اهتمت الصحف العالمية الصادرة اليوم، الخميس، بمتابعة العدوان التركى على شمال سوريا، وتداعياته على القوات الأمريكية فى المنطقة ودعوات مسئولين أوروبيين لسرعة فرض عقوبات على أنقرة..
نيويورك تايمز:
واشنطن تنقل عشرات الدواعش من سوريا بينهما بريطانيين خطيرين
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الجيش الأمريكى يتحرك لإخراج العشرات من معتقلى داعش من سجون الحرب التى يديرها الأكراد شمال سوريا، وأن نقل بالفعل رجلين بريطانيين عرف بدورهما فى تعذيب وقتل الرهائن الغربية، بحسب ما قال مسئولون أمريكيون.
وأوضحت الصحيفة أن القرارات تأتى مع غزو الجيش التركى لشمال سوريا، وأشارت "نيويويرك تايمز" إلى ان تركيا تستهدف الأكراد المدعومين من أمريكا والمعروفين باسم قوات سوريا الديمقراطية، والذين كانوا حلفاء أساسيين للولايات المتحدة فى المعركة ضد داعش. وأثار الغزو التركى تساؤلات بشأن قدرة قوات سوريا الديمقراطية على استمرار تامين 11 ألف داعشى يتم احتجازهم هناك.
وتحدث المسئولون بحذر عن عملية النقل لانها لا تزال جارية، إلا أن ترامب تحدث صراحة أمس الأربعاء عن حقيقية أن الولايات المتحدة تأخذ عدد محدد من مقاتلى داعش السيئين على نحو خاص من أجل ضمان ألا يخرجوا.
وقال ترامب فى تصريحات: "إننا نأخذ بعض أخطر مقاتلى داعش إلى الخارج.. لقد أخرجناهم ونضعهم فى مواقع مختلفة آمنة".
وكان مسؤول بارز بوزارة الدفاع الأمريكية، إن الاعتداء التركى على شمال سوريا يهدد قدرة "قوات سوريا الديمقراطية على حراسة أكثر من 11 ألف شخص من أسرى داعش الخطيرين.
وأضاف المسئول الأمريكى، فى تصريحات لشبكة "سى إن إن" الأمريكية أن العدوان التركى على سوريا نتج عنه "تأثير ضار" على العمليات قوات التحالف التى تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" الإرهابى، مؤكدًا أن هذه العمليات ضد التنظيم "توقفت فعلياً"، وأن تركيا تستهدف قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وأحد حلفائها الرئيسيين في الحرب ضد تنظيم "داعش".
العدوان التركى على سوريا يزيد الخطر للقوات الأمريكية بالمنطقة
قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية إنه مع إطلاق تركيا عمليات عسكرية هجومية فى شمال سوريا ضد ميليشات الأكراد التى كانت حليفة لواشنطن، فإن الخطر الذى تواجهه القوات الأمريكية فى المنطقة قد زاد لأن كل العمليات الأمريكية ضد داعش قد توقفت.
وأشارت المجلة إلى أن تركيا طالما اعتبرت الأكراد غريما لها وشبهتهم بالجماعات السنية المتمردة، على الرغم من أن الولايات المتحدة قدمت الدعم المالى والعسكريى لهذه الجماعات فى حربها ضد داعش.
إلا أن مسئولا رفيع المستوى بوزارة الدفاع الأمريكية قال لنيوزويك إن كل العمليات الأمريكية ضد داعش قد توقفت فى سوريا، وأن هذا الامر يتسق مع تسليم الولايات المتحدة مسئولية العمليات ضد داعش لتركيا.
وأشار المسئول إلى أن القادة الميدانيين فى سوريا لا يخشون هجمات مباشرة من حلفائهم السوريين، ولكن احتمال الهجمات الداخلية أصبح يمثل قلقا أكبر، لاسيما بين المقاتلين الأكراد الذين يشعرون بالخيانة من قبل الولايات المتحدة.
وتابع المسئول الذى لم يكشف عن هويته قائلا إن المقاتلين الأكراد ربما يكونوا الآن غير مستعدين للاستجابة للقوات الأمريكية التى تحتاج إلى تعزيزات أو جمع معلومات استخباراتية للوحدات المقاتلة الأمريكية. وأشار المسئول إلى أن قواعد الاشتباك الحالية للقوات الأمريكية تظل تتركز على الدفاع عن النفس ولم يصدر أمر بعد للبنتاجون بالانسحاب الكامل من سوريا.
كاتبة تركية: أردوغان يزرع بذور كراهية ستمتد لأجيال قادمة
علقت أصلى أندينتاسباس، الخبيرة فى المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية والزميلة فى مركز ميركاتور باسطنبول، على الهجوم العسكرى التركى على الأراضى السورية، وقال إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يزرع بذلك بذور كراهية ستمتد لأجيال قادمة.
وقالت الخبير التركى فى مقال لها بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الخوف هو ما يدفع تركيا للتحرك الآن، وأشارت إلى أن المسئولين الأتراك أخبروها أن تعطيل إقامة منطقة حكم ذاتى للأكراد يمثل ضرورة وجودية لتركيا، وهذا ينبع من خوف من أن أكراد تركيا أنفسهم ربما يريدون أن ينفصلوا يوما ما. وهذا أشبه بالقول بأنك لن تصطحبى زوجك معك أبدا إلى حفلة خوفا من أن يتم إغرائه بخيانتك. فلو أن أساس الزواج ضعيف للغاية، فستكون هناك حاجة لتفكير أعميق.
وتابعت الكاتبة فى قائلة إنها أوضحت للمسئولين فى تركيا أن قلب المشكلة يكمن فى أنقرة وليس فى سوريا. فالأتراك يخشون سوريا لأنه فى بعض مناطق تركيا شعر الأكراد بشكل تقليدى بأنهم مهمشون ومقموعون حتى أنهم تمردوا. والطريقة التى يتم التعامل بها مع هذا التمرد هى التى تؤسس لديمقراطية حقيقية يشعر فيها الجميع بالمساواة والحرية، وتصبح هذه الطريقة الوحيدة على المدى الطويل لمواجهة تهديد الانفصال.
وهذا ما سبق وجربته تركيا بشكل أو بأخر. فخلال عملية السلام، أشار عدد كاسح من أكراد تركيا على أنهم لا يرغبون فى العيش فى مكان آخر سوى تركيا، وأن ما يريدونه هو تمثيل سياسى وتعليم اللغة الكردية وأشياء أخرى كانوا قد اقتربوا من تحقيقها.
وأكدت الخبير التركية أن العملية العسكرية تأتى فى وقت فيه ضعف سياسى واضح لأردوغان بعد الخسارة الكبرى التى منى بها حزبه فى الانتخابات المحلية فى يونيو الماضى، وجهود تشكيل أحزاب جديدة على يد رموز سابقة بالعدالة والتنمية مثل أحمد داود أوغلو وعلى باباجان. ويعتقد أردوغان أن اللاجئين فى تركيا، وعددهم حوالى 4 مليون داخل البلاد ومثلهم على حدودها، هم واحدة من الأسباب الرئيسيىة لتراجع شعبية حزبه.
الصحف الربيطانية:
خيارات صعبة امام أردوغان بعد العدوان التركى على سوريا
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن العملية العسكرية التى شنها أردوغان فى سوريا يمكن أن تكون أكبر مقامرة له على الإطلاق، مشيرة إلى أنه يواجه بعض الخيارات الصعبة بعد موافقة الولايات المتحدة على تحركه.
ومن بين هذه الخيارات، كما تشير الصحيفة، إلى أى مدى سيذهب أردوغان فى تلك الحرب، ومن العدو، وإلى متى يمكن أن يتحمل استمرار عملية عسكرية كبيرة. وتقول الجارديان إن تركيا بقلق من تقديم رهانات أكثر مما يستطيعوا تحمله، فحاول مسئولوها إعادة تعريف " العسكرى" وإعادة تحديد أهدافه. فقبل أشهر، وصف أردوغان الهجوم بأنه خطوة أساسين للقضاء على تهديد الأكراد، لكنه تحول فجأة إلى ما وصفه بعملية سلام تستهدف بشكل أساسى داعش.
ففى تصريحات لشبكة "سى إن إن" قال إبراهيم كاليم، الذى يوصف بأنه اليد اليمنى لأردوغان، إن هذه ليس خطوة ضد الأكراد فتركيا ليس لديها مشكلة مع الأكراد، بل إنهم يحاربون "تنظيما إرهابية قتل وقمع الشعب الكردى أيض"، على حد قوله.
ورأت الصحيفة أن هذا التغير فى اللهجة قد جاء كما هو واضح بسبب الغضب الذى اشتعل فى واشنطن عقب قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية، والذى تسبب فى اتهام الجمهوريين أنفسهم للبيت الأبيض بخيانة القوات الكردية التى كان لها دور رئيسى فى المعركة ضد داعش.
وغيرت تركيا لهجتها أيضا فيما يتعلق بـ "طموحات الأرض" فى سوريا على المدى الطويل، لاسيما ما يتعلق بنية أردوغان المعلنة بإنشاء منطقة آمنة دائمة. حيث زعم الأتراك أنهم لا يسعون لاحتلال لأى جزء من تركيا.
ولفتت "الجارديان" إلى أن أردوغان يواجه الكثير من الأمور المجهولة منها ما إذا كانت بلاده لديها القدرة، ناهيك عن الرغبة، فى تولى قيادة المعركة ضد داعش أو سيطرة على مراكز الاحتجاز ومخيمات اللاجئين التى يتولى حمايتها حاليا الأكراد.
مهارات الأكراد قد تغرق تركيا فى مستنقع لعقود
قالت صحيفة ذى تايمز البريطانية إن التوغل العسكرى التركى فى شمال سوريا قد يتحول إلى أكبر عملية عسكرية يقوم بها جيش تركيا والأكثر مخاطر منذ غزو شمال قبرص فى عام 1974، وهو العمل الذى أسفر عن صراع لايزال مجمدا بعد عقود، وقد أثر على علاقات تركيا مع العالم الخارجى.
وحذرت الصحيفة من أن شن هجوم شامل على شرق سوريا يهدد بأن يخلق معارضة مشابهة لما حدث لغزو قبرص، ويمكن أن يغرق تركيا فيها فى عقود، لكن دون استقرار جبهة قبرص.
وأشارت التايمز إلى أن رئيس تركيا رجب طيب أردوغان قال إن هدفه الأساسى هو إقامة منطقة عازلة فى عمق 20 ميل على طول الحدود الممتدة لمسافة 300 ميل والتى لم تحتلها قوات موالية لها، ثم يقوم بإعادة توطين نحو مليونى لاجئ سورى أغلبهم من العرب السنة فيها، فيخلق مقاومة مدعومة من تركيا بين الأكراد والحدود.
ورأت الصحيفة أن هذا الهدف يثير أسئلة لا جواب لها، فهو يعنى تقهقر مزيد من القوات الأمريكية إلى الجنوب، وسيتعين على الأمريكيين وحلفائهم الأكراد اتخاذ قرار بشأن سجناء داعش الخطرين، وهو ما حدث بالفعل.
وفى حين أن الجيش التركى لديه ميزة من حيث العتاد والقوة الجوية، فإن الأكراد يتمتعون بمهارات فى حرب العصابات ويعرفون المنطقة جيدا وهوا ما قد يغرق القوات التركية بسهولة فى مستنقع يتعرضون فيه لهجوم مستمر من وحدات حماية الشعب الكردية.
الصحف الإيطالية والإسبانية:
مسئولة إيطالية تدعو لسرعة فرض عقوبات أوروبية ضد تركيا
دعت زعيمة حزب التحالف الوطنى ـ إخوة إيطاليا، جورجا ميلونى إلى فرض عقوبات من قبل الإتحاد الأوروبى ضد تركيا، بسبب عملياتها العسكرية ضد الأكراد فى سوريا، حسبما ذكرت وكالة "آكى" الإيطالية.
وقالت ميلونى فى تغريدة على "تويتر" إن "الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى يبرران العقوبات ضد روسيا كرد فعل على انتهاكها الأمن الإقليمى لأوكرانيا"، وأردفت "إننا نطالب الآن وبالتماشى مع ذلك، فرض الاتحاد الأوروبى عقوبات على تركيا أردوغان بعد غزوها شمال سوريا وشنها الحرب ضد الأكراد".
واختتمت البرلمانية المعارضة تغريدتها بالقول، إن الكرد "شعب اكتسب مزايا كثيرة فى إطار الكفاح ضد تنظيم داعش
وأدانت العديد من الدول الكبرى العدوان التركى على الأراضى السورية، محذرة من العواقب وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وغالبية الدول الأوروبية.
وفى بيان لها مساء أمس ، أكدت الخارجية المصرية إدانتها الكاملة للعدوان التركي على سوريا، مشددة على رفض مصر التام للاعتداءات الصارخة وغير المقبولة على سيادة دولة عربية شقيقة. كما حذرت الخارجية فى بيانها من استغلال الظروف التى تمر بها الدولة السورية للقيام بتلك التجاوزات، بشكل يتنافى مع قواعد القانون الدولي.
ودعت مصر المجتمع الدولى ممثلاً فى مجلس الأمن للتصدى لهذا التطور البالغ الخطورة والذى يهدد الأمن والسلم الدوليين، ووقف أية مساعٍ تهدف إلى احتلال أراضٍ سورية أو إجراء "هندسة ديمغرافية" لتعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا.
حاكم الشارقة يهدى ملك إسبانيا لوحة فنية من الخط العربى
استقبل ملك إسبانيا فيليبى السادس،مساء أمس الاربعاء ،الشيخ سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فى قصر زارزويلا فى مدريد، حسبما قالت صحيفة "إيه بى سى" الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن حاكم الشارقة قام بتقديم لوحة فنية من الخط العربى إلى ملك إسبانيا، بالإضافة إلى مجموعة من مؤلفات سموه المترجمة إلى الإسبانية.
واختار الملك الإسبانى الشارقة ضيف شرف للدورة الحالية من معرض ليبر الدولى للكتاب، مشيداً بالتبادل الثقافى القائم بين مختلف المؤسسات الثقافية فى كلا البلدين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطرفين تبادلا الأحاديث الودية، ومناقشة الآراء حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتى تدور حول دور الثقافة والتعليم في بناء التنمية الإنسانية والنهوض بالمجتمعات.