أكرم القصاص - علا الشافعي

قصة توأم الشرقية شهيدى الشهامة.. أنقذا جارتهما من الحريق وتوفيا من شدة النيران

الأربعاء، 16 أكتوبر 2019 07:08 م
قصة توأم الشرقية شهيدى الشهامة.. أنقذا جارتهما من الحريق وتوفيا من شدة النيران حسام ووليد
الشرقية- فتحية الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

"ما حدث بقرية العزيزية بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، منذ عدة أيام، لم يتكرر لما مثله شابان توأم فى السابعة والعشرين من العمر من شهامة وجدعنة ودفعا حياتهما ثمنا لذلك".. هكذا يصف أهالى القرية الموقف البطولى للشابين اللذين أنقذا جارتهما من الحريق.

أسرة-الشابين
أسرة الشابين

" كانوا سندى بعد ربنا وبياخدوا بالهم من حالتى الصحية، عيالى شهداء نطقوا الشهادة على نفسهم قبل خروجهم من القرية إلى المستشفى".. بهذه الكلمات قالت "شربات عبد المنعم" 67 سنة والدة التوأم المتوفيين، أن نجليها هما أصغر أبنائها ولم يتزوجا وكان أحدهما يعمل سائقا والثانى باليومية، ويوم الحريق كانا عائدين من الشغل، سمع صوت صراخ جارتنا خرجا سريعا لها، وهما فقط من دخل المنزل من الجيران، واحتسبتهما عند الله، أثناء قيام الشباب بالقرية بإدخالهما التوك توك لتوصليهما إلى المستشفى بعد إصابتهما فى الحريق، نطق الشهادة ابنى وليد قال لحسام أخوه اتشاهد على نفسك إحنا هنموت.

المنزل-الذي-نشب-فيه-الحريق
المنزل الذي نشب فيه الحريق

وتنهمر فى البكاء قائلة: هما كان سندى بعد ربنا، وأنا سيدة مريضة أعانى من أمراض مزمنة من ضغط وسكر والكلية، هما من كان يقوم برعايتى وتجهيز الطعام لى وغسل ملابسى بعد عودتهما من العمل.

 ربنا يرحمهما ويعوضهما عن شبابهما خير فى الجنة، قالها "سلامة مغاورى شبل" 70 سنة عامل بالمعاش، والد التوأم، أن قلبه يعتصر من الحزن والألم على فراق نجليه، وما يصبره هو أنهما توفيا بسبب الشهامة والرجولة وأنقذا أما وأطفالها والمنطقة كلها من الحريق، حيث لم يدخل غيرهما من الجيران إلى منزل الحريق أثناء صراخ جارتنا.

حسام_2
حسام

"بطلب من كل الناس تدعى لهما أنقذونى وعيالى" قالتها "سمر إبراهيم صالح" جارة التوأم، وصاحبة المنزل الذى تعرض للحريق، إنها يوم الواقعة، اشتريت أسطوانة غاز، وأثناء تركيبها وفتح السن كان محبس الأنبوبة بيفوت وعجزت عن السيطرة عليها وغلقها، فخرجت تستغيث بالجيران لأن زوجها كان بالشغل وكان معاها أطفالها الصغار، فدخل الشابين التوأم" وليد وشقيقه حسام" جيران الزوجة، وحاول السيطرة على الأسطوانة وحملها لإخراجها من المنزل وأثناء الخروج بها نشب الحريق بالمنزل ولم يتمكنا من الخروج وحدثت إصابتهما حروق من الدرجات الأولى.

حسام-شهيد-الشهامة
حسام شهيد الشهامة

هما كانا سند أسرتهما ووليد توفى بعد 24 ساعة من وفاة "حسام" قالها "ياسر سالم حامد" زوج شقيقة التوأم، والمقيم بمنزل مجاور لهما، أثناء توجده بالمنزل سمع أصوات استغاثة وعند الخروج من المنزل لاستطلاع الأمر وجدت الشابين" حسام ووليد" فى الشارع والنيران مشتعلة بيهما، فحاولت على قدر استطاعتى إخماد النيران بهما، وأصيبت أثناء مساعدتهما، وتم تحويلنا الثلاثة إلى مستشفى منيا القمح العام، الذى قام بتحولينا إلى مستشفى ههيا للحروق، وبعدها تم تحول الشابين إلى مستشفى السلام بالقاهرة، لأن نسبة الحروق بهما كانت 75%، وتم حجزهما سويا بالعناية، و"حسام" فقد النظر والنطق من شدة استنشاق الغاز، ووليد كانت حالته أفضل من شقيقه، وبعد أسبوع من حجزهما فى العناية، تم نقل "حسام" إلى غرفة أخرى لأنه كان رافض الأكل وتوفى "حسام" يوم الخميس مساء، وكانت حالة وليد أفضل، وظل يسأل على شقيقه وأخفينا عليه خبر وفاته، وشاء القدر أن اليوم الثانى وفى نفس الساعة والدقيقة التى توفى فيها حسام لحق به وليد بالرغم من أن حالته كانت تحسنت وكان يتحدث ويأكل.

حسام-ووليد
حسام ووليد

وطالب عدد من أبناء القرية، محافظ الشرقية، وأهل الخير بمساعدة الأسرة، لأن التؤأم كان هما سند الأسرة، ومعاش والدهما كان لا يتعدى 1000 جنيه، وهما ناس بسطاء، والتوأم كان العوض لها فى الكبر، وطالب الأهالى بسفرهم إلى السعودية لتأدية العمرة لكى يرتاح قلبهما بالدعاء هناك للشابين.

وليد_3
وليد

كان اللواء عاطف مهران، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا من العميد عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغًا بنشوب حريق داخل منزل بقرية "العزيزية" التابعة لدائرة مركز شرطة العزيزية. وتبين انفجار أسطوانة بوتاجاز "أنبوبة" داخل المنزل، ما أسفر عن إصابة كلًا من: "حسام سلامة شبل" 27 سنة، وشقيقه التوأم "وليد"، بحروق من الدرجات الثلاث، نُقلوا على إثرها إلى مستشفى "ههيا" للحروق، فيما تبين أن الشابين، وفور نشوب الحريق فى الأنبوبة قبل انفجارها، هرعا لنجدة جارتهما وطفليها، وهو ما تمكنا من فعله، حيث أنقذا أهل البيت وأخرجوهم من المنزل، إلا أن "الأنبوبة" انفجرت قبل أن يتمكنا من الخروج، ما تسبب فى إصابتهما. جرى احتجاز الشابين فى العناية المركزة لنحو أسبوع، قبل أن يلفظ الأول أنفاسه الأخيرة فى الساعات الأولى من صباح الخميس الماضى، وتبعه شقيقه فى اليوم التالى، وسط حالة من الحزن عمت القرية والقرى المجاورة.

وليد-شهيد-الشهامة.
وليد شهيد الشهامة

 

وليد-شهيد-الشهامة_1
وليد شهيد الشهامة 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة