لا تزال أصداء العدوان التركى الغاشم على الشمال السورى متواترة على المجتمع التركى والمواطنين الأتراك، حيث أن هناك قطاعا كبيرا من المعارضين الأتراك لهذا الاعتداء والعدوان الغاشم، الذي أظهر المطامع الاستعمارية لأردوغان.
كشف مقطع مصور لـ غلستان كوتش بيت، النائبة فى مجلس الأمة التركي، عن حزب الشعوب الديمقراطي ذات الأيدلوجية الكردية – وهي نائبة عن موش – وهي تجادل أحد رجال الشرطة التابعين لأردوغان في تركيا – جدال كان سيصل إلى حد الاشتباك بالأيدي – وذلك عندما قال الشرطي مادحًا للعدوان التركي على الشمال السوري واصفًا إياها بالعملية العسكرية الشريفة، وأن كل شيء سوف ينتهي في القريب العاجل – قاصدًا سيقضي أردوغان على الأكراد في الشمال السوري – وذلك قبل أن تهاجمه غلستان قائلة أن هذه ليست عملية عسكرية بل أنها حرب وحرب شنعاء.
ويؤيد عناصر جماعة الإخوان وعناصر تيارات الإسلام السياسي في تركيا بأكملها أردوغان في هذا الاعتداء الغاشم، وذلك من أجل العديد من المصالح الاستراتيجية لهم من جانب أردوغان ومن أجل الحفاظ على بقائه على رأس السلطة في تركيا لأطول فترة ممكنة حتى تجهيز سيناريوهات بديلة لخروجه من السلطة لأنهم يدركون جيدًا كم الاستهجان والإدانة من جانب عدد كبير من مكونات المجتمع التركي ضدهم.
وينقسم العلمانيون في تركيا إلى قسمين الأول يؤيد العدوان على الشمال السوري بسبب العداء التاريخي بين الأتراك العلمانيين والأكراد من عهد الحرب العالمية الأولي وبدايات القرن الماضي، أما الجانب الآخر يري في هذا العدوان تعدٍ سافر على حقوق الإنسان خارج حدود الدولة التركية ويكلف تركيا الكثير من الأرواح والعتاد العسكري والأموال والشعب التركي أحق بهذه الأموال ولا يريدون إزهاق أرواح أخرى من أبناءهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
فيما ترفض الأقليات والقوميات العرقية والدينية والمذهبية فى تركيا ضد العدوان السافر على الشمال السوري حيث أن هذه الأقليات والقوميات جميعها ذاقت مرارة والاضطهاد والتهميش والإقصاء من جانب حكومات الإسلام السياسي في تركيا وخصوصًا دولة أردوغان وحزب العدالة والتنمية، لذا ترى في تضامنها مع أكراد الشمال السوري ضرورة قصوى للبقاء في ظل التحديات الملازمة لهم طوال فترة حكم رجب طيب أردوغان والإسلام السياسي والعدالة والتنمية بالتحديد.
ويتضامن عدد كبير من قبل العلويين – وجزء كبير منهم من العلويين الأكراد – ومن الأرمن والعرب في تركيا مع المظاهرات والاحتجاجات المستمرة للأكراد في ديار بكر وفان وموس وماردين وكافة المناطق ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرقي تركيا تجاه العدوان الأردوغاني الغاشم على الشمال السوري.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة