مع اقتراب موعد الانتخابات العامة فى كندا، يواجه جاستن ترودو معركة صعبة لإعادة انتخابه فى ظل العديد من التحديات السياسية، لكن الخبراء يقولون إن الناخبين الشباب سيكون لهم دور كبير فى تحديد الفائز فى تلك الانتخابات.
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية سلطت الوضء على دور الشباب فى الانتخابات، وقالت إنه قبل أربع سنوات، صوت إيمانويل موسى، طالب الكيمياء، لجاستن ترودو ليصبح رئيسا لوزراء جديدا، مدفوعا بما رآه منه كزعيم شاب تقدمى وجدت سياسته الخاصة بالتغير المناخى والهجرة صدى لديه ولدى أبناء جيله من الشباب.
لكن هذه المرة، فإن أموسى، الذى يبلغ من العمر 22 عاما ويدرس فى جامعة مونتريال، لن يصوت لترودو وحزبه الليبرالى. فقد أصيب بخيبة أمل من السياسات البيئية لرئيس الوزراء، وأرقه مما تم الكشف عنه مؤخرا من صورة له لون فيها وجهه باللون البنى. ولذلك، فإن الشاب الكندى يخطط للتصويت لحزب الخضر ويقول إن ترودو بدا فى الانتخابات الأخيرة ممثلا للتغيير الحقيقى، لكنه خذلنه.
وكان ترودو قد وصل إلى السلطة باكتساح فى عام 2015 بفضل الدعم المتحمس الذى حصل عليه من الشباب. إلا أن المحللين يقولون إنه يمكن أن يخسر الانتخابات المقررة فى أكتوبر المقبل لو ظل الشباب المستاء من أمثال أموسى فى منزله فى يوم الانتخاب، أو قام بتقسيم صوته بالتحول لصالح حزب يسارى أخرى مثل الخضر او الحزب الديمقراطى الجديدة.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، المقررة فى 21 من الشهر المقبل، يبدو أن عددا كبيرا من الناخبين الشباب قد تخلى عن ترودو بالفعل. فقد أظهرت بيانات الاستطلاعات للأسبوع الماضى أن حوالى 28% من الناخبين تحت سن 35 عاما يدعمون الحزب الليبرالى لترودو، مقارنة بنسبة 37% حصل عليها عشية انتخابات عام 2015.
ورات نيويورك تايمز أن التراجع فى دعم الشباب مهم على نحو خاص، لأن الليبراليين والحزب المحافظ يتقاربون للغاية فى الاستطلاعات، فأى تغيير بسيط يمكن أن يقرر نتيجة الانتخابات، بحسب ما يقول خبراء الاستطلاعات.
وتقول أنا جانى، الرئيسة السابقة للحزب الليبرالى ومهندسة الصعود السياسى لترودو، إن جذب الناخبين الشباب كان أصعب لأن ترودو كان وجها جديدا فى عام 2015، لكنه الآن رئيس حالى للحكومة.. ولو لم يشارك الناخبون الشباب، فإن الأمور يمكن أن تتغير بشكل سريع للغاية.
فى عام 2015، قدم ترودو نفسه كشخص لا يقوم بالعمل السياسى كالمعتاد. فقد جذب الشباب من خلال وعوده بتقنين الماريجوانا وهو ما فعله بالفعل.
فرئيس الوزراء الذى يستخدم الانستجرام ولديه أكثر من ثلاثة ملايين متابع، ويشتهر بارتدائه الجوارب المضحكة ويقوم بممارسة اليوجا ويلتقط صور سيلفى، استطاع أن يجذب الكثير من الشباب. لكن الآن وبعد أن أصبح عمره 47 عاما، لم يعد أصغر متسابق، فكلا من خصميه زعيم حزب المحافظين أندرو شر وزعيم الحزب الديمقراطى الجديد جاجميت سين يبلغان 40 عاما.
وكان ترودو قد نفر بعض الناخبين الشباب بقراره استخدام 4.5 مليار دولار من أموال الحكومة لمد خط للنفط إلى المحيط الهادى. وفى انعكاس لمدى أهمية قضايا البيئة للناخبين الشباب فى كندا، احتج مئات الآلاف منهم الشباب تحت الخامسة والثلاثين فى الشوارع عبر البلاد لإظهار الدعم للمعركة ضد الاحتباس الحرارى. وقال ترودو أنه لو أعيد انتخاب حكومته، فإنها ستقوم بزراعة مليارى شجرة لمحاربة التغير المناخى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة