حملات انتقامية تشنها السلطات التركية ضد معارضى العدوان التركى على سوريا، وصلت إلى استخدام الرصاص المطاطى، والغاز المسيل للدموع لتفريق التجمعات المعارضة، وتزايدت فى الوقت نفسه المعارضة العالمية للعملية العسكرية التركية عبر عرائض توقيعات وقع عليها شخصيات أكاديمية بارزة مثل الفيلسوف نعوم تشومسكى
وأذاعت قناة إكسترا نيوز خبرا عن اعتقال الشرطة التركية لـ9 من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطى أثناء تظاهرهم ضد العدوان التركى على سوريا، حيث أشارت إلى ان الاعتقالات جرت فى حى بشكتاش، بعد تجمع مجموعة من أعضاء الحزب لتنظيم الاحتجاج، وأن الشرطة التركية استخدمت القوة ضد مسئولى حزب الشعوب الديمقراطى بما فيهم رئيس الحزب فى مقاطعة شيشلى الذى شارك فى الاحتجاج
وبثت القناة فيديو نقلا عن منصات تركية معارضة، كشف عن استخدام السلطات التركية للرصاص المطاطى، والغاز المسيل للدموع ضد أعضاء الحزب الذى تجمع عدد منهم بمناسبة مرور 7 سنوات على تأسيس الحزب، والاحتجاج ضد سياسات أردوغان والعدوان على سوريا، واسفرت المواجهات عن اعتقال 9 أشخاص
السلطات التركية تعتقل مسؤولي أحد الأحزاب لمحاولتهم الاحتجاج على العدوان في سوريا#eXtranews pic.twitter.com/6c1MEInvvI
— eXtra news (@Extranewstv) October 15, 2019
تجدر الإشارة إلى أن حزب الشعوب التركى هو حزب سياسى يسارى موالى للأكراد، تأسس عام 2012، وسبق أن ألقت السلطات التركية القبض على صلاح الدين ديمرتاش رئيس الحزب منذ 3 سنوات، حيث خاض الانتخابات الرئاسية فى مواجهة أردوغان من محبسه
فى السياق نفسه هدد وزير الداخلية التركى سليمان صويلو كل منتقدى العدوان التركى على سوريا، باتخاذ كافة الإجراءات ضد أبناء الشعب التركى الرافضين للعملية العسكرية والغزو فى سوريا، واعتقال كل من ينتقد هذه العملية.
سليمان صويلو
وقال فى مقطع فيديو تداولته عدد من الصفحات التركية: "حتى الآن ثبُت أن هناك حوالى 500 شخص أهانوا العملية العسكرية ووصفوا دولتنا بالمحتلة، وأهانوا وحدة أمتنا على مواقع التواصل الاجتماعى، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، وألقى القبض على 121 شخصًا منهم، وما زالت الاعتقالات مستمرة".
وعلى جانب أخر ذكرت صحيفة "زمان"، التابعة للمعارضة التركية، أن السلطات التركية فتحت تحقيقات ضد نائب حزب الشعب الجمهورى عن مدينة إسطنبول، سزجين تانرى كولو، وذلك عقب فتح تحقيقات ضد خمسة برلمانيين آخرين، ذلك لاعتراضهم على حرب الأكراد فى سوريا.
وذكرت الصحيفة التركية المعارضة، أن نيابة أنقرة فتحت تحقيقات ضد تانرى كولو بدون أية بلاغات، وذلك بسبب منشوراته حول عملية نبع السلام، حيث اعتبرت النيابة أن عبارة هذه حرب ضد الأكراد للبرلمانى يشكل جريمة.
وأوضحت صحيفة "زمان"، أنه تم فتح تحقيقات ضد تانري كولو بتهم إهانة الجمهورية التركية علانية، بسبب جزء من التصريحات التى أدلى بها خلال مقابلة مع بعض وسائل الإعلام فى الثانى عشر من شهر أكتوبر الجارى والتغريدة التى نشرها فى اليوم نفسه وذكر خلالها أنه يتوجب على الحكومة التركية أن تدرك بأن ما تفعله هو حرب ضد الأكراد.
الى ذلك قالت صحيفة زمان التركية المعارضة، أن 200 شخصية من 21 دولة، من بينهم أكاديميون من أمثال نعوم تشومسكي وديفيد هارفى وإتيان باليبار وفيتوريو شرجى بداوا فى حملة جمع توقيعات ضد العدوان التركى على شمال سوريا.
نعوم تشومسكى
وحسب الصحيفة فان البيان حمل عنوان “نتضامن مع الشعب الكردى وشعوب شمال سوريا المقاومة” وحصل على توقيعات أكثر من 200 شخصية من 21 دولة حول العالم من بينهم أكاديميون من أمثال نعوم تشومسكى وديفيد هارفى وإيتيان باليبار وفيتوريو سرجى ومفكرون من أمثال جانيت بيل وراؤول زيبيتشي.
واشارت الصحيفة، إلى أن مجموعة من أكاديميى تركيا أقدموا على خطوة مماثلة فى عام 2015، حيث وقعوا على بيان يدعو الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى الاستمرار فى مفاوضات السلام التى أطلقها هو مع حزب العمال الكردستانى من أجل تسوية القضية الكردية، إلا أردوغان كان قرر الإطاحة بطاولة المفاوضات وإعلان الحرب على الأكراد فى شرق تركيا بالحجة ذاتها التى يعتمد عليها اليوم فى تنفيذ العملية العسكرية فى سوريا، أى مكافحة حزب العمال الكردستاني. لذا اتهم أردوغان هؤلاء الأكاديميين بدعم الإرهاب لتنطلق بعده عمليات فصل واعتقال استهدفت الموقعين على هذا البيان.
كذلك وقع عدد من الفنانين الأتراك على عريضة باللغة التركية والكردية والإنجليزية تحت عنوان "أوقفوا الحرب " ضد العدوان على سوريا، وذلك وفقا لفيديو نشرته قناة إكسترا نيوز تقريرا مصورا يوضح أن العريضة التى وقع عليها عدد من الفنانين الأتراك أكدت ضرورة الوقوف أمام الخطاب العسكرى لأردوغان، ووقف الحرب والدمار فى سوريا .