تراوح الأزمة الليبية مكانها خلال الأشهر الماضية بسبب عدم وجود نية حقيقية من الأطراف الإقليمية والدولية لإنهاء الصراع فى البلاد، فضلا عن محاولة بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا للترويج للملتقى الوطنى الجامع لحشد أكبر عدد من الدعم الدولى لخطة غسان سلامة.
ووسط الانشغال الأممى والتجاهل الدولى لما يجرى فى ليبيا وخاصة غرب البلاد، تواصل تركيا تحركاتها لدعم جماعات مسلحة فى البلاد عبر تهريب كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر عبر الموانىء الليبية، وتمكنت السلطات الليبية من ضبط كميات ضخمة من الأسلحة التركية كانت فى طريقها للميليشيات المسلحة خلال الشهرين الماضيين.
واستمرارا للنهج التركى الداعم للمسلحين داخل الأراضى الليبية، أعلنت سلطات الجمارك فى مدينة مصراتة الليبية، الاثنين، ضبط حاوية تحوى الالاف المسدسات التركية المهربة إلى داخل ليبيا عبر حاوية يبلغ ارتفاعها 20 قدم.
وقالت سلطات الجمارك فى مصراتة الليبية، أن مهربى الأسلحة التركية حاولوا التمويه لتهريب المسدسات عبر وضع بعض المواد المنزلية وألعاب الأطفال، مؤكدة أن كميات الأسلحة التركية المهربة بلغت 556 كرتونة بواقع 36 مسدس فى كل كرتونة.
ولم تعلق بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا على المحاولات التركية لتهريب كميات ضخمة من الأسلحة إلى داخل البلاد، والتزام غسان سلامة الصمت تجاه النهج التركى الداعم للجماعات المسلحة والمتشددة فى الأراضى الليبية.
المحاولات التى تقوم بها تركيا لاغراق ليبيا بالأسلحة يشكل تهديدا خطيرا على أمن واستقرار الجارة ليبيا، ويؤثر سلبا على أمن دول الجوار الليبى التى ترتبط بحدود مباشرة معها، وهو يتطلب موقفا حازما من السلوك والنهج التركى الداعم للإرهاب فى ليبيا.
كانت قوات الجيش الليبي في طبرق قد ضبطت شحنة أسلحة تركية الصنع بعد مُطاردتها وتبادل إطلاق النار مع راكبيها.
الدعم التركى للجماعات المتشددة والإرهابية فى الأراضى الليبية بدأ منذ اندلاع الأزمة التى تعصف بالبلاد منذ عام 2011، حيث كثفت أنقرة من دعمها للمسلحين بالمال والسلاح، بالإضافة لمحاولاتها المتكررة لدعم جماعات متطرفة تقاتل الجيش الليبى وتستهدف المدنيين فى شرق البلاد.
كانت دوريات الكتيبة 108 مُشاة التابعة للمنطقة العسكرية طبرق قد ضبطت شحنة أسلحة تركية الصنع محملة على سيارة نوع لاند كروزر، بعد مُطارتها وتبادل إطلاق النار مع راكبيها.
وقالت تقارير إعلامية ليبية، الخميس، إن الأسلحة التركية المهربة إلى الميليشيات المسلحة تستخدم فى عملية الاغتيالات، مؤكدة أن جهود الكتيبة 108 مشاة التابعة للجيش الوطنى الليبى نجحت فى إحباط تهريب الأسلحة التركية إلى الميليشيات المسلحة فى شرق البلاد.
يشار إلى أن شحنتى سلاح على متن باخرتين تركيتين صادرتهم السلطات اليونانية وميناء الخمس البحرى أثارتا جدلا واسعا ومطالبات بفرض عقوبات دولية على تركيا لمخالفتها قرارات دولية بشأن منع توريد السلاح إلى ليبيا.
وضبطت الجمارك الليبية فى ميناء الخمس غرب ليبيا، منذ أسبوعين، شحنة من الأسلحة التركية تتضمن مسدسات من طراز 9 ملم مع مئات الآلاف من طلقات الذخيرة الخاصة بهذه المسدسات، وهى تركية المنشأ ومُصنّعة من قبل شركة "zoraki" التركية للصناعات الحربية.
وحاول مسلحون تدعمهم أنقرة تصفية ضابط التحقيق فى قضية شحنة الأسلحة التركية المهربة إلى ليبيا عبر ميناء مدينة الخمس، ونجا الضابط الليبى النقيب طارق زريقيط المكلف بالتحقيق فى القضية من محاولة إغتيال محققة.
وفى سياق متصل، يقوم المبعوث الأممى الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، بإجراء مشاورات مع المسئولين الجزائريين لبحث آخر التطورات الراهنة فى ليبيا، وأعرب سلامة عن سعادته بتجديد الجزائر لموقفها الداعم لدور الأمم المتحدة المحايد فى ليبيا من أجل إيجاد مخرج سياسى للأزمة.
من جهته، أكد وزير الخارجية الجزائرى على موقف بلاده الداعم للمبعوث الأممي في ليبيا واستعدادها لمساعدته في مساعي إيجاد مخرج للأزمة كون هذه الدولة جارة لبلاده، وفق المصدر ذاته.
وقال بيان للخارجية الجزائرية أول امس الأحد، إن زيارة سلامة تأتي "في إطار التشاور الدائم بين الجزائر والأمم المتحدة حول الوضع في ليبيا".
وأوضح أن سلامة سيبحث بالجزائر "التطورات المسجلة فى ليبيا على المستوى السياسى والأمنى وتطبيق الإجراءات المتخذة في إطار مخطط عمل الأمم المتحدة من أجل تسوية الأزمة الليبية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة