أعرف الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفرى، وأعرف تأثيرها القوى، وقدرتها الإعلامية المميزة، لكننى لم أتخيل أبدا أن تكون ممثلة كبيرة، أعترف كان الأمر مفاجأة بالنسبة إلىّ.
أعددت نفسى لسهرة طيبة مع فيلم The Color Purple الذى عرض فى 1985، الذى تدور أحداثه حول سيدة بائسة عاشت ظروفا مأساوية فى بداية القرن الـ20، وهو من بطولة دانى جلوفر ووبى جولدبرج ومن إخراج ستيفن سبلبيرج، مأخوذ عن قصة لأليس ووكر، وكان كل ما فى الفيلم جميل، التمثيل والمناظر والتصوير، لكن صوفيا كانت أكثر جمالا.
وصوفيا هى الفتاة المتمرة التى تثير فى داخلك الرغبة فى الانتقام ممن أساء إليك، ظهرت جارفة القوة مستعدة للإطاحة بكل شىء، تقول إنها كافحت طوال حياتها ضد عائلة تستغلها، وانتهى الفيلم ولم أتوقع أن التى قامت بهذا الدور هى «أوبرا وينفرى»، وأن هذا الدور كان من أفضل أفلامها وأنها ترشحت بسببه لجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة.
تطورت شخصيتها فى الفيلم وعانت كثيرا، وفرض الرجل الأبيض كلمته على هذه المرأة القوية، لكنها ظلت الأكثر قدرة على التأثير، كان قلبها رغم شراستها الظاهرة طيبا، عادة أحسد الكتاب الذين يستطيعون تصوير مثل هذه الشخصيات.
المهم أننى الآن أفكر فى العلاقة بين «صوفيا وأوبرا وينفرى» هذه القوة التى استطاعت رغم السنوات الطويلة أن تظل فارضة كلمتها على كل المستويات حتى أنها استطاعت أن تحقق ما يزيد عن المليار دولار.
فى الفيلم قالت لها زوجة حاكم المدينة البيضاء «هل تعملين خادمة عندى»، وردت صوفيا «عليك اللعنة» وعندما صفعها الحاكم ردت له الصفعة، ولما أحاط بها البيض صرخت «اذهبوا بأبنائى بعيدا»، هى تعرف ما تريده، تعرف كيف تحافظ على أسسها، ويمكن القول إنها تعرف كيف تعود مرة أخرى لتحقق النجاح.
تقول السيرة الذاتية لأوبرا وينفرى التى تملك الآن شبكتها التليفزيونية الخاصّة The Oprah Winfrey Network، إنها وُلدت عام 1954 فى بيئةٍ ريفيةٍ زراعية فقيرة وسيئة، حيث تعرضت هناك للعديد من الإساءات الجنسية من قبل أقربائها ومن قبل أصدقاء أمها، وبعد عدّة أعوام انتقلت لتعيش مع والدها فى ناشفيل، حيث كان يعمل حلاقًا، دخلت جامعة ولاية تينسينى، وبدأت العمل كمذيعة فى الراديو والتلفزيون فى ناشفيل.
أطلقت وينفرى برنامجها الحوارى الخاص The Oprah Winfrey Show ليكون برنامجًا على المستوى الوطنى من خلال بثّه على 125 قناة ومتابعته من قبل 10 ملايين مشاهد.
