بعدما توجهت أنظار العالم إلى مصر وبالتحديد فى العاصمة الإدارية الجديدة، حيث افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى كاتدرائية ميلاد المسيح أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط، وذلك بالتزامن مع قداس عيد الميلاد المجيد، إلى جانب افتتاح الرئيس مسجد الفتاح العليم، بالعاصمة الإدارية الجديدة، والذى يعتبر درة العمارة الإسلامية الحديثة، وجوهرة الإنشاءات داخل العاصمة الإدارية للدولة، ويمثل إنجازا جديدا يضاف لسلسلة إنجازات الدولة المصرية فى مجال البناء والتشييد، ليصبح من أكبر المساجد فى المنطقة العربية، نستعرض فى السطور المقبلة، ابرز المساجد فى مصر.
مسجد عمرو بن العاص
جامع عمرو بن العاص، فى القاهرة، واحد من أهم المساجد فى مصر، وأقدمها، وكان يسمى بمسجد الفتح والمسجد العتيق وتاج الجوامع.
مساحة مسجد عمرو بن العاص وقت إنشائه كانت 50 ذراعاً × 30 ذراعاً وله 6 أبواب، وظل كذلك حتى عام 53 هجريا؛ حيث تمت زيادة مساحته فى عهد معاوية بن أبى سفيان، وأقام فيه 4 مآذن، وتوالت الإصلاحات والتوسعات بعد ذلك على يد من حكموا مصر حتى وصلت مساحته بعد عمليات التوسيع المستمرة نحو 24 ألف ذراع معمارى، ومساحته الحالية 120 × 110 أمتار.
مسجد أحمد بن طولون
وسط حى السيدة زينب تم تشييد مسجد ابن طولون ليصبح ثالث مسجد وجامع بنى فى عاصمة مصر الإسلامية بعد جامع عمرو بن العاص فى الفسطاط، وجامع العسكر فى مدينة العسكر، على مساحة 6 ونصف فدان تقريبًا، ليعبر عن رمز استقلال الدولة العباسية، حيث كان معهودًا آنذاك أن المسجد الجامع هو مركز العواصم الإسلامية، ولهذا أمر أحمد بن طولون بتشيد المسجد الضخم "263 هـ ــ 877م" وانتهى فى "265 هـ ـ 879م"، ووصلت تكلفته لـ120 ألف دينار.
استعان أحمد بن طولون بالمهندس سعيد بن كاتب الفرغانى، وهو مهندس قبطى ماهر فى العمارة، تولى عمارة مقياس النيل فى جزيرة الروضة سنة 864 م بعد أن أمر بعمارته الخليفة العباسى المتوكل، وفى عصر أحمد بن طولون عهد إليه ببناء أهم منشآته، فبنى له أولاً قناطر بن طولون وبئر عند بركة حبش لتوصيل الماء إلى مدينة القطائع.
المسجد أحد التحف المعمارية المتميزة تبلغ مساحته 6 ونصف فدان، وطوله 138 متراً، وعرضه 118 متراً تقريباً، وهو من المساجد المعلقة، أى يصعد إلى أبوابه بدرجات دائرية الشكل، ويتوسط المسجد صحن مربع، أما شبابيك المسجد فتحيط به من جهاته الأربع وعددها 128، وفى وسط الصحن قبة كبيرة ترتكز على 4 عقود، وعدد مداخل المسجد 19 مدخلاً، إلا أن المدخل الرئيسى حاليًّا هو المدخل المجاور لمتحف جاير أندرسون، كما تتمتع مئذنة الجامع بالطراز المعمارى الفريد والتى لا يوجد مثلها فى مآذن القاهرة، ويبلغ ارتفاع المئذنة عن سطح الأرض 40 م.
مسجد الرفاعى
أهم المساجد الكبرى والتحف المعمارية، والتى شيدت على الطراز المملوكى الذى كان سائداً فى القرنين الـ 19 والـ20، قبل أن يتحول إلى مقبرة للملوك والأمراء بدلاً من صاحبه الذى دفن فى العراق.
شيد مسجد الرفاعى على أرض مسجد آخر كان يسمى "الذخيرة" بنى فى العصر الأيوبى، فى مقابل شبابيك مدرسة السلطان حسن، وكانت بجواره زاوية عرفت بـ"الزاوية البيضاء أو زاوية الرفاعى"، وضمت قبور عدد من المشايخ، من بينهم على أبو شباك ويحيى الأنصارى وحسن الشيخونى، وعرف بهذا الاسم نسبة للشيخ أحمد الرفاعى شيخ الطريقة الرفاعية الصوفية، وعلى الرغم من أنه لم يدفن بالمسجد إلا أن تلك التسمية لازمته عبر التاريخ، بل وتحول إلى مقبرة للعديد من بناء أسرة محمد على، حيث يوجد بداخله قبر الملك فاروق الأول، والخديوى إسماعيل ووالدته، بالإضافة إلى شاه إيران رضا بهلوى، والذى كان متزوجاً من الأميرة فوزية، شقيقة الملك فاروق، وطلقت منه فى منتصف الأربعينيات، وعقب اندلاع الثورة الإسلامية فى إيران عام 1979 ونفيه لم يجد من يسقبله إلا السادات الذى أمر بدفنه بالمسجد.
تبلغ مساحة المسجد من الداخل 6500 متر مربع، منها 1767 متراً للصلاة، وباقى مساحته للمدفن خصصت مدفنا لأسرة محمد على، ويقع الباب الرئيسى للمسجد فى الجهة الغربية ومنه إلى حجرة تعلوها قبة زواياها خشبية محلاة بالذهب، ويخرج من أحد جدرانها باب يؤدى إلى حجرة مدفون فيها الشيخ على أبى شباك، وحجرة ضريح الشيخ على الأنصارى، بينما يقع محراب المسجد وسط الجدار الشرقى، وهو مكسوّ بالرخام الملون بجواره المنبر المصنوع من الخشب المطعم بالعاج والأبنوس.
مسجد السلطان حسن
مسجد السلطان حسن فى منطقة القلعة بمصر القديمة، والذى يعد فخراً للعمارة الإسلامية القديمة، قال عنه "جومار" فى كتاب وصف مصر: "إنه من أجمل مبانى القاهرة والإسلام، ويستحق أن يكون فى المرتبة الأولى للعمارة العربية بفضل قبته العالية، وارتفاع مئذنته، وعظم اتساعه وفخامة وكثرة زخارفه"، ووصفه الرحالة المغربى "الورتلانى" بأنه "مسجد لا ثانى له فى مصر ولا غيرها من البلاد فى فخامة البناء ونباهته، كما وصفه المقريزى بأنه "لا يُعرف فى بلاد الإسلام معبد من معابد المسلمين يحاكى هذا الجامع".
أنشئ المسجد على قطعة أرض كانت تعرف باسم "سوق الخيل" فى ميدان الرميلة، تلك المنطقة التى تقع حالياً فى ميدان صلاح الدين والسيدة عائشة، كان السلطان الناصر محمد بن قلاوون قد بنى عليها قصراً ضخماً ليسكنه أحد أمرائه المقربين، وهو يلبغا اليحياوى، وعندما شرع السلطان حسن فى بناء جامعه سنة 1356م، هدم القصر وما حوله، وتكلف إنشاؤه أموالاً طائلة (قيل إنها 750 ألف دينار من الذهب، حتى إن السلطان كان يبدو عاجزاً عن إتمام بنائه، وقال لولا أن يقال إن ملك مصر عجز عن إتمام بناء بناه لتركته بناء هذا الجامع من كثرة ما صرفت عليه)، بسبب ضخامة البناء وشموخه، واتساع مساحته.
ويعتمد تصميم مسجد السلطان حسن على التخطيط المتعامد، يتوسطه صحن مفتوح محاط بأربعة إيوانات، كل منها مغطى بقبو، أعمق هذه الإيوانات الذى يقع فى اتجاه القبلة، ويضم المحراب والمنبر، وتوجد فى وسط الصحن نافورة تعلوها قبة بنيت على ثمانية أعمدة، ويضم الصحن أربعة أبواب تفتح على أربعة مدارس، تمثل المذاهب الأربعة التى كان أكبرها المذهب الحنفى، وتضم كل مدرسة صحنا وإيوانا مفتوحا، وفى وسط الصحن نافورة، وتطل على الصحن طبقات من الحجرات بعضها فوق بعض، وتقع غرفة الدفن خلف حائط القبلة، وللمدرسة مئذنتان تقعان عند الواجهة الشرقية، ويقع المدخل الرئيسى عند الركن الغربى للواجهة الشمالية. ويظهر نمط المدرسة التأثير السلجوقى على العمارة المصرية.
جامع سادات قريش
جامع سادات قريش الذى يقع فى مدينة بلبيس، واحد من أهم المعالم الإسلامية المتميزة، حيث أكد المؤرخون أن هذا المسجد هو أول مسجد بنى فى مصر وأفريقيا.
أطلق على جامع سادات قريش هذا الاسم تكريمًا لشهداء المسلمين من صحابة رسول الله فى معركتهم ضد الرومان بقيادة عمرو بن العاص عند فتحهم لمصر، حيث استشهد من المسلمين نحو 250 جنديًا، وكان ممن استشهد عدد كبير ينتسبون إلى قبيلة قريش، وفى المقابل خسر الروم نحو 1000 قتيل.
يقع بشارع بورسعيد بمدينة بلبيس، على مساحة 3 آلاف متر، فهو مستطيل الشكل مقسم إلى 4 أروقة موازية لحائط القبلة، وتيجان الأعمدة مختلفة الأشكال، وبالمسجد 3 أبواب، وتم تجديد هذا المسجد فى العهد العثمانى على يد أمير مصر أحمد الكاشف الذى أنشأ المئذنة.
الجامع الأزهر
الجامع الأزهر (359 - 361 هـ) هو من أهم المساجد فى مصر ومن أشهر المساجد فى العالم الإسلامي. وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف سنة، وقد أنشئ على يد جوهر الصقلى عندما تم فتح القاهرة 970 م، بأمر من المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر، وبعدما أسس مدينة القاهرة شرع فى إنشاء الجامع الأزهر، ووضع الخليفة المعز لدين الله حجر أساس الجامع الأزهر فى 14 رمضان سنة 359 هـ - 970م، وأتم بناء المسجد فى شهر رمضان سنة 361 هـ - 972 م، ليصبح أول جامع أنشى فى مدينة القاهرة المدينة التى اكتسبت لقب مدينة الألف مئذنة، وهو أقدم أثر فاطمى قائم بمصر.
الجامع الأزهر
مسجد الفتاح العليم
مسجد الفتاح العليم، بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث يعتبر المسجد درة العمارة الإسلامية الحديثة، وجوهرة الإنشاءات داخل العاصمة الإدارية للدولة، ويعتبر إنجازا جديدا يضاف لسلسلة إنجازات الدولة المصرية فى مجال البناء والتشييد، ليصبح من أكبر المساجد فى المنطقة العربية وضعف مساحة الجامع الأزهر أربع مرات.
مسجد الفتاح العليم
تبلغ المساحة الإجمالية للمسجد وملحقاته 104 أفدنة بينها 8600 متر هى مساحة المسجد و9300 متر مساحة البدروم والساحة الخارجية بينما يسع المسجد بالكامل لأكثر من 12 ألف مصل، ويضم المسجد ٤ مآذن كل منها بارتفاع 94.5 متر بجانب قبة رئيسية بقطر 33 مترا وارتفاع 50 مترا و4 قباب ثانوية كما يشمل خزان مياه ووحدات تغذية تكييف وقاعة مناسبات بجانب 3 مهابط طائرات وممر جنائزى وجراج.
ويتكون المسجد من مسجد رئيسى وبدروم وأرضى و6 مداخل ومدخل جانبى لمصلى السيدات و2 ميضة للرجال و2 ميضة للنساء ودار لتحفيظ قرآن ومستوصف ويقع بدروم المسجد على مساحة 6325 مترا وصحن المسجد على ذات المساحة ويتسع لـ6300 مصل وساحة الصلاة الخارجية تتسع لـ3400 مصل أما البدروم فيضم مصلى رجال يتسع لـ1200 مصلٍ ومصلى سيدات 300 مصلية، كما يضم متحف رسالات سماوية بجانب دار تحفيظ قرآن ومستوصف.
واستخدم فى المسجد رخام بارتفاع الحوائط مطعم بخامة جى آر سى بينما استخدمت خامة جى آر بى فى الأسقف، وزين المسجد بعدد من النجف بلغ 95 نجفة بأقطار مختلفة تتراوح بين مترين وحتى 15 مترا وكل النجف مصنوع من النحاس المطلى بماء الذهب، حيث إن أكبر نجفة هى الموجودة أسفل القبة الرئيسية بقطر 15 مترا، وتم تصنيعها باستخدام شاسية حديد من 32 جزءا تم تقطيعهم باستخدام ماكينة قطع المياه، والطابق السفلى من المسجد وهو مسجد صغير فتم استخدام 26 نجفة من النوع الإسلامى لإنارته بجانب 56 أبليك هذا بخلاف قاعتى المناسبات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة