واصل المؤتمر الوطنى الخامس لعلماء وخبراء مصر فى الخارج "مصر تستطيع بالاستثمار والتنمية"، فعالياته لليوم الثانى على التوالى، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وبالتعاون مع وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري.
وتناولت جلسة "المصريون بالخارج وتنمية أفريقيا" عرضًا للمبادرة الرئاسية " حياة كريمة"، وما حققته من إنجازات فى عدة محافظات على مستوى الجمهورية، ثم بدأ الحديث حول ما يطمح المستثمرون إلى تقديمه، فضلا عن النقاشات الثرية بينهم وبين الحضور.
وفى كلمته أوضح معتز أبو عرب، أحد خبراء مصر تستطيع، أنه يعمل فى أفريقيا منذ 13 عاما، وهو ما يؤكد أن هذه القارة تحتوى على أحجام تداول بلغت 2.2 تريليون دولار، إلا أن هناك نقصا فى التواصل سواء الانترنت أو الطرق، ولفت إلى أن إمكانيات مصر تفوق الدول الأفريقية فى العديد من المجالات، لذلك يجب أن يكون لنا تواجد من خلال العمالة الفنية فى خلق فرص عمل هناك، مضيفا أن فرص الاستثمار للمستثمر الصغير متوفرة للغاية، متابعا أنه يجب إزالة العقبات التى تعيق التبادل التجارى بين مصر وأفريقيا.
و أضاف علاء صبرة، العضو التنفيذى لإحدى شركات التبغ بإفريقيا، وأحد خبراء مصر تستطيع، أن الاستثمار فى أفريقيا مهم للغاية وهى قارة غنية جدا من حيث الفرص والمعادن، موضحا أن مصر من أكبر دول أفريقيا من حيث الإمكانيات مثل الخبرة والمهارة والتجارة والصناعة وهناك الكثير من البلدان الكبرى تسعى للسيطرة هناك، وأن اتفاقيات التبادل التجارى يجب أن تكون محفزة لزيادة حجم التجارة بين مصر والدول الأفريقية.
ولفت إلى أن مصر أولى من غيرها بتوسيع حجم تواجدها فى السوق الافريقية، مشيرًا إلى بعض المعوقات مثل عدم اهتمام الإعلام بها وترك المجال لغيرنا من الدول، لافتا إلى ضرورة الاهتمام بالإخراج الجيد للمنتج المصرى، مضيفًا أن السفارات المصرية هناك يجب أن يكون لها دور لتوسيع وإزالة العقبات أمام دخول المنتجات المصنعة محليا.
من ناحيته، قال عمر شحاتة مستشار وزير الاتصالات فى مملكة ليسوتو، إنه بدأ فى مملكة ليسوتو من الصفر حتى أصبح المصرى الوحيد الذى يحصل على جنسية المملكة، وأصبح مستشارا لوزير الاتصالات هناك.
وأضاف أن الشباب المصرى يجب أن يتوجه إلى أفريقيا حتى يصبحوا سفراء لمصر، وطالب أن تتبنى الدولة لمبادرة تشمل 100 شاب من المستثمرين الصغار الذين يريدون أن يستثمروا هناك، بهدف خلق تعاون وسوق للتبادل التجارى بين مصر ودول أفريقيا.
وقال إن هناك سوق بكر تحتاج إلى العديد من الخدمات والبنى التحتية والصحة والتعليم والطرق والمواصلات حتى المزارع والماشية تحتاج إلى خبرة مصرية، موضحًا أن هذه المبادرة يجب أن تتولاها الدولة تحت رعاية وزارات مثل التخطيط والاستثمار والخارجية.
ومن جهته، أوضح كريم رفعت، رئيس مجموعة إحدى الشركات الاستشارية، وأحد خبراء مصر تستطيع، أن شركته انطلقت فى 2013 للخدمات الاستشارية للشركات ورجال الأعمال لتعظيم الاستفادة من فرص الاستثمار، وقال إننا نتعاون حاليا مع الجهات الحكومية لتدريب الموظفين؛ للتعامل مع الفرص الاستثمارية، وأصبح لنا مكتب إقليمى فى دبى، وهناك استراتيجية للانطلاق عالميا.
وأضاف أن الفترة المقبلة يجب ألا يعلو صوت فيها على صوت التصنيع والتصدير؛ لأن مصر نجحت فى توفير المناخ الجيد للاستثمار، وأن أفريقيا يجب أن تكون هى هدفنا من خلال مجموعة الاتفاقيات الموقعة مثل الكوميسا وغيرها، بالاشتراك مع دول الاتحاد الأفريقى، موضحا أن هناك معركة أخرى تتركز على الاستثمار فى أفريقيا شرط أن نحدد المجالات التى نسعى للاستثمار فيها، حتى نستفيد من مميزاتنا خاصة أن هناك دول تتغول هناك، وعلينا مراعاة أبعاد الأمن القومى والتواجد الكثيف هناك.
وأوضح رفعت أن الصندوق السيادى المصرى يجب أن يكون له دور فى كل عمليات الاستثمار المستهدفة هناك، فضلا عن دور القوى الناعمة التى يجب أن ننقلها لهم بطريقتهم ولغتهم، موضحا أهمية استغلال الدور الثقافى والفنى لمصر والتواجد الأفريقى، مشيرًا أن مصر أيضا لها تجارب ناجحة فى قضيا مكافحة الفساد والتنمية الاقتصادية، وهى تجارب لها قوة فاعلة على الأرض.
وقد شهدت الجلسة حضورا كثيفا من المستثمرين ورجال الأعمال والمسؤولين المصريين، والذى أثمر عن نقاشات ثرية حول تجارب المستثمرين المصريين بالخارج، وما يطمحون إلى تنفيذه من مشروعات استثمارية فى مصر؛ للاستفادة من التسهيلات التى تقدمها الدولة المصرية.
ويناقش مؤتمر مصر تستطيع بالاستثمار والتنمية، الذى انطلق مساء أمس الثلاثاء 15 أكتوبر، دعم التواجد المصرى على خريطة الاستثمار العالمية بجانب الترويج لخريطة مصر الاستثمارية فى القطاعات الواعدة بمختلف المجالات، كما يستعرض المؤتمر التجارب الناجحة للمستثمرين وآلية تطبيقها فى مصر، وربط كبار المستثمرين المصريين بالخارج بالوزارات المعنية لتشجيعهم على الاستثمار بالوطن وتحقيق للمنفعة المشتركة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة