أكدت وزارة الخارجية المصرية على متابعتها ببالغ الاستياء والقلق العدوان التركى المُستمر على الأراضى السورية، وما يرتبط بذلك من انتهاكات لقواعد القانون الدولى، وما تمخض عن ذلك العدوان من تداعيات خطيرة على الوضع الإنسانى بفقدان الأرواح ونزوح عشرات الآلاف؛ فضلاً عن التأثيرات بالغة السلبية لهذا العدوان على مسار عملية التسوية السياسية فى سوريا.
وقالت الوزارة فى بيان صادر عنها صباح اليوم الخميس، إن ما صدر عن الاتحاد الأوروبى من موقف واضح إنما يؤكد على رفض وإدانة تلك الاعتداءات التركية.
وفي هذا السياق، أعربت مصر عن ارتياحها وترحيبها بموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير من تلك التطورات، والمتمثل في الرفض الأمريكي الواضح للاعتداءات التركية المتواصلة على الأراضي السورية، وفرض عقوبات أولية على النظام التركي، وذلك في سبيل دفع تركيا للتراجع عن سياساتها العدوانية، مؤكدةً أن اتخاذ مثل هذه المواقف الواضحة والإجراءات العملية إنما يبرهن على وقوف الرئيس ترامب بحزم لنصرة مبادئ وقواعد الشرعية الدولية، وهو ما يجب أن تتسق معه كافة أطراف المجتمع الدولى.
إلى ذلك، يواصل جيش الاحتلال التركى استهداف الأحياء السكنية والبنى التحتية وممتلكات الأهالى فى المناطق الشمالية الشرقية لريفى الحسكة والرقة مخلفا أضراراً مادية وعدداً من الجرحى فى صفوف المدنيين فى حين تابعت قوات التحالف الأمريكى نقل عناصرها ومعداتها من مناطق مختلفة من الجزيرة السورية وتدمير مخلفاتها بعد مغادرتها.
من جانب آخر أكد المرصد السورى لحقوق الإنسان أن أكثر من 300 ألف مدنى فى شمال شرق سوريا نزحوا منذ بدء القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها عدوانها فى التاسع من الشهر الحالى ضد مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد.
وقال مدير المرصد رامى عبد الرحمن اليوم الخميس، إن غالبية النازحين فروا من محافظة الحسكة حيث تدور المعارك بين الطرفين فى مناطق حدودية، بالإضافة الى منطقتى كوبانى (حلب) ومنطقة تل أبيض (الرقة) فى شمال البلاد.
إلى ذلك، اتهمت قوات سوريا الديمقراطية، أمس الأربعاء، استخدام جيش الاحتلال التركى لأسلحة محرمة دوليا ضد المدنيين السوريين شمال البلاد، مشيرة إلى استخدام الأتراك للفوسفور والنابالم الحارق ضد المواطنين شمال البلاد.
وقالت سوريا الديمقراطية فى بيان صحفى، إن استخدام أنقرة لأسلحة محرمة دوليا ينذر بكارثة إنسانية ومجازر حقيقة بشكل كبير، مشيرة إلى أن أنقرة تنتهك بشكل صارخ للقانون والمواثيق الدولية فى عدوانها على مدينة رأس العين.
وناشدت سوريا الديمقراطية الرأي العام العالمي وكذلك المؤسسات الحقوقية والإنسانية ذات الصلة بالتحرك لإيقاف هذه التجاوزات التركية الخطيرة والحد من هذا الهجوم الفاشي فإننا ندعو العالم أجمع لفتح تحقيق رسمي ودولي حيال هذه الانتهاكات والممارسات اللاأخلاقية واستخدام الأسلحة المحرمة.
وأشارت سوريا الديمقراطية، إلى أن صمت العالم سوف يدفع أردوغان لارتكاب مجازر كما فعل سابقاً في عفرين وعموم المناطق التي يطولها يد العدوان التركي.
بدورها أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أنها لن تسلم مسلحى تنظيم داعش وعائلاتهم المعتقلين لديها إلى أى جهة.
وأكد القائد العام لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، مظلوم عبدى، أن الأكراد لن يوافقوا على تسليم إرهابيى "داعش" إلى تركيا أو الحكومة السورية، حتى في حال سيطرتهم على الأراضي التي تقع تحت سيطرة "قسد".
وتحدثت تقارير إعلامية عن أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تحتجز نحو 11 ألفا من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي، بينهم أفراد من أسر المسلحين، وأن 9 آلاف منهم من العراق وسوريا و2000 مسلح ينتمون إلى نحو 50 دولة.
فيما أكد وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، أن بلاده تعمل مع العراق على تخفيف حدة التوتر بين أميركا وطهران، فيما اعتبر أن "التوغل" التركي في شمال سوريا "يهدد" المكاسب المتحققة ضد تنظيم "داعش".
وأشار وزير خارجية فرنسا فى مؤتمر صحفى مع نظيره العراقى محمد الحكيم فى بغداد، الخميس، إلى أن بلاده ستعمل على عقد اجتماع للتحالف الدولي لبحث تداعيات الهجوم التركي على سوريا، موضحا أن المكاسب التى تم تحقيقها ضد داعش مهددة بسبب التوغل التركي في شمال سوريا.