يُصَنّف كلود هنري سان سيمون الفيلسوف الاقتصادي الفرنسى كأحد المصلحين الاجتماعيين ومؤسسى الاشتراكية المسيحية، وكان جده "كونت" مقاطعة سان سيمون، ورغم نشأته لأسرة من النبلاء في فرنسا، إلا أن تعرض أسرته للفقر كان له تأثير ملموس فى نشأته وتكوين شخصيته خارجاً على التقاليد ورافضاً مجتمع النبلاء.
ومر كلود هنري سان سيمون، بمحطات مختلفة في حياته حتى وفاته في فرنسا، حيث تخلى سيمون عن لقب نبيل واختار لنفسه لقب الدرويش ليتماشى مع قناعته من جانب، ويتلاءم مع النظام الجديد من جانب آخر، ثم عمل في التجارة لفترة من الزمن وفرت له ثروة معتبره ولكنه أساء استغلها حتى تبددت، اضطر معها للعمل كاتبا في إحدى جمعيات التسليف لتدبير احتياجاته اليومية.
المحطة الأخرى في حياة سان سايمون، بعد وفاة خادمه الذي كان يقدم له يد العون حيث عانى صعوبات كثيرة كان لها بالغ الأثر فى تحديد اتجاهاته في الكتابة، ومواقفه السياسية المتشددة، وفي عهد حكومة المديرين عاد سان سيمون إلى مقاعد الدراسة عام 1798، واتسم في تلك الفترة بالتركيز الشديد في دراسة الطب والبوليتكنيك.
ومع التركيز على الدراسة بدأ طموح الكتابة يعود إلى سان سيمون، حيث كان يحلم بإصدار موسوعة جديدة، وفي عام 1803 أصدر أول كتبه المهمة "رسائل من ساكن في جنيف إلى معاصريه"، انتقد فيه الثورة، وأن النظام القديم تهدم ولابد من بناء مجتمع جديد لا يعتمد على المذهب الكاثوليكي.
وكان سان سيمون يعالج في مقالاته المنشورة في مجلة "الصناعة" القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، دعا فيها إلى تأسيس حزب وطني يعتمد على المنتجين في مواجهة أرستقراطية النبلاء الذين كانوا يعيشون بلا أي عمل، ونشر في عام 1819 كتاباً سمي فيما بعد "الحكمة" منحه الشهرة ولاحقته السلطات بعدها لتأكيده على أهمية العاملين للأمم على اختلاف أعمالهم سواء كانت في الحقول أو في المصانع، بينما لم يكن يرى أية فائدة للأمة في طبقة النبلاء اللذين لا ينتجون أو رجال كنيسة والضباط والقضاة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة