خبر جميل جديد إضافة للأخبار الجميلة التى تعكس النجاحات المصرية داخليا وخارجيا على جميع الأصعدة، الخبر الجديد يعلن فوز مصر بتنظيم كأس الأمم الأفريقية 2019 بعد سحبها من الكاميرون، ورغم المنافسة الشرسة من العملاق جنوب أفريقيا صاحب البنية التحتية المتميزة للغاية والملاعب الممتازة والذى سبق وأن نظم مونديال 2010 ليكون أول دولة أفريقية تنال هذا الشرف،
القدرة المصرية على التخطيط والإعداد الجيد التى تعكس تكامل المؤسسات والأجهزة المصرية كافة نجحت فى تحقيق هذا الفوز الساحق على دولة بحجم جنوب أفريقيا وسطوتها بين دول القارة وسابقة تنظيمها البطولات الدولية، فقد انتزع الملف المصرى 16 صوتا من أصل عشرين صوتا بينما لم ينل ملف جنوب أفريقيا إلا صوتا واحدا فقط هو بالطبع صوت جنوب أفريقيا
ما يجعل فوز مصر بتنظيم أمم أفريقيا 2019 نجاحا كبيرا، أنه يأتى فى توقيت حرج للغاية، فقد تقدم الاتحاد المصرى بطلب تنظيم البطولة بعد أيام قليلة من سحبها من الكاميرون، كما قدم الضمانات الحكومية اللازمة لتنظيم البطولة، فى الوقت الذى يفرض الاتحاد المصرى شروطًا صارمة على حضور الجماهير فى المباريات المحلية ويمنع الجماهير من حضور بعض المباريات الأخرى، الأمر الذى يعنى أن البطولة ستكون فاتحة خير على مصر بعودة الجماهير للمدرجات واستعادة روح كرة القدم الحقيقية اللعبة الشعبية الأولى ومعشوقة الجماهير،
بالإضافة إلى عودة الجماهير للمدرجات، تنتظر مصر مكاسب اقتصادية وسياسية عديدة من وراء تنظيم البطولة، فالرواج السياحى المتوقع لمصر فى 2019 يدعمه توافد مئات الآلاف من المشجعين الأفارقة لحضور مباريات البطولة المستمرة على مدى عدة أسابيع فى عدة مدن مختلفة، مع تنشيط مجموعة من الصناعات الصغيرة المرتبطة بالمباريات مثل صناعة الأعلام والأغذية والأطعمة السريعة.
وبجانب مباريات ومنافسات البطولة نفسها التى نرجو أن تحصد مصر كأسها، فهى فرصة لتدعيم الروابط الأفريقية مع مصر اتساقا مع الاستراتيجية السياسية الحالية التى تعمل على الانفتاح على كل التجمعات والقوى الأفريقية واستعادة المكانة المصرية بين دول القارة وربط الدول الأفريقية بالقاهرة من خلال العلاقات الاقتصادية والتجارية ومسارات القوة الناعمة من ثقافة وفن ورياضة،
وقد حققت القاهرة خلال السنوات الخمس الماضية نجاحات كبيرة على صعيد استعادة الدور المصرى فى القارة الأفريقية بعد طول غياب وارتباك، وعرفنا ماذا يعنى إهمال البعد الأفريقى والثمن الكبير الذى يمكن أن ندفعه جراء ذلك، لكننا اليوم وبفضل السياسات الخارجية الرشيدة وتوجهات الرئيس السيسى المتوازنة، استعدنا الثقة مع الدول الأفريقية وأصبحنا أكثر تفاعلًا ونشاطًا فى جميع المؤسسات الأفريقية الاقتصادية والسياسية، كما أصبحت القاهرة من جديد قبلة دول القارة ومرجعها، مثلما أصبحت معظم دول القارة أسواقا حالية ومحتملة للمنتجات المصرية بفضل الاتفاقات التجارية الحرة الموقعة.
الفوز المصرى بتنظيم أمم أفريقيا 2019 يتواكب أيضًا مع رئاسة القاهرة للاتحاد الأفريقى، وهى فرصة أخرى متاحة للتعبير عن القضايا الأفريقية الأكثر إلحاحًا، خاصة أن القاهرة نجحت فى استعراض مختلف الاحتياجات والقضايا الأفريقية فى الفعاليات الدولية وتعقد كثيرًا من اللقاءات مع مسؤولى البنك الدولى وغيره من المؤسسات المانحة لدعم التنمية فى مختلف دول القارة، كما تنفذ القاهرة بالفعل مجموعة من المشروعات التى تعكس اهتمامها بالتنمية فى مختلف دول أفريقيا ومنها طريق التجارة الدولى الذى يستهدف ربط الدول الأفريقية من الإسكندرية إلى كيب تاون بجنوب أفريقيا ومشروع النقل التجارى عبر نهر النيل الذى يخدم عديدًا من الدول الأفريقية المغلقة التى لا تمتلك موانئ بحرية.
وقبل ذلك وبعده، ستكون البطولة إن شاء الله تعالى، تعبيرًا عن قدرتنا على تنظيم مبهر للأحداث الرياضية الكبرى، وشهادة دولية برسوخ الأمن والاستقرار فى مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة