"مثل الذي باع بلاده وخان وطنه مثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص.. فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه"، هذه الجملة نطق بها تشي جيفارا فى وصفه لخونة الأوطان.
جيفارا
في الأزمنة الماضية، كانت تتم خيانة الوطن سرا وخوفا، فضلا على أن خائن وطنه يظل طوال الوقت متوجسا خوفا ورعبا من افتضاح أمره، لأن افتضاح سره يعنى بكل بساطة أنه وعائلته اتسموا بوصمة العار التي تُكتب على الجبين ولن ولم يمحوها مرور الزمن أو تغيير المكان.
الآن خيانة الوطن تتم علانية وجهرا، بل الأدهى من ذلك أصبحت فخرا لأصحابها، وتمارس من خلف شاشات الفضائيات، ليشاهدها الكبير والصغير، القريب والغريب، وثمنها "الدولارات" أو العملات الصعبة الأخرى شريطة ألا تكون بالجنية المصرى.
وحملت خيانة الأوطان مسميات أخرى كثيرة ومصطلحات زاهية، كالنضال من الخارج أو المعارضة من داخل دول معادية لمصر، كما أنها أصبحت ترتدى ثوب الدين لتحلل ما تفعله أمام الناس من فتن وإشعال لنيران فى الأوطان.
إعلام جماعة الإخوان المطل علينا من "تركيا وقطر ولندن" يتعامل مع أتباعه بنوع من التناقض فى المواقف، وشيزوفرينا مع الحالات، وبكذب صريح بشأن المعلومات، إذ يصف اعتداء تركيا على الشمال السورى، بعملية مكافحة الإرهاب، ويعتبر إراقة قوات السفاح أردوغان لأطفال سوريا بالدفاع عن حدود تركيا وحماية الأرض والعرض بل هى من أجل الإسلام والمسلمين.
وفى الوقت ذاته يشن هذا الإعلام المحرض، حملات تشويه لمؤسسات مصر ومسئوليها، ويظل يتصيد فى الماء العكر، للتحريض ضد مصر وكل البلدان العربية.
نفس اللحظة الذى يجمل فيه إعلام الإخوان، قبح أردوغان ويمجد نظامه السياسى، يروج لأكاذيب وفيديوهات مفبركة بمعلومات وهمية عن مصر، تستهدف عودة حالة الفوضى مرة أخرى للبلاد.
إعلام الإخوان، يبث السموم فى العسل، ويعتمد على تركيبة معينة، لحبك سياسته المحرضة، فيقوم أولا بتشويه الإنجازات وفى الوقت ذاته يضخم السلبيات، ولا يتوقف عند هذا الحد، فعملية تشويه الإنجازات تمر بأكثر من مرحلة، أولا التشكيك فى كل معلومة، ثم التقليل من قيمتها وهذا ما يحدث مع كل المشروعات القومية.
ما يسعى له إعلام الإخوان يمكن اختصاره فى جملتين هما "زعزعة الثقة فى كل شىء".. ولكى تحبط أهدافهم المشبوهة ، وتفشل مقاصدهم، عليك بـ"الوعى".