واصل الإعلام الغربى الهجوم على الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ، بسبب استمراره فى العملية العسكرية التى ينفذها فى شمال سوريا، رغم الانتقادات الواسعة لها، واصفة إياه بـ"القاتل" الذى يصمم على قتل المدنيين فى سوريا.
وقالت صحيفة كوييرى دى تثينو الإيطالية : أدت العملية التركية فى شمال سوريا إلى مقتل عشرات السوريين، ويصمم أردوغان على قتل المدنيين فى سوريا مع استمرار العملية، فالرئيس التركى لم يخجل من التدخل فى شئون الدول الآخرى ووصل الأمر إلى انتهاك سيادة سوريا، مما يعد جريمة حرب مكتملة الاركان ومحاولة لإعطاء قبلة الحياة لتنظيم داعش الإرهابى، وذلك رغم مزاعمه بأن تلك العملية ليست ضد الأكراد بل ضد تنظيمات إرهابية.
كما هاجمت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى اليوم الأحد، أردوغان ، واستمرار العملية العسكرية فى شمال سوريا، وقالت إن تركيا تحاول الهيمنة على الدول العربية عبر استخدام جماعات إرهابية كوسيلة لإحياء السلطنة.
وحذرت وزيرة الدفاع الإسبانية بالإنابة مارجريتا روبليس، الرئيس التركى، وقالت: "غير مقبول تصعيد العنف فى المنطقة"، مضيفة إن "إسبانيا تشارك فى مهمة الناتو على الحدود بين تركيا وسوريا، وتعمل لصالح سكان مليونى شخص بعيدا عن منطقة الصراع".
وأكدت روبليس أن إسبانيا تسعى دائمًا إلى الحفاظ على السلام وستعمل كعضو فى الناتو لتحقيق هذا الهدف، قائلة إن تهديدات أردوغان بفتح الابواب أمام ثلاثة ملايين لاجئ إلى أوروبا أيضا "غير مقبولة".
وقالت وزيرة الدفاع الاسبانية مارجاريتا روبليس إن بلادها ستعيد النظر فى بقاء بطارية صواريخ "باتريوت" الإسبانية المنتشرة على الحدود التركية – السورية مع 150 جنديًا ، تم نشرهم منذ يناير 2015، وذلك حال تفاقم الوضع فى المنطقة نتيجة الهجوم التركى على الأكراد فى سوريا.
كما حذرت روبليس أردوغان بطرح مسألة سحب صواريخها المنتشرة على الحدود التركية أمام حلف شمال الأطلسى (الناتو).
وأكدت أن المهمة فى تركيا ليست مهمة إسبانية وإنما مهمة لحلف شمال الأطلسى ،مشيرة إلى أن مدريد تراهن على السلام وترفض أى تصعيد للعنف.
وأوضحت وزيرة الدفاع الإسبانية أن الحلف سيعقد اجتماعًا وزاريًا فى بروكسل فى 24 أكتوبر الجارى وهناك ستعبر إسبانيا عن قلقها بشأن الوضع الجديد فى المنطقة ودور مهمة الحلف والقوات المسلحة الإسبانية فيها.
وأوضحت مصادر دبلوماسية للصحيفة أن الموقف الإسبانى يتماشى مع موقف الاتحاد الأوروبى ، ويتلخص فى ثلاث نقاط ، الوقف الفورى للتدخل العسكرى التركى، وتحذر من العواقب الإنسانية الخطيرة التى تترتب على هذا التدخل ، ووجود مخاوف من تجدد انتشار الارهاب فى سوريا بسبب هذا الهجوم التركى.
وأدانت العديد من الدول الكبرى العدوان التركى على الأراضى السورية ، محذرة من العواقب وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وغالبية الدول الأوروبية.
وفى بيان لها، أكدت الخارجية المصرية إدانتها الكاملة للعدوان التركي على سوريا، مشددة على رفض مصر التام للاعتداءات الصارخة وغير المقبولة على سيادة دولة عربية شقيقة. كما حذرت الخارجية فى بيانها من استغلال الظروف التى تمر بها الدولة السورية للقيام بتلك التجاوزات، بشكل يتنافى مع قواعد القانون الدولي.