شكوك لا تنقطع، وخوف من قصاص آت لا محالة.. هذا ما يعيشه الدكتاتور التركى رجب طيب أردوغان بحسب دوائر مقربة من نظام حكمه، وهو ما دفعه إلى الإقدام على تغييرات شبه دورية فى طاقم الحراسات الخاص به، وداخل رؤوس الأجهزة الأمنية المختلفة فى البلاد.
حالة الشك التى تنتاب الرئيس التركى تحدث عنها موقع تركيا 24 فى تقرير له، مؤكدًا أن أردوغان يخشى تعرضه لمحاولات اغتيال بعد تزايد حالة السخط العام بين المواطنين من حملات الاعتقالات العشوائية المفتوحة من جهة، والفساد المستشرى فى دوائر السلطة وصنع القرار من جهة أخرى، وهو ما دفعه إلى القيام بتغيرات أمنية واسعة داخل جهاز الشرطة والأجهزة الأمنية بشكل عام، بل تغيير حارسه الشخصى بشكل مفاجئ مما أثار دهشة وسائل الإعلام التركية.
كاريكاتير تركى يفضح فساد أردوغان
ومن بين التعديلات، جاء قرار تعيين إبراهيم كولولار مساعد مدير الأمن السابق بمحافظة قيصرية ليكون المسئول عن تأمين أردوغان شخصيًا، بالإضافة إلى تأمين موكبه داخل تركيا وخارجها، علاوة على ذلك رصدت وسائل إعلام تركية تكاليف تأمين أردوغان، حيث بلغ تأمينه فى اليوم الواحد أثناء تنقله من مكان لآخر فى تركيا ما يعادل 20 مليون ليرة تركية، وفى حال تأمينه فى الخارج فإن المبلغ يتضاعف.
الهوس الأمنى والإفراط فى الانفاق على الإجراءات الأمنية، صاحبه فى الوقت نفسه حالة من البذخ داخل أروقة السلطة، دفعت صحيفة "يانى تشاج" التركية إلى رصد نفقات الرئاسة خلال العام الماضى، مشيرة إلى أنها سجلت الأعلى فى تاريخ تركيا، بواقع 1.6 مليار ليرة.
وخلال الأشهر الخمس الأولى من عام 2018 بلغت النفقات الرئاسية مليارًا و490 مليون ليرة، وبنهاية شهر مايو الماضي تم استهلاك نصف مخصصات الرئاسة التي بلغت مطلع العام الجاري نحو ملياري و818 مليون ليرة لترتفع لاحقًا إلى 3 مليارات و168 مليون ليرة.
وفى بداية يناير الماضى، أنفقت الرئاسة 303 ملايين ليرة ليتراجع هذا المبلغ في فبراير إلى 222 مليون ليرة، ويواصل تراجعه فى مارس ليسجل 191 مليون ليرة، ثم عاودت النفقات الارتفاع فى أبريل لتسجل 522 مليونًا، فى حين بلغت في شهر مايو الماضى 250 مليونًا، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية تركية، وكشفت إحصاءات الموازنة أن عام 2019 الحالى سيشهد استمرار زيادة تلك النفقات التى تصاعدت عقب انتخاب أردوغان رئيسا لتركيا.
تقارير إعلامية كشفت بدورها وجود تحذيرات تلقتها الرئاسة التركية من احتمالات وجود تحرك شعبي ضد أردوغان فى ظل حالة البذخ والقمع المتوازيان، وخاصة بعد الكشف عن ملفات جديدة لفساد بلال أردوغان ابن الرئيس التركى، فضلاً عن تعاونه مع تنظيم داعش الإرهابى، عبر وقف مؤسسة "تورجاف"، الذى يزعم تقديمه أعمالا خيرية فى انحاء تركيا، وتعليم الشباب في إسطنبول وتطوير قدراتهم، والذى تأسس في عام 1996 بعد انتخاب إردوغان رئيسا لبلدية إسطنبول، وكان وقتها يعرف باسم مؤسسة اسطنبول لخدمة الشباب والتعليم "إسجاف" ثم تحول إلى تورجاف، فى أغسطس عام 2012.