أحمد إبراهيم الشريف

تحية متجددة إلى عربة الحواديت

الأربعاء، 09 يناير 2019 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طاب لى أن أوجه تحية إلى هيثم عبدربه ومشروعه الجميل «عربة الحواديت» وذلك بعد أكثر من عامين أثبت فيهما قدرته على التواصل وقدرته على التأثير. 
 
وكنت كتبت من قبل «الأطفال أحباب الله، يرسل إليهم هداياه دائما كى يسعدوا فى هذه الحياة الظالم أهلها والمتجاهلة لحقوق الطفل، ويرسل الله جنودا يعرفون جيدا أن دورهم هو الانتباه للأشياء التى يحتاجها الأطفال، وكثير من أطفال مصر موهوبون، لكنهم يحتاجون لمن يضىء لهم مصباح خيالهم، والخيال يكمن فى الكتاب، والكتاب عند هيثم السيد، وهيثم يدور فى القرى والنجوع بعربية الحواديت». 
 
والبداية كانت عندما أبدت طفلة إعجابها بمجلة كانت فى يده، فبينما كان يجلس داخل سيارته، ويتصفح قصة للأطفال، اقتربت منه طفلة وعيناها معلقتان بغلاف المجلة، ومدت يدها للمجلة، وسألت: «إيه دى؟» قال لها هيثم: «دى مجلة، يعنى شوية ورق فيهم صور جميلة وحكايات مسلية.. حواديت يعنى»، ولمح هيثم البسمة والضحكة والفرحة فى عيون البنت الطفلة فمنحها المجلة، وقرر من بعدها أن يجمع عدداً كبيراً من القصص المخصصة للأطفال، ويوزعها على الأطفال فى الريف، حتى أصبح «أيقونة» يعرفها الصغار ينتظرونه فى شوارعهم الضيقة وساحات أرواحهم الواسعة.
رحلة هيثم عبدربه وعربته الممتلئة بالحواديت كشفت كثيرا من معضلات الحياة اليومية للطفل التى غاب عنها الخيال الحقيقى، وأصبحوا عرضة لتلقى خيال الآخرين المعلب والمقولب والموجه والناتج من ثقافات مختلفة ومتغايرة، كما رصدت التجربة غياب دور الأمهات فى الحكى، ومن ناحية أخرى تم الوقوف أمام رداءة الأساليب التعليمية فى مصر، وكارثة عمالة الأطفال.
 
هيثم عبدربه يعرف هدفه من هذه المبادرة العظيمة، فهو يرى أن أهمية عربية الحواديت تأتى فى شقين، الأول سد الفجوة والعجز المصابة بهما وزارة الثقافة، حيث إن القرى والعزب والنجوع تقريبا ليست على خارطة الوزارة، وكأن من يسكنها ليسوا بشرا، وأن الأطفال هناك ليست لهم حقوق فى حياة ثقافية، حتى بات لدى هؤلاء الناس والأطفال معتقد أن الثقافة رفاهية على نقيض الواقع بأن الثقافة هى الحياة ذاتها. 
 
والأمر الثانى الذى يراه هيثم هدفا لعربية الحواديت هو العمل على فكرة تتصدر لها أجهزة الدولة، وهى مكافحة الإرهاب، فيقول: «أنا أرى أن مكافحة الإرهاب تبدأ مبكرا من مرحلة تكوين شخصية الطفل، وتكوين ثقافته بعيدا عن ثقافة العنف والجهل وتقديس المادة».
 
نعم هيثم السيد من جنود الله لنهضة هذا الوطن والاهتمام بنشئه فى محاولة لقول شىء مهم، لذا ليت المؤسسات تتعلم منه وتقلده، وترى كيف أنه بإمكاناته القليلة استطاع أن يحقق ما عجزوا عنه هم بميزانياتهم ومراكزهم التى تملأ الأرض.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة