برعاية روسية، توصل الأكراد ممثلين فى قوات سوريا الديمقراطية لاتفاق تحالف مع الجيش العربي السورى، فى خطوة من شأنها توسعة جبهة القتال الدائر فى الشمال السوري، بعد أقل من أسبوع من العدوان التركي الذي يتصدى له ـ حتى الآن ـ المقاتلين الأكراد، وسط إدانات دولية ممتدة للممارسات التركية وجرائم الحرب التى تم ارتكابها ولا تزال.
وقال بيان لقوات سوريا الديمقراطية منذ قليل إنه فى ظل استمرار تركيا فى عدوانها، فقد " تم الاتفاق مع الحكومة السورية التي من واجبها حماية حدود البلاد والحفاظ على السيادة السورية كي يدخل الجيش السوري وينتشر على طول الحدود السورية التركية لمؤازرة قوات سوريا الديمقراطية لصد هذا العدوان وتحرير المناطق التي دخلها الجيش التركي ومرتزقته المأجورين وهذا الاتفاق يتيح الفرصة لتحرير باقي الأراضي والمدن السورية المحتلة من قبل الجيش التركي كعفرين وباقي المدن والبلدات السورية الأخرى".
وتابع البيان : "نهيب بكافة أهلنا ومن كافة المكونات في شمال وشرق سوريا وخاصة المناطق الحدودية أن هذا الانتشار جاء من خلال التنسيق والتوافق مع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية".
التحالف الذى تم الإعلان عنه، ألمح إليه وزير الدفاع الأمريكى مارك إسبر فى تصريحات له مساء السبت، قائلاً "إن واشنطن تعتقد أن الأكراد على وشك إبرام اتفاق مع الجيش السوري وروسيا للتصدى لتركيا"، موضحاً أنه سيتم إجلاء ألف جندى أمريكى من الشمال السوري.
تصريحات وزير الدفاع الأمريكى تزامنت مع إعلان أحمد سليمان القيادى فى الحزب الديمقراطى التقدمى الكردى، وجود محادثات بالفعل مع الحكومة السورية فى قاعدة حميميم الروسية باللاقية.
واحتمدت المواجهات بين قوات سوريا الديمقراطية ووحدات الجيش التركي على مدار الأيام القليلة الماضية خاصة بعدما استهدفت قوات الغزو التركية مراكز اعتقال تضم عناصر شديدة الخطورة من تنظيم داعش كانت تحت إدارة الأكراد، بهدف تهريبهم وإحداث حالة من الفوضى على الحدود.
وقبل أيام، توقعت شبكة بلومبرج الأمريكية نقلاً عن خبراء ، إقدام قوات سوريا الديمقراطية على التحالف مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد لتشكيل جبهة موحدة فى مواجهة العدوان التركي على المنطقة الشمالية التى كانت خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وقالت الشبكة الأمريكية فى تقريرها إن التحرك الأمريكى والتركى فى الأيام القليلة الماضية، سيفتح الباب ويمهد الطريق بشكل لافت أمام تحالف محتمل بين الرئيس السورى بشار الأسد وقوات سوريا الديمقراطية الكردية التى تسيطر على ما يقرب من ثلث مساحة الدولة السورية وتتصدى ـ حتى الآن ـ للعدوان التركى على الشمال السورى.
ورجحت بلومبرج فشل العدوان التركى علي شمال سوريا، مؤكدة أن التحركات الأمريكية والتركية فى الآونة الأخيرة ستقود الرئيس السورى لانتصار جديد ربما يفوق توقعات كثيرين.
ونقلت بلومبرج عن جيمس دورسى، الخبير فى شئون الشرق الأوسط فى كلية الدراسات الدولية بسنغافورة، أن مدى استفادة الأسد من هذه التطورات يعتمد على الكيفية التى سيرد بها الأكراد على هذا التحول فى السياسة الأمريكية ونطاق الحملة التى يشنها أردوغان، ويوضح أنه لو أعتقد الأكراد أنه لا خيار أمامهم سوى التحالف مع الأسد، فإن هذا سيوسع الأراضى السورية التى تسيطر عليها الحكومة السورية.