بعيدا عن النية الحقيقية لـ بومبيو، وزير خارجية أمريكا، الذى قال: "إن ما تفعله الصين ضد الإيجور المسلمين، يشبه رواية 1984 لـ جوروج أورويل"، فإن ذلك يدفعنا للتعرف على هذه الفئة لمضطهدة فى العالم.
تفيد التقارير العالمية، ومنها الصادر عن الأمم المتحدة، أن الصين تحتجز فى المخيمات نحو مليون من الإيجور، يضاف إلى ذلك منعهم من إقامة بعض الممارسات والشعائر الدينية الخاصة بهم.
المعروف أنه منذ 1949 تسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية الذى يعد موطن أقلية الإيجور المسلمة، وتطلق عليه اسم شنجيانج أى الحدود الجديدة، وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود ثلاثين مليون مواطن مسلم فى البلاد، 23 مليونا منهم من الإيجور، بينما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز مائة مليون أى نحو 9.5% من مجموع سكان الصين. والإيجور هم قومية من آسيا الوسطى ناطقة باللغة التركية وتعتنق الإسلام يعيش أغلبها فى إقليم شينجيانج الذى كان يسمى تركستان الشرقية قبل ضمه من قبل الصين.
وقبل الاستقرار فى تركستان الشرقية بغرب الصين كان الإيجور قبائل متنقلة تعيش فى منغوليا، وقد وصلوا إلى هذا الإقليم بعد سيطرتهم على القبائل المغولية وزحفهم نحو الشمال الغربى للصين فى القرن الثامن الميلادى، واللغة الإيجورية هى لغة قارلوقية، من الغات الترکية ويستعملون الحروف العربية فى كتابتها إلى الآن، وكان الإيجور يعتنقون عددا من الديانات على غرار البوذية والمسيحية والزرادشتية إلى حدود القرن العاشر الميلادى، حيث دخلوا فى الإسلام وغالبيتهم سنية حنفية، وأقلية شيعية إسماعيلية.
وقد قام السكان الإيجور بعدة ثورات فى القرن العشرين للاستقلال عن الحكومة المركزية فى بكين، أبرزها ثورة 1944 التى نجحوا على إثرها فى إعلان دولة تركستان الشرقية المستقلة، لكن سرعان ما ضمتها الصين الشيوعية عام 1949. ومنذ ذلك الحين وهم يتعرضون لحملات قمع متواصلة من حكومة بكين طالت كل مناحى الحياة، وأسفرت عن تغيرات بنيوية شملت الديموغرافيا والثقافة والدين واللغة، وجميع مناحى الحياة.
ويتمتع الإقليم بثروات طبيعية هائلة، أهمها الفحم والغاز الطبيعى والنفط الذى يسد حوالى 80% من الاحتياج الصيني، ولا يمكن أيضا إغفال مساحة الإقليم الشاسعة التى تمثل خمس مساحة الصين والتى طالما كانت تشكل هاجسا أمنيا بالنسبة للسلطات الصينية لتقاطع حدودها مع خمس دول مسلمة. وحتى عام 1949 كان الإيجور يمثلون 80% من سكان إقليم تركستان الشرقية، ومارست السلطات الصينية صنوفا مختلفة من القمع والاضطهاد ضد أبناء قومية الإيجور، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف منهم إلى الدول والمناطق المجاورة.
ومهدت هذه الهجرة الطريق أمام الحكومة الصينية لحث الصينيين من قومية الهان على الهجرة إلى الإقليم تحت شعار الانفتاح والتعايش السلمى بين القوميات، وهو ما أدى بشكل تدريجى إلى زيادة فى نسبة السكان من قومية الهان الصينية الذين أصبحوا يمثلون اليوم قرابة 42% من سكان الإقليم البالغ عددهم 24 مليونا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة