولقاء والدتها وشقيقها، وعدد من الأقارب، للتعرف على الكواليس والملابسات التى أدت إلى هذه النهاية شديدة المأسوية.
أمام منزل الأسرة، كان هناك عدد من الأهالى، ممن يقومون بتأدية واجب العزاء، وداخل منزل والدة المجنى عليها، وجدنا الأم، وشقيق المجنى عليها، وابن عمتها، وعدد من أقاربهم.
فى البداية، أشار شقيق المجنى عليها، خلال تصريحات لـ"اليوم السابع" أن الحياة بين شقيقته وزوجها كانت كأى علاقة بين زوجين سعداء، حياة ممزوجة بقصة كفاح بينهما، لا يمكن لمن يعرفهما أن يتوقع هذه النهاية.
يشير شقيق المجنى عليها، إلى أن شقيقته وزوجها توجها معا للعمل فى المملكة العربية السعودية، وخلال تلك الرحلة ساعدته شقيقته للحصول على الزمالة، وكانا مثالاً للنجاح، وعادت شقيقته بأبنائها الثلاثة منذ عام، وعاد زوجها بعدهم، فوجد نفسه كأى طبيب فى وحدة صحية، مثله مثل الممارس العام، برغم حصوله على الزمالة البريطانية، والتى لم يُعترف بها هنا فى مصر.
يواصل شقيق المجنى عليها، حديثه قائلاً: "من هنا بدأت المعاناة فهو طبيب فى وحدة لم يجد التقدير الكافى الذى يستحقه، فشعر أنه أقل درجة من زوجته، التى يزيد نجاحها يوماً بعد يوم، برغم أن شقيقته كانت تساند زوجها فى مشوار نجاحه خطوة بخطوة تدعمه بكل ما تملكه من مشاعر حب واعتزاز وتدعمه معنوياً، وكان لا بد من تعويضه عما شعر به ففضلت شقيقته أن تكون له عيادة، لينال شهرة التى يستحقها".
وأشار شقيق المجنى عليها إلى أن شقيقته كانت تتحمل المسئولية كاملة فى المنزل سواء مسئولية شئون البيت أو مسئولية أبنائها سواء تعليمهم أو إدارة حياتهم، وكان هو بعيداً عن هذه المسئولية، مؤكداً أنه كان يطالب شقيقته بأن تعطى مساحة لزوجها ليتحمل المسئولية معها ولا تتحمل هى المسئولية وحدها، لافتا إلى أن شخصية زوج شقيقته "منغقلة"، وكان ينصحه بأن يكون منفتحا على الناس، مؤكداً أن التربية وطبيعة الشخصية كان لها أثر فى حياة زوج شقيقته رحمها الله.
وأضاف شقيق الضحية: فى ظل الظروف التى تمر بها أسرة شقيقته من عدم إيجاد زوجها لنفسه كمكانة علمية ووظيفية وإنطوائيته وعدم انفتاحه على الناس، كانت شقيقته تدعم الزوج بكل قوتها، إلا أن عدم قدرته على التوفيق بين زوجته ووالدته وأشقائه كان من بين ما تمر به الأسرة من أزمة، حيث كان الزوج يوهمها بعدم خبرته العملية الكافية ليوازن بين الأم والزوجة، وأمام تلك الظروف تحاول شقيقته "المجنى عليها" أن ترضى والدته، وتظل الضغوط مستمرة من جانب أسرة زوج شقيقته".
ويختتم حديثه قائلاً: "برغم كل ذلك، لا يعطى الحق له أن يذبح زوجته وأبنائه، فكان فى إمكانه أن يطلقها، حتى لو فكر فى التخلص من زوجته، فكيف يفكر فى التخلص من أبنائه".. ليختم حديثه قائلا: "أنا مش عاوز إلا حق المرحومة وأولادها".
فيما يقول ابن عمة، المجنى عليها: كانت العلاقة بينهما طيبة ومتميزة، ولم نتخيل أن يفعل ذلك، ولو وصلت الخلافات بينه وبين أسرته وبين زوجته كان فى إمكانه أن يطلقها ليرضى والدته، برغم حبه لها وحبها له، فما ذنب أطفاله الذين كان يحبهم".
ويشير ابن عمة المجنى عليها، إلى ذهوله ليس مما حدث فقط، بل فى أن يكون الجانى هو زوج ابنة عمته، فلا توجد معطيات تؤدى لذلك، وهل يكون تدخل أسرة الزوج وعدم تقدير الأم لعواقب الأمور تكون نتيجتها تخلص الزوج من زوجته وأولاده؟، فلا يوجد استفادة جنتها أسرة زوج الضحية والدته وأشقائه من قتله لزوجته وأطفاله الثلاثة، إلا أنه ضيع نفسه وضيع أسرته.
وأكد ابن عمة المجنى عليها، أن الضحية كان يشهد لها القاصى والدانى بحسن السيرة والأخلاق الحسنة والسيرة الطيبة، وكانت تُدخل السعادة على الناس.
بينما تقول والدة المجنى عليها: ابنتى كانت تحب زوجها بصورة لا تستطيع وصفها وتدافع عنه بكل ما لديها من قوة، مؤكدة أنها كانت لا تتدخل فى حياة ابنتها وزوجها، ولا تعلم من حياتهما الداخلية إلا ما تعبر عنه ابنتها رحمها الله من حب وتقدير لزوجها.
وتضيف والدة الضحية: "قبل الحادث كانت ابنتى وزوجها وأطفالها فى منزلى وكانوا فى قمة السعادة، وتناولنا الغذاء ليوم متتاليين، وجاء يوم الحادث كالصاعقة".
وأشارت والدة الضحية إلى أنها كانت تنهر كل من تستقبله لتقديم واجب العزاء عندما يقول أن القاتل هو زوج ابنتها، لأنها لم تصدق أن الزوج هو الجانى، لأن ابنتها كانت تصفه بالملاك، وعندما اعترف الزوج بالجريمة كانت صدمتها صدمتين.
وطالبت والدة المجنى عليها، بالقصاص العادل، موضحة أنها لا تتخيل أن يقتل الأب أولاده، متسائلة: هل يكون الحيوان أرحم من زوج ابنتها، حيث أن أسرة ابنتها كان لديها "كلب" كان ينتظر "عبد الله" الطفل الأكبر وكان يطعمه بيده، ومنذ مقتله فالكلب يبحث عنه.
وأشارت إلى أن نجلتها كانت اجتماعية وحبوبة وعلاقتها بزوجها وكل المعارف والزملاء والجيران متميزة، وكانت دائما تمد المحتاجين بالمساعدات المتعددة ولكن لا تعلم مقدارها وكانت تتصل بها دائمًا.
تلتقط خالة الضحة الحديث، وتشير إلى أن والدة القاتل كان يعرف عنها بقسوة الطباع، مستشهدة بموقف حدث معها، وتصادف وجودها، فذات مرة اتصلت والدة القاتل على هاتف زوجته، و"لأنها كانت مشغولة أجبت عليها وعرفتها بنفسى.. فطلبت منى أقول لها إنها مش هتنتصر عليها وأنها هتخلى ابنها يطلقها"، مؤكدة أنه فى بعض الأحيان يكون تدخل الآباء والأمهات فى حياة الأبناء سببا فى قلبها رأساً على عقب.
وأكدت خالة الضحية أن من بين الأسباب التى يمكن فهمها من هذه الجريمة، هو ضغط أسرة الطبيب عليه، فهو لو طلق زوجته فإن التشتت سيضرب الأسرة وسيُحرم من زوجته وأطفاله الذين يحبهم، ومن ناحية أخرى فهو يحب والدته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة