الحقيقة VS الأسطورة.. حكاية بليا بن ملكا بن فالغ الشهير بـ "الخضر".. الباحث فراس السواح يراه متقاربا مع الإله "بعل" في الحضارة الفينيقية.. وصاحب كتاب "أساطير مقدسة": يشبه بوذا

الأحد، 13 أكتوبر 2019 10:49 م
الحقيقة VS الأسطورة.. حكاية بليا بن ملكا بن فالغ الشهير بـ "الخضر".. الباحث فراس السواح يراه متقاربا مع الإله "بعل" في الحضارة الفينيقية.. وصاحب كتاب "أساطير مقدسة": يشبه بوذا غلاف كتاب أساطير مقدسة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
البحث عن الحقيقة من الأسطورة، هاجس كبير يؤرق الباحثين، ويدفعهم بصورة دائمة لمحاولة الكشف والتنقيب فى المعلومات المتراكمة عبر الزمن، فى محاولة ربط الخيوط الخفية لمعرفة أصل الحكاية، ومن ذلك ما يقدمه كتاب "أساطير مقدسة.. أساطير الأولين فى تراث المسلمين" لـ وليد فكرى، والصادر عن دار الرواق للنشر والتوزيع، والذى ينطلق من سؤال مهم هو كيف صارت الأساطير مقدسة؟
 
اساطير
 
ومن الشخصيات المهمة التى توقف عندها الكتاب شخصية "الخضر"، حيث يقول الكتاب فى تقديمه للشخصية "إذا شممت يومًا رائحة طيبة وسمعت بعض العجائز يقلن (هذا سيدنا الخضر يمر بالمكان) فلا تندهش.. وإذا سمعت فى بلاد الشام بعض الفلاحين يتوسلون باسمه فيقولون (يا سيدى الخضر الأخضر اسق زرعنا الأخضر) فلا تستغرب.
 
يقول الكتاب: "فى القرآن لا نجد ذكرا صريحا لاسمه وإنما لصفاته وقصته مع النبى موسى، وفى الأحاديث النبوية المصنفة "صحيحة" نقرأ اسم "الخضر" وتفسيره أنه قد جلس على فروة بيضاء فاهتزت واخضرت.
 
وحاول البعض معرفة أصله، فقيل هو ممن آمنوا بالنبى إبراهيم وخرجوا معه من بلاده، وقيل إنه حفيد آدم مباشرة من ابنه قابيل، وإن آدم حين حضره الموت كان قد أخبر أبناءه بالطوفان، وأوصاهم أن يحملوا جثمانه فى السفينة، حتى إذا ما استقرت وابتلعت ماءها دفنوه فى موضع عينه لهم، فلما وقع الطوفان حملوا جسده، ثم عندما جفت الأرض تقاعسوا عن دفنه فدفنه حفيده الخضر، وكان آدم قد دعا بطول العمر لمن يدفنه، فنال الخضر الدعاء، فهو يعمر حتى يشهد خروج المسيخ الدجال ويكذبه.
 
بعل
 
وفى كتاب "عرائس المجالس للثعالبى" فإن الخضر ابن ملك عادل لكن أباه وقومه لم يكونوا يعبدون الله، وكان اسمه قبل حمل لقب الخضر، هو بليا بن ملكا بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وكان آنذاك فتى وحيد أبيه، فأراد الأب أن يزوج ابنه لينجب ولدا ويستمر الملك فى عقبه، ولكن الابن كان عازفا عن الزواج زاهدا فى الحكم راغبا فى أن يتفرغ لعبادة الله.
 
وألح الأب فى تزويج ابنه، وبالفعل زوجه ابنة أحد الملوك، فلما اختلى بها الابن قال لها "إنى رجل مسلم لست على دين أبى، وإنى عارض عليك أمرا فاكتمى سرى لتنالى النجاة فى الدنيا والآخرة، ولا تفشيه فتهلكى فى الدنيا والآخرة، إما أن تتركينى أتفرغ للعبادة وتتابعينى على دينى، وإما أن أرسلك إلى أهلك" فاختارت متابعته على دينه وتركه يتفرغ لعبادة ربه وكتمت سره.
بوذا
 
فلما استبطأ الملك إنجابهما أحضرهما وسألهما عن ذلك، فقالت "هو بيد الله" فأمر الملك بتطليقها من ابنه وزوجه امرأة سبق لها الإنجاب، فعرض عليها الفتى ما عرض على زوجته الأولى فوعدته بكتمان أمره.
 
حتى إذا ما استبطأ الملك إنجابها ابنا سألها "كيف ذلك وأنت ولود؟ فأفشت سر زوجها وقالت "ما مسنى منذ تزوجنا" فأحضر الملك ابنه وعنفه، فخاف الابن غضب أبيه وفر من البلاد.
 
ويشير الكتاب إلى قول الباحث فراس السواح، أن شخصية الخضر قد امتزجت فى الموروث الشعبى بشخصيات بعض الآلهة، مثل الإله "بعل" الفينيقى الذى يتحكم بالأجواء وينشر الخضرة، ويدلل على ذلك بأن الفلاحين الذين كانوا منذ قرون طويلة يذكرون بعل وهم يزرعون ويحصدون، قد صار أحفادهم الآن يذكرون اسم الخضر وهم يمارسون النشاط نفسه.
 
ويعود للكتاب للتأكيد على أن المدقق فى بدايات قصة الخضر (الأمير الزاهد فى الحكم، الهارب من زينة الحياة الدنيا) يلاحظ تشابها قويا مع قصة "جوتاما/ بوذا" فى الموروث الروحى الأسيوى أو شخصية إبراهيم ابن أدهم فى صياغتها الصوفية، فكل منهما ابنا لأسرة نبيلة ترك الثراء وزهد النعيم الدنيوى، وتفرغ للعبادة والتأمل.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة